أخبار عاجلة

الحكومة 'مكانك راوح'... باسيل يعيد الحياة الى مبادرته فهل يخرج الحل من بعبدا؟

الحكومة 'مكانك راوح'... باسيل يعيد الحياة الى مبادرته فهل يخرج الحل من بعبدا؟
الحكومة 'مكانك راوح'... باسيل يعيد الحياة الى مبادرته فهل يخرج الحل من بعبدا؟
يسيطر الجمود على الملف الحكومي، في انتظار ما قد تحمله الأيام المقبلة، من حلّ للعقدة السنية، من المرجح أن تكون من قصر بعبدا، لا سيّما بعد الكلام الأخير لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون والتي شكّل تمهيداً للتسوية باطلاقه نظرية "أم الصبي" بالتزامن مع اعلان وزير الخارجية جبران باسيل بأن وساطته مستمرة ولم تتوقف، ولكنها تتخذ منحا "اقل صخبا" بعدما قام بما هو مطلوب منه في "الشق" العلني.

باسيل يعيد الحياة لمبادرته
أما هذا الأسبوع فسيفتتحه وزير الخارجية من عين التينة، إذ علمت "الأخبار" بأنه طلبَ موعداً من رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لاستئناف جولته، وهو الذي بدأها من المكان نفسه. مصادر عين التينة تؤكّد أن "لا علمَ لها بما يحمله باسيل، ولا إذا كان لديه أي مبادرة جديدة. هو طلبَ موعداً وسيزور الرئيس برّي اليوم". وقد لمّحت المصادر الى "كلام سمعناه يقول إن رئيس الجمهورية يعيد النظر في مسألة توزير السنّة من حصّته"، علماً بأنه "يسأل لماذا يريد حزب الله محاصرته بعقدة السنّة المستقلين". 

مصادر في تكتّل "لبنان القوي" قالت من جهتها، إن "باسيل يحمل أفكاراً يمكن أن تؤسس لحل"، مشيرة إلى أن "الوزير باسيل هو الوحيد الموثوق والقادر على التواصل مع جميع الجهات في هذه الفترة". وفيما اعتبرت المصادر أن "السؤال اليوم يتركّز حول استقبال الحريري للنواب السنّة أو عدم استقبالهم"، رأت أن "عدم استقبالهم أمر مستهجن وغير مبرّر". 

وفي هذا الاطار، التقى باسيل أمس بعيداً عن الاعلام وتناول البحث الخطوات الممكنة لايجاد مخرج لتمثيل سنّة 8 آذار. 

وعلمت "اللواء" ان النائب  مراد طلب من باسيل مواصلة مسعاه لحل المشكلة، فأكد الاخير استمرار مسعاه لمعالجة تأخير تشكيل الحكومة، وهوتمنى على مراد مواصلة السعي للقاء الرئيس المكلف سعد الحريري معتبرا انه "من حقهم عليه ان يستقبلهم فربما توصلوا معه الى حل مشترك  مقبول". لكن باسيل اكد وجوب تنازل كل الاطراف لمصلحة التعجيل بتشكيل الحكومة، إلا أن مراد ابلغه انه لا شيء لدى النواب الستة للتنازل عنه فهم يطلبون مقعدا وزاريا واحدا ولأي حقيبة.

واوضحت مصادر "اللقاء التشاوري" لـ"اللواء" ان باسيل وعد بالتحرك لدى الرئيس الحريري من اجل محاولة ترتيب موعد بينه وبين النواب الستة. وقالت: انه اذا رفض الحريري اللقاء بهم فهو يكون الذي يقفل كل الابواب امام الحل، ومن غير الوارد بالنسبة اليهم ان يلتقوه فرادى كما تردد بل كمجموعة واحدة.

وحول اتهام نواب اللقاء بالسير في اجندة خارجية ايرانية وسورية؟ قالت المصادر: "انها حجة الضعيف للتهرب من مسؤولية معالجة المشكلة، وهذا الاتهام يمكن الرد عليه باتهام الاخرين بالسير في اجندة اميركية – خليجية الخ...".

وأفادت معلومات "النهار" ان خطوات عملية ستتخذ من أجل إيجاد مخرج للعقدة السنية المستجدة والتوصل الى تشكيل الحكومة، ملمّحة الى ان رئيس الجمهورية قد يحلّ الأزمة من حصّته. وتتمحور الاتصالات القائمة على مَن من السنّة الستة سيكون الوزير "الملك".

مبادرة بري
وشرحت مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة، أمس، مقترح بري الذي حمله لباسيل، بقولها لـ"الشرق الأوسط" إن الرئيس بري عرض على الوزير باسيل مبادلة الوزير السني من حصة رئيس الجمهورية، بآخر من النواب المستقلين السنة، انطلاقاً من أن الحريري كان في وقت سابق قايض وزيراً سنياً يتمثل من حصة الرئيس، بوزير مسيحي يتمثل من حصته. وبذلك، تضيف المصادر التي تحدثت لـ"الشرق الأوسط"، "تكون قد حُلّت المعضلة ويتم تمثيل السنة المستقلين من حصة الرئيس بدلاً من وزير سني آخر يسميه".

وأضافت المصادر: "باسيل، وإزاء اقتراح بري، تراجع عن مبدأ المقايضة من أساسه، مع الحريري، على قاعدة استرجاع الوزير المسيحي إلى حصة الرئيس وإعادة الوزير السني إلى حصة الحريري، وهو ما يقود حكما لأن يتمثل السنة المستقلون من حصة الحريري، وهو ما يرفضه الحريري".

وقالت المصادر: "وفق هذا التراجع عن مبدأ المقايضة، ستتقلص حصة الحريري، وهو رئيس مجلس الوزراء، إلى 4 وزراء، بالنظر إلى أن الوزير السني الخامس سيكون من حصة تيار العزم الذي يرأسه الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، بينما الوزير السني السادس يكون من حصة النواب السنة المستقلين، وهو ما يرفضه الحريري بطبيعة الحال". وعلى هذا الأساس، فشل المقترح، وتجمدت الوساطات بعدما كان يُنظر إلى مقترح بري على أنه إنقاذي للحكومة.

الحريري مصر على موقفه وعون ينصحه
في المقابل، تُشير مصادر قريبة من "بيت الوسط" لـ"اللواء" إلى ان الرئيس الحريري قدم الكثير من التنازلات، ولم يعد باستطاعته تقديم المزيد، خصوصاً وأن الدستور واضح في ما خص صلاحيات الرئيس المكلف، وانه مستمر على مواقفه ولن يتراجع عنها، سواء بالنسبة إلى توزير أحد من النواب السنة الستة، أو استقبالهم ككتلة، وهو ووفقاً لما نقله زواره أمس لـ"المستقبل" باقٍ على موقفه ولن يحيد قيد أنملة عن نص "الكتاب" في التأليف ولو كره الشتّامون.

ووفقا لاوساط نيابية مطلعة على الاتصالات لـ"الديار" فقد نصح رئيس الجمهورية في اتصال هاتفي الرئيس المكلف بان يقوم بخطوة متقدمة على طريق ايجاد التسوية المطلوبة من خلال استقبال نواب "اللقاء التشاوري"، وتبادل الافكار معهم حيال المخارج الممكنة لحل "عقدة" تمثيلهم، في ظل اجواء ومناخات ايجابية وصل صداها الى بعبدا، بوجود ليونة لدى هؤلاء حيال مقاربة "وسطية" لا تحرج احدا، لكن عدم الاعتراف بحيثيتهم يعقد الموقف، ويجعل من اجتراح الحلول اكثر صعوبة، ووفقا لتلك الاوساط لم يرفض الحريري، ولم يقبل "نصيحة" الرئيس عون، واكتفى بالقول "انشالله خير"... وما تزال الرئاسة الاولى تنتظر الترجمة العملية لكلام الرئيس المكلف.

وعلمت "الأخبار" أن ثمة رأيين مختلفين في محيط رئيس الحكومة، إذ بدأ البعض السعي لإقناعه بأن "لا ضيرَ من استقبال النواب السنّة، فربما كان بإمكانه الوصول الى حلّ وسطي معهم". لكن رئيس الحكومة يرفض بالمطلق هذا الطرح، وبات يردّد في مجالسه أن "مسألة العرقلة هي أبعد من توزير هؤلاء السنّة، وأنه بات يشك في أن العرقلة سببها ضغوطات خارجية". وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة إن "الحريري تحدّث الى الفرنسيين، وحاول إقناعهم بأن إيران هي من تعرقل تشكيل الحكومة ويجب التحدّث معها".

حزب الله: هناك تقدّم
في الموازاة، رأت مصادر قريبة من حزب الله لـ"الأخبار" في كلام كلّ من عون والحريري "شيئاً من التقدم"، مؤكدة أن "الحزب لن يتدخل ولن يفاوض أحداً". 

وتخشى المصادر السياسية لـ"النهار" ان تكون المواقف المعلنة لمسؤولين في " حزب الله" أو من يدور في فلكهم والتي تحمل على الرئيس المكلف سعد الحريري بمثابة تعمد مقصود لتعقيد الازمة وعدم تسهيل حلها اذا كانت الغاية من هذه المواقف الضغط على الحريري للقبول بشروط الحزب في موضوع توزير نائب من سنّة 8 آذار. وفيما يرى سياسيون أن الوضع الضاغط ضمن بيئة "حزب الله" التي لا تنفصل في الواقع عما يعانيه اللبنانيون من وضع سيئ قد يكون أحد الاسباب لتنفيس الغضب في اتجاه الرئيس المكلف من خلال وضع كرة العرقلة في ملعبه، الا ان هذه المواقف لن تساعد بل على العكس تزيد الوضع تأزيماً لانها تجعل أي مرونة يمكن ان يبديها الحريري عملياً صعبة جداً حتى لو كان الضغط من اجل استقباله نواب سنّة 8 آذار في "بيت الوسط".

الحل عند رئيس الجمهورية
وسط هذه الأجواء، تلتقي المصادر السياسية المعنية عبر "النهار" على ان الحل الوحيد يكمن في ان يجد رئيس الجمهورية .حلا لعقدة توزير سنّة 8 آذار من حصته لصعوبة تقديم الحريري تنازلات اضافية. وما شجع على هذا الاعتقاد المثل الذي استعان به الرئيس عون عن سليمان الحكيم والذي فهم منه ان رئيس الجمهورية نفسه هو أم الصبي وسيجد حلاً ضمن هذا المفهوم. 

ومع ذلك، تُشير المصادر لـ"اللواء" إلى ان الأمور غير مغلقة تماماً كما يصور البعض، وهي تعتقد ان هناك حلاً يلوح في الأفق، لكنه ما يزال يحتاج إلى مزيد من المشاورات والاتصالات لبلورة كل الأفكار التي تطرح من أجل التوصّل إلى قواسم مشتركة تحفظ ماء الوجه للجميع، حيث لا يكون هناك لا غالب ولا مغلوب.

وتتوقع المصادر ان يُبادر الرئيس عون لاستيعاب المأزق الحالي من خلال الموافقة على تمثيل سنة 8 آذار من حصته، وان يكون الشخص الذي سيتم التوافق على تسميته يحظى برضى النواب السنة والرئيس عون وحتى الرئيس الحريري، كما تمّ في موضوع العقدة الدرزية، حيث وافق في نهاية الأمر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والوزير طلال أرسلان على شخص حظي برضاهما معاً.

وحول ما إذا كان هؤلاء النواب سيوافقون على عدم توزير أحد منهم، كما يطالب "حزب الله"، اشارت المصادر إلى ضرورة ان تكون هناك تنازلات متبادلة، إذا كان يراد للبلد ان ينطلق ويخرج من "عنق الزجاجة" خصوصاً إذا وافق الرئيس عون على توزير شخصية تمثلهم، مع العلم ان رئيس الجمهورية يرفض توزير النائبين فيصل كرامي وجهاد الصمد لانهما ينتميان إلى كتلة "المردة" التي ستتمثل في الحكومة من خلال وزارة الاشغال، وهناك أيضاً استبعاد لإمكانية توزير النائب الوليد سكرية كونه عضواً في كتلة "الوفاء للمقاومة"، وكذلك النائب قاسم هاشم العضو في كتلة "التنمية والتحرير"، وهناك أيضاً استبعاد لأن يكون النائب عدنان طرابلسي وزيراً لاعتبارات معروفة، ويبقى فقط النائب مراد لكنه لا يحظى بتوافق على توزيره باعتراض من قبل الرئيس الحريري.

لكن المصادر لاحظت انه بالإمكان معالجة إشكالية ازدواجية ولاء هؤلاء النواب، من خلال إعلان انسحابهم رسمياً من الكتل النيابية التي أمنت فوزهم في الانتخابات، رغم ان هذا الحل قد يثير إشكاليات عديدة امام جمهورهم، وتداعيات في كتل أخرى قد تقلب الانتماءات والتحالفات داخل المجلس والحكومة على أساس طائفي بحت.

عون: هذا ما قصدته بكلامي
غير ان زوّار رئيس الجمهورية، نقلوا عنه أمس، ما قصده بكلامه عن مثل سليمان الحكيم، هو التشجيع على ما يمكن ان يجمع بين الفريقين، ويساهم في الوصول إلى الحل، على ان يكون الفريقان المتخاصمان هما المعنيين بانضاج هذا الحل بالتفاهم.

ولفت هؤلاء الزوار عبر "اللواء" إلى ان هذا لا يعني ان يأتي الحل على حساب الرئيس عون في ما خص العقدة الحكومية، مكررين القول ان رئيس الجمهورية يسهل ويساعد ويتدخل عند الضرورة، لكن ان يتم تصوير الأمور بأن يأتي الحل على حسابه، فهذا تصوير خاطئ.

واكد الزوار ان رئيس الجمهورية يريد من الفريقين المتنازعين ان يتفاهما على المعالجة، والمقصود بأم الصبي انه مستعد لرعاية ما يقوم بينهما، ورأى الزوار ان مهمة الوزير باسيل لم تنته وهي مستمرة قائلين ان هناك اتصالات ومساعي لكن من غير المعروف الى أين ستؤدي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق نديم الجميّل: تحية للشعب الارمني المتمسك بحقه
التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب