أخبار عاجلة
سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع في نيسان! -
مخالفات بالمئات أسبوعياً في الأسواق! -
“الحزب” ينعى عنصرين له -

هل يكون عون 'بي الكل' و'أمّ الصبي'؟

هل يكون عون 'بي الكل' و'أمّ الصبي'؟
هل يكون عون 'بي الكل' و'أمّ الصبي'؟

في الماضي القريب، وبعد انتخابه رئيسا للجمهورية أطلق العماد ميشال عون على نفسه لقب "بي الكل"، لجهة كيفية التعاطي مع المكونات السياسية كافة من أحزاب وشخصيات سياسية. أصبح حَكَماً وليس طرفاً في النزاعات وصراعات المحاور الداخلية. فهو لم يعد رئيس التيار الوطني الحر أو رئيس تكتل التغيير والاصلاح.


يوم أمس أعلن الرئيس عون أن الأزمة الحكومية باتت كبيرة، محذرا من مخاطر تفرد كل فريق بالسلطة. استحضر واقعة حكم لسليمان الحكيم "يوم أتت إليه امرأتان مع طفل وكل منهما تدّعي أنها أمه. وبعد جهد جهيد، قال إنه سيحكم بالعدل بينهما بأن يتم تقطيع الطفل الى قطعتين لكٍّل واحدة قطعة. فصرخت إحداهما: لا تقتله بل أعطه كلّه إلى الأخرى، فعرف سليمان عندها من هي الأم الحقيقية". وقال عون: "نحن اليوم نريد أن نعرف من هي أم لبنان لكي نعطيها لبنان".

لا تخفي مصادر بعبدا قلقها مما يجري لا سيما أن أزمة تأليف الحكومة كبرت كثيراً ولم تعد صغيرة، ويأتي ذلك بالتوازي مع الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها لبنان، فمقررات المؤتمرات التي عقدت من اجل لبنان (سيدر وبروكسيل وروما) معلقة بسبب عدم تشكيل الحكومة.  ويأتي ذلك في ضوء قول رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل أمس من البترون إنه "للأسف هناك نزعتان تتحكمان بنا في لبنان: نزعة الفرض ونزعة الاستئثار، وهناك من يريد أن يأخذ كل شيء له وهناك من يريد أن يفرض على غيره، وهاتان النزعتان لا تشبهان لبنان ولا تستطيعان أن تكسراه."

ومع ذلك، فإن العناد السياسي على جبهتي حارة حريك والنواب السنة المستقلين من جهة، وبيت الوسط من جهة أخرى لا يزال سيد الموقف، لا سيما في ظل رفض الرئيس المكلف سعد الحريري استقبال النواب السنة الستة، من منطلق أنهم لن يكونوا في بيت الوسط للتفاوض والتشاور مع الرئيس الحريري حول حل وسط، فهم على تصعيدهم بدعم من حزب الله، تقول مصادر المستقبل.

ترفض حارة حريك الدخول في سجال مع رئيس الجمهورية على قاعدة أن أي تباين مع بعبدا لا يُحل في الاعلام. ومصادرها تجدد التأكيد أنها لن نتراجع عن موقفها الداعم لما تسميه أحقية توزير سنة اللقاء التشاوري بوزير من الحصة السنية، حتى لو استغرق الأمر سنة أو سنتين. فالرئيس المكلف، بالنسبة للمصادر عينها، هو صاحب المصلحة الأساسية بالتأليف، وعليه أن يتحلى بالواقعية السياسية ويذهب إلى تمثيل هؤلاء لأنه لن يستطيع تجاوزهم او تجاوز حزب الله، واذا استطاع فليذهب. يأتي ذلك بالتوازي مع إشارة مصادر مطلعة جدا على موقف الثنائي الشيعي لـ"لبنان 24" إلى أن رئيس الجمهورية الذي يسأل عن الأم الحقيقية للبنان يعي جيداً من تكون لأنه خبر وتعاطى مع الفريقين (حزب الله وتيار المستقبل) وتفاعل معهما، ولذلك هو أكثر المؤهلين لمعرفة ذلك لأنه يعي جيداً من قدم الشهداء دفاعا عن الوطن، ومن دحر إسرائيل ومنع داعش من الوصول لبنان.

ولما كان واقع انعدام الثقة بين الضاحية الجنوبية ووادي أبو جميل على أشده، رغم أنهما قررا المحافظة على ما يسمى ربط النزاع بينهما، فإن مصادر تيار المستقبل تؤكد لـ"لبنان24" أن حزب الله بات يتصرف مع لبنان وكأنه رهينة لديه، فتعطيله تأليف الحكومة خير دليل على ذلك. فالواقعية السياسية التي تتحدث عنها مصادر حزب الله تفرض على الأخير على وجه التحديد أن لا يتدخل في صلاحيات الرئيس المكلف والتسليم بدوره ومسؤولياته المناطة بالدستور، عوض التحكم بمفاصل البلد وأخذها رهينة سياساته الاقليمية، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف معنيون جميعا بضرورة وضع حدّ لهذا الامر.

أما في ما خص كلام الرئيس عون، فإن المصادر نفسها تشدد على أن لا أم للبنان إنما "خالات" يحبونه وفق مصالحهم، مع تأكيدها أن الام الحقيقية لا يجوز أن تسلم ولدها لن يريد أن يقتله، في إشارة الى أن الحريري لن يسلم البلد لمن يريد ان يقضي عليه، مع تشديدها في الوقت عينه على أن رئيس الجمهورية وبصفته "بي الكل"، يمكنه حل الخلاف الكبير القائم راهنا ويكون "أم لبنان" ويسرع التأليف إنقاذا للبلد بايجاده تسوية ما مع حزب الله لحل أزمة سنة 8 آذار.

وسط هذا المشهد المتخبط، تؤكد مصادر نيابية في التيار الوطني الحر لـ"لبنان24" أن كلام الرئيس عون يأتي في سياق تذكير المعنيين أن لبنان محكوم بالشراكة بعيداً عن الاستئثار بالقرارات وتعطيل البلد والتصلب بالمواقف، لأن البحث عن حلول وسط، من شأنه أن يسرع ولادة الحكومة ويحل عقدة النواب السنة المستقلين، مع اعتقاد المصادر أن الحل سيكون عند الرئيس عون في ظل تمترس القوى السياسية خلف مواقعها، مع رفضها التكهن بفحوى مبادرة الرئيس عون لحل العقدة السنية التي قد لا تكون مفتعلة لكنها غريبة الاطوار، الأمر الذي يفرض على اللقاء التشاوري ملاقاة الرئيس عون في منتصف الطريق وعدم لومه على أية خطوة قد يلجأ إليها، فهو قدم مساع عديدة للمعالجة لم تلق الصدى المطلوب عند طرفي المشكلة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق “الحزب” يستهدف مستوطنتَي “غورن” و”شلومي”
التالى “الحزب” ينعى عنصرين له

معلومات الكاتب