أخبار عاجلة

هكذا قتلت رسالة العديد من الإيطاليين بالقرن 17

خلال القرن السابع عشر، عاشت مدينة ميلانو الإيطالية على وقع حادثة غريبة، أسفرت عن ظهور حالة من الذعر بين الأهالي وانتهت بمقتل العشرات بأبشع الطرق، لتصنف بناءً على ذلك كواحدة من أغرب موجات الهستيريا التي عرفها التاريخ.

سنة 1629 راسل ملك إسبانيا فيليب الرابع (Philip IV) حاكم مدينة ميلانو الإيطالية ليخبره عن فرار أربعة سجناء من السجون الإسبانية. وفي رسالته، حذر الملك الإسباني أهالي مدينة ميلانو من خطر وشيك يحدق بهم، مؤكداً أن الفارين الأربعة مصابون باضطرابات نفسية ولديهم القدرة على صنع سموم فتاكة، وأنهم في طريقهم إلى مدينة ميلانو لنشر الطاعون بها.

ملك إسبانيا فيليب الرابع

في بادئ الأمر لم يعر أهالي ميلانو أي اهتمام لهذه الرسالة. لكن مع بداية ظهور أولى حالات إصابة بالطاعون، عاشت المدينة على وقع حالة من الذعر، فطيلة الأشهر التالية راقب الأهالي كل غريب يحل بمدينتهم. ومع حلول منتصف شهر أيار/مايو سنة 1630 اتخذت الأحداث مجرى خطيرا عقب إعلان بعض الأهالي عن مشاهدتهم لعدد من الغرباء وهم بصدد وضع أوعية تحتوي على سموم داخل الكنيسة، وعلى الفور تحولت فرقة صحية مختصة نحو الكنيسة للتأكد من حقيقة الأمر، والذي تبين لاحقا أنه لم يكن سوى إنذار كاذب.

خريطة إيطاليا خلال القرن السادس عشر

وعقب مضي يوم واحد على هذه الحادثة، استيقظ سكان ميلانو ليجدوا علامات غريبة على أبواب عدد من المنازل. أثارت هذه العلامات القلق والذعر مرة ثانية في نفوس الجميع. وعقب ذلك، بدأت الفرقة الصحية المختصة تحقيقاً جديداً. وبعد تأمل هذه العلامة والتدقيق فيها، أعلِن أنها رسمت من قبل شخص سعى لإحداث الفوضى عن طريق تحديد منازل عدد من المصابين بالطاعون.

رسم تخيلي لعملية نقل جثث ضحايا الطاعون بالعصور الوسطى

تسببت هذه الأحداث المتتالية في تزايد خوف أهالي مدينة ميلانو، ووجَّه البعض أصابع الاتهام إلى عدد من الأجانب الفرنسيين المقيمين بميلانو متهمين إياهم بالسعي لخلق حالة من الفوضى.

خلال الأيام القليلة التالية، اتخذت الأحداث منحى رهيبا، حيث أعلنت بعض نساء مدينة ميلانو عن مشاهدتهن رجلا عجوزا وهو بصدد ضرب أحد المقاعد داخل الكنيسة مستخدما عصاه، وعلى إثر ذلك هاجمت النساء هذا الرجل بعد اتهامه بوضع بعض السموم على المقاعد ونشر الطاعون. على الفور أقدمت النساء الغاضبات على سحل هذا الرجل العجوز في أرجاء المدينة بعد إشباعه ضربا، مما أدى لوفاته ليصبح هذا المسن أول ضحية لهستيريا مدينة ميلانو سنة 1630.

رسم تخيلي لعدد من ضحايا الطاعون بالعصور الوسطى

خلال الأيام التالية، أقدم أهالي ميلانو على مهاجمة صيدلي المدينة بعد اتهامه بصنع السموم لنشر #الطاعون و"التعامل مع الشيطان"، حسب اعتقادهم، حيث تزايدت الشكوك حول هذا الرجل بعد أن عثر على أعشاب فريدة من نوعها بحوزته.

مكث الصيدلي أياما عديدة داخل السجن، عذّب خلالها أشد عذاب حيث اقتلعت أظافره وأحرقت أجزاء من جسمه. وعقب هذا الكم الهائل من العذاب، اعترف الصيدلي بكل ما نسب إليه قبل أن يقدم لاحقا على تسمية عدد من أهالي المدينة متهما إياهم بمساعدته لتشهد ميلانو. بناءً على هذه الاعترافات، شنت السلطات حملةً أمنيةً أسفرت عن اعتقال عشرات الأبرياء ممن وجدوا أنفسهم لاحقا على منصات الإعدام.

وخلال الأشهر الأخيرة لعام 1630، بلغت حالة الهستيريا أوجها حيث لم يتردد العديد من سكان #ميلانو في تسليم أنفسهم للسلطات وتقديم اعترافات حول مساهمتهم في نشر الطاعون ليلقوا بذلك مصيرهم المحتوم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى