أخبار عاجلة
نقابة المعلمين: أولادنا خط أحمر! -

يوم رفض أهم حق للإنسان عقب الحرب الكبرى وغضبت اليابان

في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا يوم الحادي عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر سنة 1918، دخل وقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف المتحاربة بالحرب العالمية الأولى حيز التنفيذ، ليشهد العالم بذلك نهاية أكثر من أربع سنوات من القتال خلّفت عشرات الملايين من القتلى والجرحى.

وتوجهت أنظار العالم خلال الأشهر التالية إلى العاصمة الفرنسية باريس حيث احتضنت الأخيرة مؤتمرا لتحديد شروط السلام بين كل من الدول المنتصرة والخاسرة.

صورة لرئيس الوزراء الياباني السابق كينموتشي سايونجي

ويوم 18 من شهر يناير/كانون الثاني سنة 1919، افتتح مؤتمر السلام بباريس بحضور ممثلين عن أكثر من 32 دولة وكيانا من المنتصرين بالحرب، حيث تم إقصاء الدول المنهزمة من المفاوضات. واستمر هذا المؤتمر 6 أشهر ليسفر في النهاية عن جملة من الاتفاقيات والمعاهدات كانت أبرزها معاهدة فرساي (The Treaty of Versailles)، التي قبل الألمان بشروطها ووقعوا عليها يوم 28 من شهر يونيو/حزيران سنة 1919.

في الوسط وزير الخارجية السابق ماكينو نوبواكي خلال مشاركته مع الوفد الياباني بمؤتمر سلام باريس

وفي الأثناء، كانت اليابان واحدة من أبرز الدول المشاركة في مؤتمر سلام باريس، فمنذ انتصارها على الروس خلال الحرب اليابانية الروسية ما بين عامي 1904 و1905 تحولت الأخيرة إلى قوة عالمية صاعدة. كما شاركت اليابان بالحرب العالمية الأولى إلى جانب الحلفاء، حيث تدخلت هذه القوة الآسيوية منذ شهر أغسطس/آب سنة 1914 بالحرب الكبرى لتتمكن من انتزاع المستعمرات الألمانية بالمحيط الهادئ وشرق آسيا. واعتبرت اليابان واحدة من الدول المنتصرة بالحرب العالمية الأولى.

صورة جماعية لأفراد الوفد الياباني المشارك بمؤتمر سلام باريس سنة 1919

وخلال مؤتمر سلام باريس سنة 1919، صنّف الوفد الياباني بقيادة رئيس الوزراء السابق كينموتشي سايونجي (Saionji Kinmochi) كواحد من أكبر الوفود المشاركة. واتجه وزير الخارجية السابق ماكينو نوبواكي (Makino Nobuaki) إلى ترؤس الوفد الياباني في أغلب الأوقات بسبب الحالة الصحية المتدهورة لسايونجي.

صورة لوزير الخارجية السابق ماكينو نوبواكي

وأثارت البعثة اليابانية جدلا واسعا خلال مؤتمر السلام العالمي. فإضافة إلى مطالبهم بالحصول على حقوق ألمانيا السابقة بإقليم شاندونغ (Shandong) الصيني والمستعمرات الألمانية السابقة بجزر مارشال (Marshall Islands) ومكرونيسيا (Micronesia) وجزر الماريانا (Mariana Islands) وجزر كارولين (Caroline Islands) بالمحيط الهادئ، طالب اليابانيون خلال شهر فبراير/شباط سنة 1919 بأن تتضمن وثيقة منظمة عصبة الأمم (League of Nations)، والتي كانت منظمة تقرر إنشاؤها لفض النزاعات المستقبلية بشكل سلمي وتجنب حروب مدمرة، بندا يعترف بالتساوي بين مختلف الأعراق.

ومن خلال هذا الاقتراح، طالب اليابانيون بأن يتساوى جميع الرعايا الأجانب للدول الأعضاء بمنظمة عصبة الأمم أمام القضاء، وأن يحظوا بنفس الحقوق دون الرجوع إلى جنسياتهم أو أعراقهم.

أثار هذا الطلب الياباني قلق العديد من الدول الأخرى، حيث اعتبرته بريطانيا تهديدا لسياستها الاستعمارية. وعبرت كل من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا عن رفضهما لمثل هذه القرارات بسبب سياسات التمييز العنصري التي كانتا تعيشان على وقعها.

صورة للرئيس الأميركي وودرو ولسن

ويوم 11 أبريل/نيسان من سنة 1919، حظي الاقتراح الياباني بأغلبية الأصوات، حيث صوّتت 11 دولة من بين 17 دولة مشاركة لصالحه. وعلى الرغم من هذا الفوز الذي دعمته فرنسا، ألغي مبدأ المساواة بين الأعراق من قبل الرئيس الأميركي وودرو ولسن (Woodrow Wilson)، الذي ترأس الاجتماع، معللا ذلك بضرورة حصول مثل هذه المقترحات التي تمس المجتمعات على موافقة جميع الحاضرين، وبسبب ذلك غادر أفراد الوفد الياباني الاجتماع غاضبين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى