أخبار عاجلة

هكذا أثار إعدام ممرضة موجة غضب بالحرب العالمية

هكذا أثار إعدام ممرضة موجة غضب بالحرب العالمية
هكذا أثار إعدام ممرضة موجة غضب بالحرب العالمية

خلال فترة الحرب العالمية الأولى، نال العديد من الجنود والمدنيين أحكاماً بالإعدام رمياً بالرصاص عقب اتهامهم بالخيانة. وإضافة للراقصة ماتا هاري (Mata Hari) التي أعدمت منتصف شهر أكتوبر 1917 على يد الفرنسيين، يذكر التاريخ اسم الممرضة البريطانية إديث كافيل (Edith Cavell). فعقب اتهامها بالتجسس والخيانة، عرفت هذه الممرضة مصيراً مشابهاً لماتا هاري على يد الألمان الذين لم يترددوا في تصفيتها مثيرين موجة استياء عالمية.

وقد تلقت إديث كافيل، المولودة يوم 4 ديسمبر 1865 بمدينة سواردستون (Swardeston)، تعليمها في مجال التمريض بلندن وكسبت خبرة بعملها بمستشفيات شورديتش (Shoreditch) وكينغز كروس (Kings Cross) ومانشستر قبل أن تنتقل للعمل ببلجيكا حيث استقرت ببروكسل لتصبح هناك مسؤولة بمستشفى التدريب ومدرسة التمريض البلجيكية.

صورة لإديث كافيل

صورة لإديث كافيل

مادة اعلانية

وخلال فترة افتقرت فيها هذه المهنة للتنظيم ببلجيكا، لعبت إديث كافيل دوراً هاماً في إعادة هيكلة مجال التمريض على الطريقة الحديثة مساهمةً بذلك في تحسين هذه المهنة النبيلة والخدمات المقدمة للمرضى.

مع اندلاع الحرب العالمية الأولى عقب حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند، تواجدت إديث كافيل بمقاطعة نورفك (Norfolk) لزيارة والدتها. ومع سماعها بخبر إعلان الحرب وبداية العمليات القتالية، فضّلت قطع زيارتها لوالدتها لتعود أدراجها نحو بروكسل مؤكدةً أن مكانها الطبيعي هو المستشفى لتقديم المساعدة للجرحى خلال هذه الفترة العصيبة.

صورة للمرضة كافيل رفقة عدد من حيواناتها

صورة للمرضة كافيل رفقة عدد من حيواناتها

في حدود يوم 20 أغسطس 1914، وقعت بروكسل في قبضة الألمان. وعلى إثر ذلك، تحوّلت مدرسة الممرضين لمستشفى تابع للصليب الأحمر اهتم بمعالجة المدنيين والمصابين من كلا الأطراف المتحاربة.

خلال شهر سبتمبر 1914، طُلب من إديث كافيل بأن تعتني بمصابين بريطانيين وقعا في قبضة الألمان عقب معركة مونس (Mons). أنجزت هذه الممرضة مهمتها على أحسن وجه قبل أن تتكفل بتهريب الجنديين البريطانيين نحو هولندا التي كانت دولة محايدة أثناء الحرب. وتدريجياً، تحوّلت إديث كافيل لجزء من شبكة عملت على تسهيل هروب الجنود البريطانيين المصابين والشبان البلجيكيين المؤهلين للخدمة العسكرية نحو هولندا. وعلى مدار 11 شهراً، ساهمت هذه الممرضة في إنقاذ أكثر من 200 جندي بريطاني وفرنسي وبلجيكي من براثن الجيش الألماني عن طريق تسهيل رحيلهم عن بلجيكا.

تدريجيا، شكك الألمان في نشاطات إديث كافيل. ومع تأكدهم من وقوفها وراء أنشطة مشبوهة لتهريب الأسرى، ألقت السلطات الألمانية القبض على هذه الممرضة يوم 5 أغسطس 1915 واقتادتها نحو سجن سانت جيل (Saint-Gilles).

صورة للحاكم الألماني ببلجيكا فون بيسيغ

صورة للحاكم الألماني ببلجيكا فون بيسيغ

ويوم 7 أكتوبر 1915، مثلت إديث كافيل، برفقة 34 متهما آخر، أمام محكمة عسكرية ألمانية وجهت لها تهما بالخيانة والتخابر مع أطراف أجنبية. وعقب محاكمة وجيزة، صدر في حق هذه الممرضة حكم بالإعدام رمياً بالرصاص.

على الرغم من الجهود الكبيرة التي قامت بها الخارجية الإسبانية والسفير الأميركي ببروكسل الذي راسل المسؤول الألماني ببلجيكا مورتيز فون بيسيغ (Moritz von Bissing)، أقدم الألمان يوم 12 أكتوبر 1915 على تنفيذ حكم الإعدام بحق إديث كافيل مثيرين بذلك موجة استياء عالمية حيث أدانت العديد من الدول وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية هذه الواقعة.

وخلال الأشهر التالية، أصبحت إديث كافيل رمزاً ببريطانياً ووضعت صورها على مراكز التجنيد لتحفيز الشباب على الالتحاق بالجيش. ومع نهاية الحرب، استعاد البريطانيون جثة هذه الممرضة فأقاموا لها جنازة رسمية قبل أن يتم دفنها قرب كاتدرائية نورويش (Norwich).

رسم تخيلي لحادثة إعدام الممرضة البريطانية
رسم تخيلي لحادثة إعدام الممرضة البريطانية

رسم تخيلي لحادثة إعدام الممرضة البريطانية

نصب تذكاري لإديث كافيل بإنجلترا

نصب تذكاري لإديث كافيل بإنجلترا

رسم تخيلي لعملية إعدام الممرضة إديث كافيل

رسم تخيلي لعملية إعدام الممرضة إديث كافيل

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى