ميقاتي… إما الثقة التامة أو “الاعتذار”

ميقاتي… إما الثقة التامة أو “الاعتذار”
ميقاتي… إما الثقة التامة أو “الاعتذار”

الحكومة اللبنانية المنتظرة في دائرة العتمة مجدا، شأنها شأن كل حي في لبنان. الولادة التي كانت المنتظرة يوم الأربعاء الفائت تحولت الى خيبة أمل، لا الرئيس المكلف نجيب ميقاتي زار بعبدا، ولا الحكومة المنتظرة أبصرت النور. ومن جديد عاد الحديث عن قرب التأليف بإيحاءات درج عليها إعلام التيار الحر، مقرونا بكلام منقول عن الرئيس ميشال عون، يرد فيه على المتخوفين من تمسكه بدفة السلطة، المحكى عن تفريغها قصدا بعد انتهاء ولايته، وفيه يعلن الاستعداد للعودة الى منزله العائلي في الرابية، اليوم قبل الغد، في حال سويت الأحوال وإلا فإنه باق حتى آخر يوم من ولايته.

يشار إلى ان رغبة الرئيس عون في العودة إلى البيت العائلي ليست جديدة، ولا شرطها الضمني بجديد، وقد سبق ان وضع المعنيين في جوهر فكرته، وهي التخلي عن الرئاسة، لصهره جبران باسيل وحده، وإلا فإنا هنا «قاعدون».

وواضح ان الرئيس عون وصهره جبران يخوضان مبكرا معركة الرئاسة الأولى، منذ بداية الولاية. ويريد باسيل ان يخوض هذه المعركة، متسلحا بالأكثرية في مجلس الوزراء، التي يعمل للاستحواذ عليها من خلال الإمساك بثلث أعضاء مجلس الوزراء، زائدا واحدا، والذي يصفه الرئيس عون بالثلث الضامن، بينما هو من وجهة نظر الآخرين ثلث معطل، يضمن لباسيل معادلة انا او لا أحد.

في المقابل، يسعى الآخرون إلى قطع هذا الطريق على باسيل باكرا أيضا، حتى لا تكون هناك استمرارية لأسوأ نهج رئاسي عرفه لبنان تاريخه.

على ضفة الرئيس المكلف، لا تواصل مباشر بينه وبين الرئيس عون، وهو لا ينوي، كما نقلت مصادره، الذهاب الى بعبدا من أجل الصورة، وهو بعد تحول وعد الأربعاء الى خيبة أمل شعر مع معظم اللبنانيين بأن الحكومة دخلت في العتمة، انما بقي بصيص ضوء مع دخول الصهرين على الخط، جبران باسيل صهر الرئيس عون، ومصطفى الصلح صهر طه ميقاتي شقيق الرئيس المكلف، وقنصل لبنان الفخري في إمارة موناكو، الذي تجمعه بباسيل معرفة قديمة، على امل ان ينجح الوسطاء، حيث فشل الأصلاء في التوصل الى صيغة حكومية بدون ثلث معطل، لا بصورة مباشرة ولا ضمنية، مقرونة باستعداد نواب جبران باسيل منحها الثقة في البرلمان، وإلا فإن الرئيس المكلف ميال الى الاعتكاف، لا الى الاعتذار، حتى لا تخلو الساحة للمراهنين على الفراغ الشامل كمدخل لإعادة النظر بهوية لبنان، وربما بحدوده.

المشهد الحكومي على غموضه، الآن وبعد تجاوز الاجتماع الرباعي لوزراء الطاقة في لبنان وسورية ومصر والأردن الذي انعقد في عمان، وحملت مقرراته توقيع وزير الطاقة ريمون غجر المحسوب على باسيل، يفترض سقوط أحد الأسباب الخفية لتأجيل ولادة الحكومة يوم الأربعاء، وفق وعد الرئيس ميقاتي، فهل قضي الأمر وحلت هذه العقدة، ام المطلوب المزيد من تواقيع الوزير غجر على المزيد من المعاملات المتصلة، بموضوع جر الغاز والكهرباء من مصر والأردن، قبل تسليم الوزارة الى آخر، قد لا يكون من نفس الاتجاه؟ يضاف إلى هذا عدم حلحلة العراقيل الأخرى التقليدية، من الثلث المعطل الى الوزارة البديلة التي يريدها عون نظير ترك وزارة الاقتصاد لميقاتي، الى الوزيرين المسيحيين، وصولا الى إصرار باسيل على عدم منح الثقة للحكومة، حال تشكيلها ومثولها أمام مجلس النواب، وهذا ما ابلغه صراحة الى ميقاتي شخصيا، وهذا ما يفسر إصرار الرئيس المكلف المقابل على ثقة نواب التيار، او لا وزراء له، حتى من خلال رئاسة الجمهورية. لكن التيار الحر مازال الأكثر تفاؤلا، وقد نقلت صحيفة «الأخبار» عن مصدر في التيار، ان كل العقد حلت، وتوقعت ان يزور ميقاتي بعبدا في الساعات المقبلة لإصدار مراسيم الحكومة.

من جهته، عضو كتلة الوسط المستقل، التي يرأسها ميقاتي، النائب علي درويش، اعترف بتوصل الرئيس المكلف الى إعداد لائحة كاملة من 24 وزيرا، انما بعض النقاط مازالت عالقة، وهناك من يسعى لتذليلها، ومنها الثقة الكاملة بالحكومة في مجلس النواب وعلى المستوى الدولي، لكنه أكد انه لا يستطيع تحديد موعد.

رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل حذر أمس من غياب لبنان في لحظة إعادة رسم حدود المنطقة، وسأل عن المآسي اليومية التي يعيشها اللبنانيون، وعن هوية المحاور اللبناني ودوره في الإنقاذ الداخلي وربطه مع الخارج.

الجميل كان يتحدث الى إذاعة صوت لبنان، في رد ضمني على إشاعة وفاته التي نسبها الكتائبيون من مناصريه الى الذباب الإلكتروني التابع للتيار الحر.

بدوره، النائب المستقيل مروان حمادة رأى في تصريح متلفز انه مادام عهد عون مستمرا، ليس على اللبنانيين ان ينتظروا خيرا!.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حزبٌ طالب نوّابًا بعدم الحضور إلى “لقاء معراب”
التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب