أخبار عاجلة
بو عاصي يدين عملية الطعن في التحويطة -

كيف خسرت إيطاليا قوتها البحرية ببضع ساعات؟

يوم الواحد من شهر أيلول/سبتمبر سنة 1939، عبر أفراد الجيش الألماني الحدود البولندية الألمانية معلنين بداية عملية غزو #بولندا، وبهذا يكون القائد النازي أدولف #هتلر قد نكث بوعوده المقدمة للبريطانيين والفرنسيين خلال مؤتمر ميونخ سنة 1939، والتي أكد من خلالها توقف الأطماع التوسعية الألمانية عند إقليم السوديت (Sudetenland) التشيكوسلوفاكي، ليشهد العالم إثر ذلك اندلاع الحرب العالمية الثانية والتي استمرت 6 سنوات وخلفت أكثر من 60 مليون قتيل.

ومع بداية النزاع العالمي، فضّل الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني (Benito Mussolini) التريث وعدم التدخل لصالح حليفته ألمانيا، حيث كان الدوتشي (Duce) الإيطالي على دراية بعدم قدرة بلاده على تحمّل تبعات حرب مطوّلة ضد بقية القوى العالمية. لكن مع تقدم القوات الألمانية بالأراضي الفرنسية وإعلان العاصمة #باريس مدينة مفتوحة، تيقّن الإيطاليون من قرب هزيمة الفرنسيين. وبناء عليه، أعلن الدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني يوم العاشر من شهر يونيو/حزيران سنة 1940 الحرب على كل من فرنسا وبريطانيا ليصطف بذلك إلى جانب حليفه أدولف هتلر، أملا في انتزاع عدد من المناطق الفرنسية.

واتجه موسوليني لشن مغامرة عسكرية منفصلة عن الألمان، حيث سعى الأخير لإعادة إحياء أمجاد الإمبراطورية الرومانية عن طريق الهيمنة على المناطق المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي اقتضى أساسا طرد البريطانيين من مصر وفلسطين، وإخضاع المستعمرات الفرنسية بشمال إفريقيا.

وخلال الليلة الفاصلة بين يومي الحادي عشر والثاني عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1940، تلقت إيطاليا ضربة قاسية سرعان ما ألقت بظلالها على مشاركتها بالحرب العالمية الثانية. حيث استعانت البحرية الملكية البريطانية بقاذفات الطربيد لتشن هجوما مباغتا وتدمر جزءا كبيرا من البحرية الملكية الإيطالية (Regia Marina).

ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي، اعتادت البحرية الإيطالية على تجميع معظم سفنها الحربية بميناء تارانتو (Taranto) للاستعانة بها خلال العمليات بالبحر الأبيض المتوسط.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، لعب الأسطول الحربي المتمركز بهذا الميناء دورا حاسما في تأمين نقل الإمدادات العسكرية للقوات الإيطالية بشمال إفريقيا عبر البحر. وفي الأثناء، وجّهت البحرية الملكية البريطانية أنظارها نحو ميناء تارانتو لتضع خطة عسكرية حملت اسم Judgement، سعت من خلالها لوضع حد للأسطول الإيطالي المتمركز هنالك.

وطيلة الأيام التي سبقت بداية العملية العسكرية، حلّقت طائرات الاستطلاع البريطانية قرب ميناء تارانتو، والتقطت صورا لمواقع السفن الإيطالية والدفاعات الجوية قبل أن تنجح في نقلها للقيادة العسكرية بالبحرية البريطانية والتي وافقت على بدء العملية العسكرية خلال الليلة الفاصلة بين يومي الحادي عشر والثاني عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1940.

في حدود الساعة التاسعة ليلا، انطلقت 12 قاذفة طربيد من نوع فيري سوردفيش (Fairey Swordfish) من على متن حاملة الطائرات البريطانية Illustrious وحال مع بلوغها ميناء تارانتو أقدمت أولى الطائرات على إلقاء مواد متوجهة لتمويه الدفاعات الإيطالية قبل أن تباشر بقصف خزانات الوقود، وتزامنا مع ذلك أطلقت بقية الطائرات عددا من الطربيدات تجاه السفن الإيطالية الراسية بالميناء قبل أن تغادر المكان.

ومع حلول منتصف الليل، شن البريطانيون موجة قصف ثانية، حيث حلّت بالمكان 9 طائرات أخرى لتمطر ما تبقى من السفن الإيطالية بمزيد من الطربيدات.

وألحقت هذه العملية العسكرية والتي استمرت ساعات معدودة خسائر جسيمة بالبحرية الملكية الإيطالية والتي خسرت 3 بوارج حربية، إضافة إلى العديد من المدمرات.

صورة للدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني رسم تخيلي لعملية استهداف ميناء تارانتو

كما تسبب هذا القصف في مقتل 60 جنديا إيطاليا وإصابة 600 آخرين وخراب ميناء تارانتو لتجبر إيطاليا عقب ذلك على نقل ما تبقى من سفنها نحو نابولي وفي مقابل ذلك خسرت بريطانيا طائرتين حربيتين فقط.

بسبب هذه العملية العسكرية، فقدت إيطاليا جزءا كبيرا من قوتها البحرية، الأمر الذي أفقدها القدرة الكافية على تأمين عمليات نقل الإمدادات نحو قواتها بشمال إفريقيا.

وفي الأثناء، أثارت العملية البريطانية بتارانتو اهتمام اليابانيين والذين ذهلوا عقب سماعهم نجاح قاذفات الطربيد البريطانية في الإقلاع من على متن حاملة طائرات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى