أخبار عاجلة

العرقيات المختلطة.. بين إثبات الذات ببلد ثانٍ والجذور  

تشكل #العرقيات_المختلطة أكثر أطياف المجتمع البريطاني نموًا، ويعنى بها أن يكون الشخص منحدرا من أبوين من عرقين مختلفين أو أكثر.

في عام 2001، عندما أُدخلت الفئات "المختلطة" لأول مرة في الإحصاء الوطني، كان السكان المختلطون يشكلون 1.3% من السكان.

ومن ثم بسرعة تقدم الرقم إلى الأمام فخلال 10 سنوات، تضاعفت النسبة تقريبًا إلى 2.3%، وهو مسار من غير المحتمل أن يتباطأ.

مع ذلك ومع الوضع في الاعتبار مزايا تنوع الهويات العرقيات لدى الفرد فإن هذا الخلط أحيانًا يؤدي لتعقيدات وتناقضات فطرية.

الهويات المتعددة

في الغالب يشير الفهم السائد إلى المختلطين عرقيًا على أنهم الأشخاص الذين هم من الكاريبي أو الأفارقة، لكن أصوات الشتات المختلط تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير، حيث أصبحت تشمل الآسيويين حيث تعقد هذا المفهوم مع الزمن.

وفي بعض الأحيان وربما كثيرًا تسيطر قضية الهوية على هؤلاء الناس المختلطين عرقيًا، فعلى سبيل المثال فإن "جوليا ماكغار" التي تنحدر من أم هندية وأب بريطاني، على الرغم من شعورها ببعض الانفصال عن تراثها البنجابي، فقد اتخذت خطوات نشطة لإعادة الاتصال به خلال السنوات القليلة الماضية.

وتقول عن نفسها: "أنا نصف هندية ونصف بريطانية، ولد والدي في نوتنغهام، في حين أن أمي جاءت من شمال الهند في البنجاب".

الحاجة لأن تشرح من أنت!

وهي في كثير من الأحيان بحسب حديثها لصحيفة مترو البريطانية وبسبب لون بشرتها الأبيض القمحي، مضطرة لكي تفسر وضعها التراثي ومن تكون هي بالضبط.

وتقول: "أعلم أني آتي من هوية مختلطة، لكن ثمة أسئلة محبطة تواجهني مثل من أين أنت؟!.. وعندما أقول الهند.. يرد السائل بأن هذا آخر شيء خمنته".

وتضيف: "بعض الناس لا يدركون حجم الإحباط الذي يعشعش فيك لأسابيع جراء مثل هذه الأسئلة والتعليقات".

وتقول: "أضطر لكي أقول أحيانًا نعم إن أمي شاحبة اللون للغاية، حيث أضطر للتوضيح والتفسير للآخرين".

مع الوقت ربما تدربت جوليا على الوضع ولم يعد يشغلها كثيرًا، فإذا لم يكن لأحد أن يفهم تراثها الذي قدمت منه، فهي ليست بحاجة إلى الشرح والتبرير، كما تقول.

وليست قصة جوليا إلا نموذجًا للكثير من القصص التي تبتعد فيها المسافات وتفقد نقاط الوصل، وحيث تغيب الحقيقة؛ أين تبدأ الهوية وأين تنتهي؟!

الحنين إلى الجذور

على مدار القرن العشرين وبفعل الهجرات الكبيرة التي تمت على وجه الأرض لظروف عديدة، كالحروب والعمل وغيرها، فقد أصبح المجتمع العالمي في بلدان عديدة لاسيما في الغرب يواجه مسألة الهويات المتعددة، التي بقدر ما هي عامل ثقافي إيجابي ومورد للتطور، إلا أنها في بعض الأحيان تصبح أداة للانقسام والإحباط.

تقول جوليا إنها لم تقابل طوال حياتها امن أجدادها الهنود، لهذا فإن تأثير الثقافة الهندية عليها ضعيف جدًا.

لكن رغم ذلك فهي تبذل محاولات لكي تفهم المجتمع الذي انحدرت منه والدتها، وتضيف أن "التأثير الهندي في حياتي ليس قويًا كما كنت أريد".

وتشير إلى أن عائلتها ليست متمسكة دينيا لكنها في طفولتها قامت بطقوس هندوسية مع العائلة؛ كنوع من التعلق بالأثر القديم للعائلة، وهي ترى أن هذا الجانب الروحي فقط يربطها ببلدها ومن الجميل المشاركة فيه.

ثقافة إنسانية واحدة

في عام 2013م سافرت إلى الهند لمدة ستة أشهر، وساعدها ذلك على الاتصال ببلدها الأم.

وتقول: "لقد رأيت أشياء عديدة هناك لم أتصور أن بعضها من صميم الثقافة الهندية".

ويشير هذا إلى موضوع وحدة الثقافة الإنسانية في العالم المعاصر، وأن البشر باتوا رغم الاختلاف يقتربون من المعايير نفسها والقيم ذاتها في النظرة إلى المحتوى القيمي وإدارة الحياة بشكل عام.

لكن للصورة بعد آخر يتعلق بأن بعض الطباع كما ترى جوليا تكون متوارثة عبر الأجيال حتى لو رحلوا لبلاد بعيدة، ولا يعرف الحفيد - مثلًا - أنه يقوم بطقوس متعلقة بالأجداد البعيدين.

حقيقة دفء الأهل!

بالنسبة لها فقد كانت هناك نقطة أخرى حيث تقول: "عائلتي الهندية، التي التقيت بها هناك، كانت أيضًا دافئة ومفعمة بالحيوية، التي كانت غير مألوفة تمامًا مقارنة بقضاء الوقت مع أقاربي البيض".

ولا يعرف إن كان ذلك مرتبطا بزيارة لن تطول ونوع من الترحيب الذي سوف يتلاشى مع مرور الزمن، أم أنه أمر متأصل فيهم. حيث كل شيء يحتاج إلى الوقت لكي نختبره ونفهمه بطريقة أفضل ونحكم عليها بشكل منطقي.

أيضًا هناك ما يعرف بالصور النمطية سواء عن عادات اجتماعية عامة أو المرأة وطريقة التعامل معها، كل ذلك يخضع للظنون والاختبار.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى