أخبار عاجلة
سعر ربطة الخبز إلى ارتفاع في نيسان! -
مخالفات بالمئات أسبوعياً في الأسواق! -
“الحزب” ينعى عنصرين له -

تريدون القضاء على الفساد.. انظروا ماذا فعلت هذه المؤسسة؟!

تريدون القضاء على الفساد.. انظروا ماذا فعلت هذه المؤسسة؟!
تريدون القضاء على الفساد.. انظروا ماذا فعلت هذه المؤسسة؟!
منذ أن وعينا على العمل السياسي ونحن نسمع من جميع المسؤولين من دون إستثناء مطالبتهم بالقضاء على الفساد وإبعاد شبح الزبائنية عن إدارات الدولة، التي لا تزال على رغم "النوايا الحسنة" تعاني من الفساد المستشري، الذي ينخر هذه المؤسسات من الداخل، ويحوّلها إلى "دكاكين سياسية" ويُحشر فيها موظفون غير كفوئين، يقبضون من المال العام وهم غير منتجين ويمكن الإستغناء عنهم، أو على الأقل إستبدالهم بآخرين من حملة الشهادات ولديهم كفاءات عالية وغير محسوبين على هذه الجهة السياسية أو ذاك الحزب أو ذلك التيار، وذلك من خلال تفعيل دور مجلس الخدمة المدنية وتحريك أجهزة الرقابة وإعطائها صلاحيات مطلقة وغير خاضعة لأي إرادة سياسية، ومحصّنة من أي تدخل سياسي أو حزبي.

قد يقول البعض أن هذا الأمر يُعتبر في لبنان من المستحيلات ومجرد أحلام لا تتماشى مع الواقع الذي يعيشه لبنان منذ سنوات، وهو بات حالة معمّمة، على طريقة "مرقلي تمرقلك"، ولذلك فإن أي حديث عن مكافحة الفساد يبقى عنوانًا جذّابًا من دون أن تكون له ترجمة عملية على قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب"، وتطبيق قانون "من أين لك هذا" تطبيقًا صارمًا لا هوادة فيه ولا مسايرة، إذ لا يُعقل أن يكون أي موظف في الإدارات العامة المعروفة مداخيله الشهرية "الشرعية"، وفق سلم سلسلة الرتب والرواتب، يعيش حالة من الترف والبذخ لا يسمح بهما راتبه المحدّد والمعروف، وفق جداول موجودة في وزارة المال.

ولأن مكافحة الفساد وإستغلال حدّ السلطة واللجوء إلى "الواسطة" من أجل الحصول على وظيفة في الإدارات العامة ليست أمورًا خيالية ومجرد أحلام، نكتفي بالإشارة إلى ما قام به قائد الجيش العماد جوزف عون عبر تطبيق معايير الكفاءة والنزاهة في إمتحانات "التصنيف" لدخول الكلية الحربية، بعيداً عما كان معتمدا قبل ولايته من أساليب الوساطات المعطوفة على صنوف من الفساد وما يعتمره من مخاطر على المؤسسات العسكرية وعلى الوطن.

وقد نجح قائد الجيش في أبعاد سياسة اللوائح الحزبية ومنطق المحاصصة وحوّل المؤسسة في مدة زمنية قصيرة نسبياً إلى واحة أمل بلبنان أفضل، وهو بذلك أعطى نموذجًا يمكن تعميمه أو الإقتداء به وحذو حذوه في كل مؤسسات الدولة، وبذلك تصبح مسألة مكافحة الفساد حقيقة وليست مجرد حلم، خصوصًا بعد الفضيحة التي وضع القضاء يده عليها يوم تمّ الكشف عن كيفية التلاعب والتحايل على القوانين وإستخدام الرشوة من أجل إدخال بعض تلامذة الضباط إلى الكلية الحربية، وأن معظم الذين لجأوا إلى هذا الأسلوب، وهم لم يتخطوا الحدّ المطلوب من العلامات والنتائج التي تخوّلهم للإلتحاق بهذه الكلية، قد تمّ إلحاقهم بمدرسة الرجولة، وهي التي يعّول عليه الكثير للمساهمة في إشاعة جو من "النظافة" المسلكية.

وللتذكير أن من بين الذين نجحوا في الدخول هذه السنة إلى هذه الكلية، وهم من بين الأوائل، هم من الطبقات الفقيرة ولم يلجأوا إلى "وساطة"، كما كان يصار في الماضي، وأتكلوا فقط على جدارتهم وعلى كفأتهم العلمية وشجاعتهم وما يتمتعون به من أخلاق عالية ومن روح وطنية عالية.

هكذا تكون مكافحة الفساد، وهكذا تكون بداية البدايات، بداية الإصلاح الإداري، وليس فقط بالشعارات الشعبوية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى “الحزب” ينعى عنصرين له

معلومات الكاتب