أخبار عاجلة
الصايغ: لقاء معراب لم يستفزنا.. ونهنّئ القوات -
إسرائيل مستعدة لدراسة مقترح من “حماس” -

بجثة متشرد ميت.. خدع الحلفاء هتلر وغزوا إيطاليا

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، لعبت العمليات الاستخباراتية و"الجوسسة" و"الجوسسة المضادة" دوراً محورياً في حسم العديد من المعارك الهامة. وإضافة إلى عملية الثبات (Fortitude) والتي استغلها الأميركيون والبريطانيون لتضليل الألمان وإنزال قواتهم بنورماندي (Normandy) يوم السادس من شهر يونيو/حزيران سنة 1944، لم يتردد الحلفاء في الاعتماد سنة 1943 على خطة استخباراتية مماثلة حملت اسم Mincemeat أسفرت عن نجاح عملية غزو جزيرة صقلية الإيطالية.

إلى اليمين صورة للمتشرد غليندور مايكل عقب العثور على جثته بإسبانيا وإلى اليسار صورة للقائد الألماني أدولف هتلر

بالتزامن مع نجاح الحملة العسكرية بشمال إفريقيا، لم تتردد السلطات البريطانية في وضع خطة لواحدة من أهم عمليات التضليل التي عرفها التاريخ. بموجب ذلك، عثر الإسبان خلال شهر أبريل/نيسان سنة 1943 على جثة شبه متحللة قرب شواطئ مدينة ولبة (Huelva) بالجنوب الغربي لإسبانيا. وعلى حسب الوثائق الشخصية التي عثر عليها، كانت الجثة لجندي بريطاني، يعمل لصالح سلاح البحرية البريطانية، يحمل اسم وليام مارتن (William Martin).

خريطة تجسد خطة الحلفاء لغزو صقلية

وخلال تلك الفترة، عثر رفقة جثة هذا الجندي على حقيبة يد مليئة بالوثائق، وما إن علمت المخابرات العسكرية الألمانية بموضوع هذه الحقيبة حتى راسلت السلطات الإسبانية للحصول عليها. واتخذت إسبانيا منذ بداية النزاع العالمي سنة 1939 موقف الحياد مكتفية بإرسال عدد من المتطوعين لدعم الألمان على الجبهة الشرقية ضد الاتحاد السوفيتي. وفي غضون ذلك وعن طريق عدد من كبار العسكريين الإسبان المتعاطفين معها، حصلت ألمانيا على هذه الحقيبة والتي احتوت على وثائق خاصة ورسالة بالغة الخطورة من القيادة العسكرية البريطانية لأحد كبار مسؤوليها المتمركزين بتونس حول استعداد الحلفاء لعبور البحر الأبيض المتوسط للقيام بعملية إنزال عسكري بكل من اليونان وسردينيا (Sardinia).

صورة للدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني

وعلى إثر إطلاعهم على محتوى الرسالة، اقتنع الألمان بموقع عملية الإنزال العسكري للحلفاء، وبناء على ذلك وافق أدولف هتلر على نقل أعداد هامة من قواته المتمركزة بفرنسا نحو اليونان للتصدي لتدخل عسكري وشيك هنالك.

صورة لإحدى دبابات الحلفاء بصقلية

لكن في حقيقة الأمر لم تكن عملية الإنزال العسكري باليونان سوى خدعة لتضليل الألمان. فخلال الفترة السابقة، عمدت السلطات البريطانية للحصول على جثة متشرد يدعى غليندور مايكل (Glyndwr Michael)، توفي بسبب تناوله لكمية من السموم المخصصة لقتل الفئران، من مشرحة العاصمة لندن. وأقدم البريطانيون على تزوير هوية عسكرية لهذه الجثة عن طريق منحها اسم وليام مارتن ورتبة عسكرية مرموقة، وجاء كل هذا قبل أن تتكفل غواصة بريطانية بنقل هذه الجثة، المرفوقة بالحقيبة، وإلقائها عند السواحل الإسبانية.

صورة للهوية العسكرية المزيفة لوليام مارتن

ولإضفاء جانب من الواقعية على هذه الحادثة، اتجه المسؤولون البريطانيون لمطالبة إسبانيا بتسليمهم الجثة والحقيبة لتدخل ألمانيا عقب ذلك على الخط وتحصل في النهاية على الوثائق السرية الخاطئة والتي سببت لها إحراجاً كبيراً خلال الأشهر التالية.

ففي حدود يوم 10من شهر تموز/يوليو سنة 1943، ذهل المسؤولون الألمان عقب سماعهم بنجاح الحلفاء في إنزال ما يزيد عن 160 ألف عسكري بجزيرة صقلية الإيطالية. وساهمت هذه العملية التضليلية والتي حملت اسم Mincemeat في إنقاذ أرواح آلاف الجنود وقللت من الخسائر البشرية للحلفاء وبالتزامن مع ذلك لعبت هذه الخدعة دوراً هاماً في نجاح التدخل العسكري للحلفاء بإيطاليا وتسريع سقوط الدكتاتور بينيتو موسوليني (Benito Mussolini).

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى