أخبار عاجلة
كتاب من الجميل لميقاتي… وهذا مضمونه -
نقابة المعلمين: أولادنا خط أحمر! -

لماذا استوردت أميركا الجمال خلال القرن الـ 19؟

خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر، تباطأت وتيرة التوسع الأميركي بغرب البلاد، فبسبب درجات الحرارة المرتفعة والتضاريس الجغرافية الوعرة عجز المستوطنون عن العبور خلال سعيهم لإنشاء مستوطنات جديدة بالمنطقة. وتحول الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأميركية إلى عبء ثقيل على الحكومة حيث غطت الصحراء والجبال جزءا هاما منه، وبسبب ذلك لم يكن المستوطنون وحيواناتهم قادرين على عبور المنطقة.

صورة للملازم جورج كروسمان

في حدود عام 1836، راسل أحد أفراد الجيش الأميركي حكومة بلاده عارضا عليها فكرة فريدة من نوعها لمجابهة مشكلة هذه المناطق الوعرة. ومن خلال رسالته، اقترح الملازم جورج كروسمان (George H. Crosman) أن تستورد بلاده حيوان الجمل من مناطق شمال إفريقيا للاستعانة بها خلال المهمات بالجنوب الغربي للولايات المتحدة الأميركية. ولإقناع المسؤولين، نوّه الملازم كروسمان بقدرة الجمل على نقل ما يزيد عن 700 رطل والسفر لمسافات طويلة بشكل يومي وتحمّله للعطش لأكثر من 6 أيام واكتفائه بكميات قليلة من الطعام أثناء تنقله بالصحراء.

صورة لرئيس الولايات الكونفدرالية خلال الحرب الأهلية جيفرسون ديفيس

ورفضت الإدارة الأميركية هذا الاقتراح الغريب، لينتظر جورج كروسمان بناء على ذلك حوالي 10 سنوات قبل أن يعاود نفس الاقتراح مرة ثانية. فخلال عام 1847، عرض كروسمان على المسؤول بوزارة الحرب هنري واين (Henry C. Wayne) استيراد حيوان الجمل لمجابهة المناخ الصعب بالجنوب الغربي الأميركي.

صورة للرئيس الأميركي فرانكلن بيرس

وتزامنا مع عرضه على الكونغرس، جذب اقتراح استيراد الجمال انتباه ممثل ولاية ميسيسيبي والرئيس المستقبلي للولايات الكونفيدرالية خلال الحرب الأهلية جيفرسون ديفيس (Jefferson Davis)، حيث واصل الأخير الدفاع عن هذه الفكرة إلى حدود عرضها سنة 1853 على الرئيس فرانكلن بيرس (Franklin Pierce).

رسم تخيلي لعلمية نقل الجمال على متن السفينة الأميركية يو أس أس سبلاي

يوم 3 من شهر آذار/مارس سنة 1855، وافق الكونغرس الأميركي على مقترح استيراد الجمل للاستعانة به خلال المهمات العسكرية بين كل من كاليفورنيا وتكساس. وخصص أعضاء الكونغرس مبلغا ماليا قدّر بحوالي 30 ألف دولار لهذا الغرض.

وخلال الأشهر التالية، انطلقت السفينة الأميركية يو أس أس سبلاي (USS Supply) لتحل عند منطقة حلق الوادي بتونس خلال شهر آب/أغسطس سنة 1855 وتباشر منها رحلة شراء الجمال التي قادتها لاحقا نحو مصر.

اضطرت البحرية الأميركية للقيام برحلتين نحو مناطق بشمال إفريقيا والشرق الأوسط لتعود في النهاية محمّلة بنحو 75 جملا وضعوا بمعسكر كامب فيردي (Camp Verde) بتكساس لتبدأ بناء على ذلك مهمة إنشاء فيلق الجمال العسكري الأميركي.

صورة فوتوغرافية تعود لسنة 1863 لجمل بولاية كاليفورنيا

ومع اندلاع الحرب الأهلية الأميركية، تلاشى مشروع الجمال الأميركي، فمع وقوع معسكر كامب فيردي في قبضة القوات الكونفدرالية جرت عملية بيع الجمال الموجودة هنالك للمواطنين وعروض السيرك. وعلى حسب مصادر صحافية أميركية، بقيت هذه الجمال، المستوردة خلال منتصف القرن التاسع عشر، موجودة على أراضي الولايات المتحدة الأميركية إلى حدود ثلاثينيات القرن الماضي حيث فارق آخرها الحياة بإحدى حدائق الحيوان بلوس أنجلوس. وفي الأثناء، حدّث بعض المواطنين الأميركيين خلال فترة الأربعينيات عن مشاهدتهم لعدد منها بين الفينة والأخرى بالصحراء الأميركية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى