أخبار عاجلة
رسميًا.. “الحزب” ينعى إبراهيم عقيل -

الشيشان وجهة سياحية استثمارية ومصنع للأقمار الاصطناعية

الشيشان وجهة سياحية استثمارية ومصنع للأقمار الاصطناعية
الشيشان وجهة سياحية استثمارية ومصنع للأقمار الاصطناعية

نبيل الجبيلي نقلاً عن "الجزيرة"

استضافت العاصمة الشيشانية غروزني بالتعاون مع روسكونغرس، منتصف شهر يوليو/ تموز، منتدى الاستثمار القوقازي، الذي أظهر تقدم تلك الجمهورية القوقازية في الجنوب الروسي، وتحوّلها إلى وجهة سياحية استثمارية، وقاعدة لبناء المعدات التكنولوجية المتطورة مثل الأقمار الاصطناعية.

المنتدى حضره أكثر من 4 آلاف شخص، بينهم قادة وممثلو السلطات الاتحادية والإقليمية، ورجال أعمال وخبراء وصحفيون من وسائل الإعلام الرائدة في روسيا ودول رابطة الدول المستقلة، ودول بحر قزوين الخمس، ومسؤولون ودبلوماسيون عرب وأجانب.

وشارك في المنتدى هذا العام ضيوف من 33 دولة ومنطقة، بينما كان لافتًا عدد الضيوف العرب الذين استقبلتهم السلطات في غروزني بحفاوة عالية، وأظهر الرئيس الشيشاني رمضان قديروف سروره بقدومهم للمشاركة في هذا الحدث، حيث أشاد جميع الحاضرين بالمستوى التنظيمي العالي.

وتضمن المنتدى أكثر من 65 فعالية بمشاركة أكثر من 430 متحدثًا، كما جرى توقيع أكثر من 100 اتفاقية مع شركات محلية وأجنبية، تُعنى بالاستثمار في منطقة القوقاز، مع رسم خطط لتطوير الأعمال وتوسيعها لتشمل التجارة والاستثمار وبناء المصانع والسياحة، وحتى الرياضة. بينما كان للتعليم العالي النصيب الأكبر ضمن فعاليات المنتدى.

الشيشان تنظر إلى قطاع التّعليم باعتباره عنصرًا مساعدًا على تعزيز العلاقات بين روسيا الممثلة بالشيشان ودول عدّة. كما يسرع في نمو المناطق الروسية عامة، وبالأخص جمهوريات القوقاز التي تشهد طفرة استثمارية حقيقية، من خلال خطة وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتنمية وتحفيز الاقتصاد، فاستطاعت تلك المنطقة (شمال القوقاز الفدرالي) لأول مرة، جذب استثمارات تزيد قيمتها على تريليون روبل.

لماذا الشيشان؟
يعتبر كثيرون أنّ علاقة الرئيس الشيشاني رمضان قديروف القوية بالقيادة الروسية، والثقة الكبيرة المتبادلة بينه وبين الرئيس بوتين، هي المحرك الأساسي لمعظم هذه المشاريع.. وطبعًا هذه نصف الحقيقة.

لكنّ ذلك يُضاف إليه أنّ نجاح قديروف في تنمية غروزني وإعمارها، ووضعها على سكة النمو والتطور الدائم، كان الحافز الأكبر لدعم الرئيس بوتين نفسه، وكان آخر تلك المشاريع منتدى الاستثمار القوقازي، الذي قال قديروف إنّه عُقد على أعلى مستوى وتجاوز كل التوقعات، وهذه حقيقة جدية لمستها أغلب الفعاليات التي شاركت في المنتدى.

من المقرر أن يتم إطلاق هذا القمر الاصطناعي في نهاية العام الحالي من قاعدة "فوستوشني" الفضائية، على متن مركبة الإطلاق "سويوز"؛ إذ يفترض أن يكون حدثًا مهمًا قد يلقى اهتمام المجتمع العلمي حول العالم، وكذلك مجتمع الصناعات العسكرية

بنك إسلامي وقمر اصطناعي
لم تقتصر فعاليات المنتدى على الاستثمار وتوقيع العقود وضخ الأموال فقط، إنّما حاول المشاركون في معرض المنتدى، تقديم إنجازاتهم ومنتوجاتهم والتسويق لها. فكان الإعلان عن افتتاح "سابير بنك"، وهو أول فرع للصيرفة الإسلامية والتعامل البنكي في الشيشان، يعمل بموجب الشريعة الإسلامية. وبذلك كانت العاصمة غروزني أول مدينة في روسيا تفتتح مصرفًا إسلاميًا.

ونتيجة للخبرة الكبيرة التي اكتسبتها قوات أحمد الشيشانية على جبهات القتال في أوكرانيا، عرضت جمهورية الشيشان في فعاليات المنتدى آليات عسكرية خفيفة، تُصنّع حصريًا في مصانعها الخاصة، وتلبّي حاجات جنود القوات الشيشانية، فتسهل تحركاتهم على الأرض.

أما "نوخشو" الشيشاني، فهو نموذج أوّلي لقمر اصطناعي فعّال، عرضته الشيشان على الزوار، وأكدت أنه سيكون موجودًا بالفعل في مدار الأرض، من أجل جمع البيانات وإرسالها إلى غروزني.

ومن المقرر أن يتم إطلاق هذا القمر الاصطناعي في نهاية العام الحالي من قاعدة "فوستوشني" الفضائية، على متن مركبة الإطلاق "سويوز"؛ إذ يفترض أن يكون حدثًا مهمًا قد يلقى اهتمام المجتمع العلمي حول العالم، وكذلك مجتمع الصناعات العسكرية.

السياحة والتعليم وجه آخر
ولم تقتصر فعاليات المنتدى على الفضاء والعسكرة، فالقوقاز الروسي هو قبل كل هذا قِبلة مستحبة للسياحة، إن كانت تلك الداخلية أو الخارجية، وذلك لأسباب عدة، خصوصًا بعدما أصبحت المنطقة آمنة ومستقرة.

سنوات الاستقرار تلك راكمت في الخبرات المطلوبة من أجل حسن إدارة واستقبال السياح، ناهيك عن الطبيعة الخلابة والطقس المعتدل اللذين تتمتع بهما تلك المنطقة، التي يسكنها شعب مضياف لديه فائضٌ من العادات الجميلة، معززٌ بنمو مستمر في بناء المنتجعات والمؤسسات السياحية.

وفق ذلك، كان المنتدى "فرصة" جيدة ليتعرف المشاركون من خلاله على هذا كله، وكذلك على "سوق" السياحة الرياضية، فالقوقاز الروسي وطبيعة سكانه وبنيتهم الجسدية، تجعلهم من بين الشعوب المتفوقة في شتى أنواع الرياضات البدنية والقتالية، وتعتبر المنطقة مغناطيسًا جاذبًا للرياضيين حول العالم.

أما التعليم العالي، فكان له حصة في فعاليات المنتدى من خلال مشاركة مندوبي التعليم الروسي وطلاب من كل أنحاء العالم، درسوا أو ما زالوا يدرسون في روسيا، فعرضوا تجربتهم مع الجامعات الروسية، وفرص تلقي التعليم في روسيا، التي تعتبر التعليم أداة تواصل مع شعوب العالم.

نجاح الشيشان في تنظيم فعالية بمستوى دولي ليس جديدًا، إنما هو تأكيد على أنّ العاصمة غروزني أصبحت اليوم على الخارطة الدولية، بل أصبحت عاصمة للتواصل وبناء الجسور.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق روسيا تتقدّم في الشرق وأوكرانيا تضرب في العمق
التالى "تيليغرام" والهوية الروسية وقواعد القمع "الليبرالية" للنظام العالمي

معلومات الكاتب