أخبار عاجلة
إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري -

هكذا خطط هتلر لتدمير نيويورك بالصواريخ.. وفشل

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، أولى القائد النازي أدولف هتلر جانباً هاماً من الاهتمام لبرامج الأسلحة الخارقة، مهدراً بذلك نسبة لا يستهان بها من موارد وطاقات بلاده لابتكار أسلحة قيل عنها إنها كانت سابقة لعصرها. وإضافةً لعدد من البرامج الفاشلة كالطائرة "هورتن هو 229" والدبابة العملاقة "رات" التي قيل إن وزنها بالتصاميم بلغ 1000 طن وقاذفة القنابل شبه المدارية "سيلبرفوغل"، تمكّن الألمان من تحقيق نجاحات فريدة من نوعها في خضم برنامجهم للتسليح، فتمكنوا من إنتاج القنبلة الموجهة "فريتز أكس" والقنبلة الطائرة "في. 1" (V-1) والصاروخ "في. 2" (V-2) المصنّف كأول صاروخ باليستي عرفه التاريخ.

صورة لصاروخ في 2 الألماني صورة لصاروخ في 2 الألماني

وأواخر الحرب، أمطر الألمان العاصمة البريطانية بالعديد من قنابل "في. 1" وصواريخ "في. 2"، متسببين في مقتل آلاف اللندنيين. ومع تزايد عمليات قصف الطائرات الأميركية للمدن الألمانية وتسببها في خسائر جسيمة، وافق أدولف هتلر على فكرة استهداف مدن أميركية كنيويورك وواشنطن بقذائف وصواريخ شبيهة بتلك التي كانت تطلق على لندن آملاً بتحطيم الروح المعنوية للأميركيين. لكن مدى صواريخ "في. 2" كان لا يتعدى 300 كلم، وهو ما جعل إطلاقها من أوروبا نحو القارة الأميركية أمراً مستحيلاً ولهذا السبب اتجه الخبراء الألمان للبحث عن طريقة أخرى لبلوغ الولايات المتحدة.

مطلع الأربعينيات، جاء الأخوان الألمانيان فريدريش شتاينهوف (Friedrich Steinhoff)، الذي كان قائد غواصة، وشقيقه إريش شتاينهوف (Erich Steinhoff)، الذي عمل على برنامج الصواريخ السري الألماني، بفكرة استخدام الغواصات كمنصات لإطلاق الصواريخ، حيث كان سيتم تحميل هذا النوع من الأسلحة على متن الغواصات التي ستقترب كفاية من الأراضي الأميركية لجعلها في مرمى الصواريخ الألمانية.

صورة لأجزاء الصاروخ الألماني في 2 صورة لأجزاء الصاروخ الألماني في 2

سنة 1942، أجرى الألمان تجربة لإطلاق قذائف وصواريخ صغيرة لم يتجاوز طولها 30 سنتيمتراً اعتماداً على قاذفة صواريخ ثبّتت على سطح إحدى الغواصات. وعلى الرغم من نجاح التجربة، أوقفت البحرية الألمانية البرنامج قبل أن تعود إليه سنة 1943 مع تقدم الأبحاث حول القنابل الطائرة "في. 1"، لكن غياب التنسيق بين البحرية الألمانية التي كانت تُعرف بـ"كريغسمارين" (Kriegsmarine) وسلاح الجو الألماني المعروف بـ"لوفتفافه" (Luftwaffe) والذي هيمن على مشروع القنبلة "في. 1"، ألغى البرنامج ثانية.

صورة للقنبلة الطائرة في 1 صورة للقنبلة الطائرة في 1

مع استمرار استهداف المدن الألمانية من قبل الطائرات الأميركية، فكّرت القيادة العسكرية الألمانية بشكل جدي في قصف المدن الأميركية بشكل مماثل للندن. وما بين عامي 1943 و1944، اتّجه الألمان للجمع بين قدرات الغواصات الألمانية وصواريخ "في. 2" لشن هجمات بالجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

رسم تخيلي لكيفية استهداف نيويورك عن طريق صواريخ في 2 التي ستنقلها الغواصات الألمانية رسم تخيلي لكيفية استهداف نيويورك عن طريق صواريخ في 2 التي ستنقلها الغواصات الألمانية

إلى ذلك، كان من المستحيل على الألمان شحن صواريخ "في. 2" ذات الوزن والحجم الهائل بالغواصات، ولهذا السبب اتجه المهندسون الألمان لابتكار حاويات صواريخ حملت اسم "بروفستاند 12" (Prufstand XII) وضع بداخل كل واحدة منها صاروخ "في. 2" لتُنقل بذلك هذه الحاوية تحت الماء من قبل الغواصات الألمانية من نوع "يوبوت 21" (XXI U-boat) نحو الجانب الآخر من المحيط الأطلسي وتُطلق باتجاه المدن الأميركية، تزامناً مع اقتراب الغواصات من أراضي الولايات المتحدة.

رسم تخيلي لحاوية الصواريخ الألمانية ويظهر صاروخ في 2 بداخلها رسم تخيلي لحاوية الصواريخ الألمانية ويظهر صاروخ في 2 بداخلها

سنة 1945، طالبت القيادة العسكرية الألمانية بالحصول على 3 حاويات صواريخ "بروفستاند 12"، حيث كان من المقرر أن تنقلها الغواصات إلى قبالة نيويورك وتسندها هناك لمنحها وضعاً لإطلاق صواريخ "في. 2" التي كانت بداخلها والتي حملت بدورها ما يعادل طناً من المواد المتفجرة. ومع حصولها على معلومات حول هذه الخطة، شنت الولايات المتحدة الأميركية ما بين شهري نيسان/أبريل وأيار/مايو 1945، أي قبل فترة وجيزة عن موعد استسلام ألمانيا للحاويات، عملية بالمحيط الأطلسي دمّرت على إثرها 5 غواصات ألمانية. وعند استجواب عدد من الأسرى الألمان، نفى هؤلاء علمهم بوجود خطة المانية لقصف نيويورك بالصواريخ.

لوحة تجسد غواصة ألمانية بالحرب العالمية الثانية لوحة تجسد غواصة ألمانية بالحرب العالمية الثانية
رسم تخيلي لإحدى الغواصات الألمانية رسم تخيلي لإحدى الغواصات الألمانية

إلى ذلك، ساهم الألمان في خضم الحرب العالمية الثانية في ظهور فكرة تزويد الغواصات بالصواريخ الباليستية. وعقب الحرب، عمل كل من السوفيت والأميركيين على تطوير هذه الفكرة بهدف تحميل ونقل صواريخ حاملة لرؤوس نووية نحو أي مكان بالعالم.

من جهة ثانية، عرف صاحبا فكرة استخدام الغواصات لقصف المدن نهاية مختلفة. فبينما فارق فريدريش شتاينهوف الحياة بأحد سجون بوسطن سنة 1945، نقل شقيقه إريش شتاينهوف برفقة العديد من العلماء الألمان نحو الولايات المتحدة ضمن عملية "مشبك الورق" للعمل على برنامج الصواريخ الأميركي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى