بهذه الطريقة..انتحر شاب فشل في قتل موحّد ألمانيا

بقاعة المرايا بقصر فرساي بفرنسا يوم 18 يناير/كانون الثاني من عام 1871، أعلن الألمان رسميا، عقب انتصارهم بالحرب البروسية الفرنسية، عن نشأة ألمانيا الموحدة محققين بذلك حلما انتظروه بفارغ الصبر منذ بداية القرن التاسع عشر.

وبهذا المكان، تجمّع الأمراء الألمان ووافقوا على تعيين ملك بروسيا فيلهلم الأول (William I) إمبراطورا على ألمانيا الموحدة.

مادة اعلانية

ويعود الفضل في تحقيق الوحدة الألمانية للمستشار أوتو فون بسمارك (Otto Von Bismarck) المعروف بالمستشار الحديدي. فمنذ توليه لزمام الأمور عقب حصوله على منصب رئيس وزراء بروسيا، واجه الأخير البرلمان بقبضة من حديد ومرر الميزانية العسكرية فتمكن بذلك من تحديث الجيش البروسي وخاض حربين ناجحتين ضد كل من النمسا وفرنسا مساهما بذلك في إزاحة هاتين العقبتين أمام الوحدة الألمانية.

وأثناء مسيرته السياسية، جذب بسمارك لنفسه عداء كثيرين معرضا بذلك حياته للخطر أكثر من مرة كانت أهمها سنة 1866 عندما حاول شاب يبلغ من العمر 22 عاما قتله.

تفوق بالدراسة

ينحدر فرديناند كوهين بلاند (Ferdinand Cohen-Blind)، المولود يوم 25 آذار/مارس 1844 بمدينة مانهايم (Mannheim)، من عائلة ميسورة الحال حيث تمتع والده جاكوب أبراهام كوهين (Jakob Abraham Cohen) بوظيفة مرموقة. ومع وفاة أبيه، تزوجت والدة فرديناند كوهين بلاند من الكاتب والصحفي كارل بلاند (Karl Blind) المثير للجدل بسبب أفكاره الديمقراطية الراديكالية.

رسم تخيلي يجسد نجاة بسمارك من محاولة الإغتيال

رسم تخيلي يجسد نجاة بسمارك من محاولة الإغتيال

ومع فشل انتفاضة 1848 ببادن (Baden)، فرّ كارل بلاند رفقة عائلته نحو بروكسل ولندن قبل أن يعود مجددا لوطنه عام 1862. ومع رجوعه لألمانيا، التحق فرديناند كوهين بلاند بجامعة توبنغن (Tübingen) قبل أن يتجه بحلول العام 1864 للدراسة بجامعة هوهنهايم (Hohenheim) أين تفوّق وحصل على نتائج متميزة.

اغتيال فاشل وانتحار

وعقب انتهاء مشواره الدراسي وتخرجه خلال شهر آذار/مارس 1866، انتقل فرديناند كوهين بلاند نحو بافاريا وبوهيميا. ومع تصاعد حدة الخلاف البروسي النمساوي وظهور بوادر الحرب بين البلدين، خطط بلاند لقتل رئيس وزراء بروسيا أوتو فون بسمارك حيث اتهم هذا الشاب المسؤول البروسي بقرع طبول الحرب مؤكدا على إمكانية وقف خطر هذا النزاع بين الدولتين وإنقاذ عشرات آلاف الأرواح في حال زوال بسمارك.

لوحة تجسد اعلان الوحدة الألمانية عام 1871

لوحة تجسد اعلان الوحدة الألمانية عام 1871

في يوم 5 أيار/مايو 1866، نزل بلاند بأحد النزل بشارع أونتر دن ليندن (Unter den Linden) ببرلين. وبعد يومين، انتظر هذا الشاب الألماني مرور بسمارك قرب سفارة روسيا فاتجه نحوه مسرعا وصوّب تجاهه بمسدسه قبل أن يطلق عليه رصاصتين. ومع سماعه لإطلاق النار، استدار الوزير البروسي بشكل سريع وأمسك بيد بلاند الذي تمكن من إطلاق ثلاثة رصاصات إضافية.

بهذه الأثناء، حلّ عدد من الجنود البروسيين على عين المكان وتمكنوا من القبض على بلاند عقب تجريده من مسدسه. وخلال المساء، كشف الأطباء على بسمارك، الذي أصيب بشكل طفيف وتمكن من النجاة بأعجوبة، مؤكدين على عدم وجود خطر على حياته.

وأثناء استجوابه يوم 8 أيار/مايو 1866، استغل فرديناند كوهين بلاند غياب رجال الأمن وانشغال المحققين ليقوم بذبح نفسه وتقطيع الشريان السباتي برقبته واضعا بذلك حدا لحياته وهو في الثانية والعشرين من العمر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى