أخبار عاجلة

المرحلة المقبلة خطرة في الشرق الأوسط.. ولبنان ليس بعيداً منها

المرحلة المقبلة خطرة في الشرق الأوسط.. ولبنان ليس بعيداً منها
المرحلة المقبلة خطرة في الشرق الأوسط.. ولبنان ليس بعيداً منها
كتب جوني منير في صحيفة "الجمهورية": لا شك في أنّ الأشهر القليلة المقبلة، هي أشهرٌ خطرة في الشرق الأوسط، فلقد حسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمره وقرّر إعلان خطته للتسوية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين والمعروفة بـ"صفقة القرن". 

تردّد ترامب كثيرا قبل أن يحسم قراره، خصوصاً وأنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الخارج من مواجهة غزة مثخن الجروح سعى بشتى الطرق الى دفع الرئيس الاميركي لتأجيل إعلانه الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، أضف الى ذلك خشيته من سقوط حكومته اليمينية والتي باتت غالبيتها ضيقة جداً (61 مقابل 59).

كما أنّ نتنياهو كان التزم دائماً أمام شركائه في الحكومة من اليمين المتطرف أنه لن يوقّع أبداً على تسوية تلحظ وجود دولة فلسطينية.

صحيح أنّ "صفقة القرن" تتضمّن شبه دولة لا بل "وهم" دولة، إلّا أنّ اليمين الإسرائيلي المتشدّد يرفض حتى دولة وهميّة، لكنّ حسابات ترامب الداخلية محشورة أيضاً بعد "إنذار" الانتخابات النصفية لا بل أكثر. فأزمة وليّ العهد السعودي تهدّد بانهيار أحد أعمدة "صفقة القرن" الأساسية ما يؤرق ترامب، وهي أزمة دخلت قلب السياسة الاميركية وباتت ورقة قوية تلعب في غير مصلحة الرئيس الاميركي.

فعلى سبيل المثال إنّ عضو مجلس الشيوخ (الجمهوري) ليندس غراهام والمعروف بتأييده القوي لترامب اعلن أنه لا يوافق على قرار ترامب حول مقتل الخاشقجي، وأضاف أنّ تجاهل هذه الجريمة الوحشية لا يصبّ في مصلحة الأمن القومي الاميركي.

كذلك فإنّ السيناتور الجمهوري راند بول أيّد موقف زميله غراهام، واضاف أنّ من الخطأ استمرار بلاده في دعم صفقات الاسلحة مع السعودية.

ترامب يخشى انتخاباتٍ إسرائيلية تؤدّي نتائجها الى الإطاحة بما اتّفق عليه مع نتنياهو ودفع في سبيله كثيراً كمثل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

والرئيس الأميركي بات أكثرَ قلقاً بعد أزمة السعودية ونتائج مواجهة غزة، فهو يريد ورقة قوية عجز عن تحقيقها جميع أسلافه ليخوض من خلالها معركة التمديد له.

ويتردّد في الأروقة الديبلوماسية أنّ ترامب قرّر طرح خطته ما بين كانون الثاني وشباط المقبلين في أقصى حد، وهو قدّم إغراءات لنتنياهو تساعده في تعزيز موقعه السياسي الداخلي عبر ممارسة واشنطن أقوى انواع الضغوط لفتح خطوط التطبيع العلني بين إسرائيل والعالم العربي.

وفيما لا تمانع واشنطن من حصول عملية أمنية إسرائيلية مدروسة ضد حزب الله في لبنان، فإنها تسعى لإشغال إيران بعيداً من الساحة الفلسطينية لإمرار استحقاق "صفقة القرن". ففي العراق تجدّدت الاجتماعات في البصرة في وقت تشجّع واشنطن الشيعة العراقيين على الابتعاد عن إيران.

ولأنّ العراق يشكّل الخاصرة الرخوة لإيران أو الساحة الامنية الحيوية، ردّت إيران من خلال توطيد علاقتها بأكراد كردستان الناقمين على الاميركيين بسبب عدم مساندتهم في استفتاء الانفصال عن بغداد.

والأهم عودة مسلسل استهداف الجنود الأميركيين في افغانستان مع مقتل ثلاثة جنود في مكمن منذ ايام. صحيح أنّ إيران ترسل اشارات إيجابية من غزة واليمن، لكن هذا لا يعني أنها وافقت على المرحلة المقبلة. في اليمن تبدي مرونة إزاء قرار وقف اطلاق النار، وفي غزة تعمّدت "حماس" إبقاءَ متظاهري يوم الجمعة بعيدين من السياج الفاصل منعاً للإحتكاك. لكنّ هذا شيء وفتح الأبواب امام المواجهة شيء آخر. في اختصار المرحلة المقبلة خطرة، ولبنان ليس بعيداً منها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب