أخبار عاجلة

التأليف طار... الى العام المقبل!!

التأليف طار... الى العام المقبل!!
التأليف طار... الى العام المقبل!!

لم تحمل الساعات القليلة الماضية أي تطوّر ملموس على صعيد الأزمة الحكومية، حتى أن مساعي وزير الخارجية جبران باسيل، لم تصل الى الهدف المنشود وظلت تراوح مكانها، وسط تعنت جميع الفرقاء والاصرار على عدم التساهل في  عملية التأليف حتى أن جميع المصادر أكدت أن لا حكومة في الوقت القريب وأن العقدة ستستمر الى العام المقبل.


لا حكومة هذا العام
وسط هذه الأجواء، أشارت صحيفة "النهار" الى تصاعد المخاوف الجدية لدى أوساط مطلعة معنية مباشرة بالجهود الجارية لتحريك هذه العملية من ان يطول "ستاتيكو" التجميد الى ما بعد نهاية السنة. وأبلغت الأوساط المعنية بالملف الحكومي "النهار" أن التعنت الذي يظهره الفريقان المعنيان بهذه العقدة وهما "حزب الله" والنواب الستة في "اللقاء التشاوري" يكشف ان ثمة اتجاهاً واضحاً الى ابقاء هذه العقدة كقميص عثمان او كواجهة داخلية مطلوبة لاظهار عرقلة تشكيل الحكومة على انه مشكلة داخلية صرفة فيما تتكشف تباعاً الارتباطات الواضحة للعرقلة بابعاد اقليمية تزداد تعقيداً. 

وفي هذا السياق، رأت مصادر سياسية مطلعة على الملف الحكومة لـ"اللواء" انه لا يجوز الاستمرار في المراوحة الحالية بانتظار المزيد من المجهول، وان تحرك باسيل يصب في العمل على تدوير الزوايا، لأن الوضع كما أصبح معلوماً يزداد صعوبة ودقة، في ظل الانزعاج الكبير وعدم الارتياح الذي يبديه ويعبر عنه الرئيس ميشال عون والرئيس الحريري، داعية الى التنازل والترفع والتفكير في المصلحة الوطنية أولاً وأخيراً لأنها هي الأساس، معربة عن اسفها لموقف النواب السنة الستة، الذين يحاربون، كما أصبح واضحاً بسلاح غيرهم.

وإذ شددت على ان الأولوية يجب ان تكون لتشكيل الحكومة اليوم قبل الغد، وانه لا يجوز إضاعة الوقت أكثر من ذلك، أعلنت رفضها الاستمرار في اعتماد سياسة "عض الاصابع"، لمعرفة أي فريق سيتألم قبل الآخر، لأنه في الانتظار سيكون الوطن أصبح كلّه أكثر تألماً، ومعه المواطنين دون استثناء، والذين تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم، في ضوء الواقع الاقتصادي والمالي والاجتماعي الذي يزداد صعوبة.

ومع ذلك، فإن الأوساط لا تحجب عبر "النهار" مخاوفها من ان يكون تسخير عامل الوقت بمثابة دفع لأفرقاء سياسيين في مقدمهم الرئيس المكلف وعبره رئيس الجمهورية الى التسليم بموضوع تمثيل سنّة 8 آذار كشرط وخيار وحيد لولادة الحكومة بما يوفر للفريق الضاغط انتصاراً سياسياً ومعنوياً يرفعه في ايحاءات داخلية واقليمية معروفة لتكريس ميزان قوى مختل لمصلحة هذا الفريق والجهات الاقليمية التي يرتبط بها. 

هل يثمر تحرّك باسيل؟
وسط هذه الاجواء الملبدة، أفادت مصادر سياسية مطلعة "النهار" أن شيئاً جدياً أو ملموساً يطرأ في الفترة الاخيرة على المشهد الحكومي. وقالت إن وزير الخارجية جبران باسيل يحاول اقناع "حزب الله" والنواب الستة السنة من فريق 8 آذار بأن يسمي هؤلاء النواب مرشحاً من خارج تجمعهم لتعيينه وزيراً ضمن حصة رئيس الجمهورية في الحكومة. ولكن هذا الطرح لم يقترن بموافقة أي من الافرقاء المعنيين وهم ثلاثة: فلا "حزب الله" والنواب الستة وافقوا على الاقتراح بل أصروا على تسمية واحد منهم وزيراً لتمثيلهم في الحكومة. ولا الرئيس المكلف وافق على ان يسمي النواب الستة ممثلاً لهم. كما ان رئيس الجمهورية لم يوافق بعد على مبدأ ان يكون حل مأزق تمثيل نواب سنّة 8 آذار ضمن حصته الوزارية. واعترفت المصادر بأن المخاوف تتعاظم من تطويل اضافي للأزمة إذا بقيت المواقف على حالها واذا بقي كل فريق منتظراً تنازل الفريق الآخر وتراجعه أولاً. ولفتت الى ان موقف النواب الستة الرافض لتسمية مرشح من خارج تجمعهم بدأ يثير تحفظات لدى جهات سياسية كانت تؤيد تمثيلهم، كما ان هذه الجهات تتساءل لماذا يعمد الوزير باسيل في تحركه الأخير الى لقاء النواب الستة فرادى وكلاً على حدة بدل الاجتماع بهم جميعاً.

وفي انتظار اللقاء الذي سيجمع وزير الخارجية جبران باسيل مع نواب "اللقاء التشاوري" في الساعات القليلة المقبلة، على أن يزوروا بعدها بكركي، لفتت مصادر قيادية في "التيار الوطني الحر" لـ"اللواء" ان باسيل لا يملك مقترحات محددة لمعالجة العقدة الحكومية، وانه يستمع إلى الرأي والرأي الآخر، تمهيداً لجوجلة الأفكار.

وبحسب المصادر لـ"الأخبار"، فإن رئيس التيار الوطني الحرّ أعدّ "أفكاراً عملية" لطرحها على كلّ من الرئيس المكلف والنواب السنّة المستقلين "بهدف تسهيل التواصل بين الطرفين ما قد يساعد على إيجاد الحل".

وأكدت أوساط تكتل لبنان القوي  لـ"الديار" ان الحلول "تطبخ" على "نار هادئة" ولا يرغب الوزير باسيل بأن "تشيط الطبخة"، ولذلك فهو يعمل "بصمت" وفق معادلة "واقضوا حوائجكم بالكتمان"، ولذلك ليس الوقت الان لتقييم مسار عملية التفاوض، لكن المهم الان هو "تبريد" الاجواء والتفكير بعيدا عن التشنجات التي تركها "التراشق" بالمواقف الاسبوع الماضي.

الحلول المقترحة
ووفقاً لمصدر دبلوماسي غربي، فإن الحل الذي يقضي بتسمية مرشّح سني بالإجماع، يكون مقبولاً من الرئيس المكلف، ويصبح المقعد خارج حصة الرئيس عون مقابل تسمية الحريري وزيراً مسيحياً.

وكشفت مصادر نيابية في عين التينة لـ"اللواء"، أن الرئيس نبيه برّي أعطى الوزير باسيل، عندما التقاه في ساحة النجمة قبل أيام، طرحاً صالحاً لأن يكون مخرجاً لعقدة تأليف الحكومة، من دون ان يكشف عن مضمونه. وقال الرئيس برّي امام زواره انه ينتظر ان يعمل باسيل على هذا المخرج، علماً انه لم يسجل أي جديد، على صعيد عين التينة، بالنسبة لتأليف الحكومة.

الحريري "قرف"
في هذا الوقت، لم يلمس زوّار "بيت الوسط" أي شيء ملموس بما يتصل بمعالجة قضية نواب سنة 8 آذار، لكنهم لاحظوا ان حالة من "القرف" تحوط بالرئيس المكلف، ونقلوا عنه قوله امامهم بأنه "لم يعد لوحده أم الصبي، في إشارة إلى ضرورة تضافر كل الجهود معه لإزالة الألغام من امام تشكيل الحكومة"، مضيفاً بأنه عمل ما لديه من أجل تأليف الحكومة وانجز التشكيلة على الشكل الذي كان يفترض ان تعلن مراسيمها قبل أسبوعين، بعد ان قدم كل التنازلات المطلوبة منه، لكنه سأل: "هل أنا لوحدي من يجب ان يضحي من أجل لبنان، فيما غيري لا يقوم بأي خطوات جدية؟".

وخرج زوّار "بيت الوسط" بانطباع مفاده ان أبواب الحلول مقفلة، وان الخرق الوحيد الذي يسجل على صعيد الاتصالات بين أطراف النزاع الحالي، أي الرئيس المكلف من جهة و«حزب الله» ونواب سنة 8 آذار من جهة ثانية، هو المسعى الذي يقوم به الوزير باسيل، على الرغم من ان معالمه لم تتوضح بشكل كامل بعد، بسبب عدم الكشف عن تفاصيله أو التكتم عليه، مع التأكيد على ان هناك طروحات عدّة قيد التداول للوصول إلى قواسم مشتركة تسهل عملية التأليف.

في المقابل، استبعد مصدر عبر "اللواء" ان يستجيب الرئيس المكلف لرغبة حزب الله، أو ارادته، مشيراً إلى ان الحزب، يعتقد ان الحكومة المقبلة، سيكون لها انعكاسات إقليمية، بالتزامن مع إجراءات وعقوبات أميركية ضد إيران..

واعتبر المصدر ان إثارة الرئيس الحريري في مؤتمره الصحفي الأخير إلى ان حزب الله يعطل الحكومة مسألة أكبر من الإصرار على توزير نائب سني من اللقاء التشاوري.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحزب” ينعى عنصرين له

معلومات الكاتب