جبران باسيل عن الحكومة: بلعوا كلّ الوزراء المسيحيين!

كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": نجحت الاتصالات بين الفريقين، أي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، بتقريب وجهات النظر، لدرجة أنّ الاعتقاد كان سائداً أنّه بالامكان كتابة مراسيم الحكومة الجديدة بمجرّد الاتفاق على استبدال وزيريْن لا غير، مع الاحتفاظ بالتوازنات السياسية التي تترك للفريق العوني «فيتو» متحرّكا، غير محسوم. لكن بعد البحث والتدقيق، تبيّن أنّ جدول أعمال رئيس "التيار الوطنيّ الحر" جبران باسيل للحكومة الجديدة، والذي يبدأ بتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان ولا ينتهي بتعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى، بعد المرور بمرسوم استعادة الجنسية ومرسوم ترقية ضباط دورة عون... يحول دون حصول الاتفاق مع رئيس الحكومة المكلف الرافض، كما غيره من القوى السياسية الشريكة، لمعظم هذه البنود لا سيما تلك المتصلة بالتعيينات.وفق المواكبين لخطوط التواصل بين عون وميقاتي، فإنّ الأخير كان يحاذر المبادرة باتجاه تسجيل موافقته على أي من مطالب الفريق العوني لأنه مقتنع أنّ أي تنازل سيجرّ خلفه المزيد من التنازلات، وبالتالي تصويره بموقع المتنازل... أو المعرقل، في حال الرفض. وفي الحالتين، ستكون النتيجة سلبية. لهذا، استبق «حفلة المنازلة» هذه، من خلال رفض الدخول في بازار العروض والأخذ والردّ بحجة أنّ حكومة تصريف الأعمال موجودة اذا تعطّل التأليف، وبالتالي لا داعي للهرولة باتجاه التأليف. وقد حصّن موقفه بالعديد من الدراسات القانونية التي تثبت وجهة نظره. بلغ مسامع رئيس الحكومة، وعلى نحو غير رسمي كلام عن رغبة باسيل بإجراء نفضة شاملة في الوزراء المسيحيين، بحجة أنّ هؤلاء غير منضبطين، وغير مطواعين، وبالتالي لن تخرج مراسيم الحكومة الجديدة اذا لم يغيّر أقله خمسة وزراء مسيحيين. والأرجح، أنّ الأسلوب غير اللائق الذي جرى التعامل به مع وزير الخارجية عبد الله بو حبيب ازاء ملف الترسيم، من خلال استبعاده الكامل عن الصورة الرسمية، مع أنّه لعب دوراً أساسياً بعيداً عن الأضواء مع الإدارة الأميركية لتسريع وتيرة المفاوضات، وسبق له أن أبلغ باسيل بعدم ممانعته في استكمال "رحلة تقاعده"، هذا الأسلوب يعبّر عن نية باسيل في اجراء تغييرات جذرية في الحكومة.اذ يشتكي باسيل من مونة رئيس الحكومة على الكثير من الوزراء المسيحيين، ويبدي انزعاجه من العلاقة الجيدة التي تربط الأخير بمعظمهم، لا بل يقول في مجالسه «إنّهم بلعوا كلّ الوزراء»، ويقصد بطبيعة الحال رئيس الحكومة. ويشترط تسمية سلّة جديدة من الوزراء، ليطيح بخمسة وزراء بالحدّ الأدنى، بمن فيهم وزير الصناعة جورج بوشيكيان مع أنّ الطاشناق هو من تولى تسميته، ويقبض على القرار الحكومي من جديد خلال مرحلة الشغور، وهو أمر يرفضه ميقاتي إلى الآن.

Advertisement

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي