أخبار عاجلة
“المفوضية” تستجيب لطلب “الخارجية” ومهلة شهر -

"ثلج أسود" كتب تفاصيل أسوأ فترة بتاريخ فرنسا

خلال العام 1709، مرّت فرنسا بواحدة من أسوأ فتراتها التاريخية، ففي خضم حرب الخلافة الإسبانية التي اندلعت سنة 1701 واستمرت 13 سنة، عرفت فرنسا عام 1709 مجاعة قاسية جاءت وتسببت بوفاة مئات الآلاف، وهزت عرش الملك لويس الرابع عشر الذي اعتلى سدة الحكم منذ 66 عاما.

فبعد مضي بضع سنوات على دخول بلادهم حرب الخلافة الإسبانية التي اندلعت عقب وفاة الملك الإسباني كارلوس الثاني، واجه الفرنسيون سنة 1709 شتاء صعبا ظل خالدا في ذاكرة الأجيال التالية، وحمل لقب "الشتاء الكبير"، حيث انخفضت درجات الحرارة لمعدلات قياسية قيل إنها لم تسجل منذ خمسة قرون.

رسم تخيلي لعملية توزيع الغذاء بفرنسا سنة 1709 رسم تخيلي لعملية توزيع الغذاء بفرنسا سنة 1709

بداية شهر تشرين الثاني/أكتوبر 1708، هبّت بشكل مفاجئ رياح باردة ومطلع شهر يناير/يناير 1709، انخفضت درجات الحرارة لتستقر عند 25 درجة تحت الصفر بمناطق البوس (Beauce)، وبباريس سجّلت أرقام قياسية قدّرت بحوالي 16 درجة تحت الصفر.

وتسببت درجات الحرارة المنخفضة في تجمّد الأنهار وتعطيل عمل الطواحين المائية، كما أتلفت كميات كبيرة من بذور ومحاصيل الخريف. أيضا، تجمّد الخبز والنبيذ، ونفقت أعداد هائلة من الحيوانات على رأسها الأرانب والأغنام ونتنت الخضار والغلال.

صورة للملك الفرنسي لويس الرابع عشر صورة للملك الفرنسي لويس الرابع عشر

كما ارتفع سعر حطب التدفئة، بالغا أسعارا قياسية، فعجز الأهالي على دفن ذويهم بسبب طبقات الثلج التي غطّت المنطقة وجعلت عمليات الحفر أمرا شبه مستحيل.

لوحة تجسد الملك الإسباني كارلوس الثاني لوحة تجسد الملك الإسباني كارلوس الثاني

وفي البلاط الملكي، تذمّر الجميع من هول الطقس البارد، حيث تجمّد النبيذ والحبر وقدّمت على الموائد أطعمة كان بعضها فاسدا.

كما اشتكى كثيرون من البرد القارس داخل أروقة القصور الواسعة، ما أجبر الملك لويس الرابع عشر على إلغاء جميع نزهات الصيد التي اعتاد القيام بها سنويا.

من جهة ثانية، قفزت أسعار المواد الغذائية بشكل مهول. فمقارنة بالعام السابق، ارتفع سعر الخبز والحبوب أكثر من 10 مرات لتعجز بذلك أغلب العائلات عن توفير حاجياتها الغذائية وتقع البلاد تحت وطأة المجاعة التي ما لبثت أن فتكت بمئات الآلاف.

خريطة فرنسا بالقرن 18 خريطة فرنسا بالقرن 18

في الأثناء، حاولت الدولة التدخل لصالح الأهالي، فأرسل المراقبون نحو القرى والمدن لمنع عمليات احتكار الحبوب ومراقبة الأسعار، كما لجأ الملك الفرنسي لويس الرابع عشر لبيع عدد هام من أطباقه الذهبية لشراء القمح والنبيذ لمساعدة الأهالي.

كما لم تتردد فرنسا في شراء كميات كبيرة من القمح والنبيذ من دول الجوار لتوزيعها على السكان وتخفيف محنتهم.

رسم تخيلي لإحدى المعارك بحرب الاستقلال الإسبانية رسم تخيلي لإحدى المعارك بحرب الاستقلال الإسبانية

وشهدت البلاد بداية من شهر نيسان/أبريل 1709 أحداث شغب حين هاجم الفرنسيون المخابز والمخازن لنهب ما وجد فيها، خاصة مع رواج شائعات حول وجود مؤامرة لتجويعهم.

ردا على على ذلك، أطلق الجنود الفرنسيون النار وهاجموا مثيري الشغب ما أوقع قتلى.

واستمرت موجة البرد والمجاعة حتى شتاء 1710، وأدت لوفاة ما لا يقل عن 600 ألف شخص أي ما يعادل أكثر من 2.5% من سكان فرنسا حينها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى