أخبار عاجلة
ريفي: نموذج “الحزب” هو عنوان لهدم الدولة -
تكريم سفير لبنان لدى دولة الإمارات -
هذا ما يستعدّ له “الحزب” وإسرائيل -
غارات عنيفة على طيرحرفا ومارون الراس -
الصليب الأحمر يحيي الذكرى الـ39 لشهدائه -

المومياءات المصرية.. للاستخدامات الطبية والزراعية

لم تحظ المومياءات المصرية، في القرون الماضية، بنفس التقدير والقيمة العلمية التي حظيت بها في الفترة المعاصرة، حيث اتجه الأوروبيون، خاصة خلال القرن التاسع عشر، لاقتناء هذه الجثث المحنطة من شوارع مصر، التي كانت تعج ببائعيها الذين لجؤوا لبيع هذه القطع الأثرية لجلب الزوار وتحقيق الأرباح.

بائع مومياءات بأحد شوارع مصر في حدود عام 1875

وإثر حملة نابليون بونابارت على مصر ما بين عامي 1798 و1801، حقق علم المصريات رواجاً كبيراً في أوروبا، حيث أثار تاريخ مصر القديمة فضول الأوروبيين الذين أقبلوا بكثافة للحصول على القطع الأثرية والمومياءات التي استخدموها في مجالات مختلفة.

لوحة زيتية تجسد نابليون بونابرت خلال حملته العسكرية على مصر

وإضافة لاستخدامها في المجال الطبي، بحسب التقاليد القديمة، عن طريق سحقها وتحويلها لبودرة وخلطها مع مكونات أخرى لعلاج بعض الأمراض، اعتمد كبار الرسامين الأوروبيين على المومياءات للحصول على مادة ملونة عرفت ببني المومياء (mummy brown)، حيث يتم استغلال بقايا مومياءات بشرية أو حيوانية لإنتاج هذا الملون، الذي استخدم كثيراً بفضل شفافيته لرسم الزجاج والظلال باللوحات الزيتية. وقد سجل بني المومياء ظهوره ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر واستخدمه رسامو ما قبل الرافئيلية (Pre-Raphaelites) بشكل مكثف.

لوحة للرسام الفرنسي مارتن درولينغ اعتمد خلال رسمها على بني المومياء

وبحسب بعض المؤرخين، افتتح في باريس عام 1712 متجر حمل اسم A La Momie تخصص في بيع مثل هذه المنتجات المستخرجة من المومياءات المصرية. ويعد الفرنسي أوجين ديلاكروا والبريطاني وليام بيتشي أبرز الرسامين الذين اعتمدوا على ملون بني المومياء.

صورة للرسام الفرنسي أوجين ديلاكروا
صورة للرسام البريطاني وليام بيتشي

وأثناء عشرينيات القرن التاسع عشر، انتشرت بين أثرياء بريطانيا عادات غريبة أثناء إقامة الحفلات بالمنازل، حيث لجأ كثيرون لاقتناء مومياء مصرية لإقامة عروض غريبة جلبت انتباه الحاضرين يتم خلالها فك ونزع الأربطة التي كانت تغطي جسد المومياء. وسجلت مثل هذه العروض حينها انتشاراً لتمتد نحو أروقة كليات الطب البريطانية وعروض السيرك، حيث جذبت العديد من الزوار الذين كانوا مستعدين لدفع مبالغ مالية واقتناء تذاكر لمشاهدة عملية فك أربطة إحدى المومياءات.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، لجأت إدارة مستشفى ماساتشوستس العام، خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر، لعرض مومياء مصرية، وقد أجبر الحاضرون، الذين تدافعوا لمشاهدة مومياء مصرية سليمة وكاملة، على دفع مبلغ يعادل ربع دولار كدعم لتحسين الخدمات بالمستشفى.

كذلك اعتمدت المومياءات المصرية بأوروبا خلال العهد الفيكتوري كديكور للمنازل، لتوضع بذلك في غرف الاستقبال وغرف النوم بغية تزيينها. كما لجأ البعض من ذوي الإمكانيات المحدودة لاقتناء أجزاء من المومياء مثل المؤلف الفرنسي غوستاف فلوبير، الذي احتفظ برجل مومياء بمكتبه.

صورة للكاتب والمؤلف الفرنسي غوستاف فلوبير
لوحة زيتية بريشة الرسام التشيكي رافييل فون أمبروس لرجل مصري وهو بصدد بيع عدد من القطع الأثرية

ومع تقدم الثورة الصناعية وتطور الأنشطة الصناعية في أوروبا، لجأت دول كبريطانيا وألمانيا للاعتماد على المومياءات البشرية والحيوانية لاستخدامها كأسمدة بالأنشطة الزراعية.

وعلى حسب عدد من المصادر، لجأت بريطانيا في إحدى المرات لاستيراد حمولة من مومياءات القطط المصرية، التي كانت منتشرة بكثرة، وقد تجاوز وزنها 10 أطنان، لاستغلالها بالأنشطة الزراعية وإعادة تهيئة التربة.

ومن خلال كتابه The Innocents Abroad الذي نشر أواخر ستينيات القرن التاسع عشر، اعتمد الكاتب الأميركي مارك توين أسلوباً ساخراً للحديث عن انتشار المومياءات المصرية، حيث نقل دعابة تحدث من خلالها عن اعتماد شركات السكك الحديدية بمصر على المومياءات بدل الفحم لتشغيل العربات القاطرة.

صورة للمؤلف الأميركي مارك توين

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى