أخبار عاجلة
بو عاصي يدين عملية الطعن في التحويطة -

هل تعرف معني "الاستعذاب الفطري للموسيقى لدى كل إنسان"؟

هل تعرف معني "الاستعذاب الفطري للموسيقى لدى كل إنسان"؟
هل تعرف معني "الاستعذاب الفطري للموسيقى لدى كل إنسان"؟

ينقسم كتاب "الموسيقى والميتافيزيقا" للباحث العراقي علي الشوك، إلى أربعة عشر فصلاً لا يحمل أي منها عنواناً، لأنها كلها تعالج فكرة واحدة ترتبط بما سمَّاه المؤلِّف: "الاستعذاب الفطري للموسيقى لدى كل إنسان"، ويقصد به ميل الطبيعة الإنسانية إلى سماع الموسيقى والتأثر بها. وعلى الرغم من أن الكتاب يُعدُّ سرداً ذاتياً عن علاقة كاتبه بالموسيقى، فقد يمكن التعامل معه أيضاً بوصفه بحثاً طويلاً عن الآلات والمقامات الموسيقية وصُنّاعها، وهو ما أكده وصف الكتاب المدوَّن على غلافه، فهو ليس سيرة ذاتية أو مقالات إنما هو "دراسة".

يشرح الكتاب طبيعة العلاقة بين "الموسيقى والميتافيزيقا"، وكيف يمكن أن تصير الموسيقى لمحبيها مثل العالم المثالي لأنها تنقلهم إلى عالم بديل يحقق لهم راحتهم المنشودة. وعن هذا يطرح المؤلِّف سؤاله الأساسي: "ما هو موقع الموسيقى في حياة البشر؟ وما هو موقعها بين الفنون الأخرى؟" ويجيب: "للوهلة الأولى يبدو أن للموسيقى سحراً خاصاً قد يختلف عن سحر أي من الفنون الأخرى"، ويشير في هذا الصدد إلى "العامل التخديري في الموسيقى" ومفعوله على جموع المستمعين.

ويتوقف علي الشوك في كتابه عند جملة أشياء ترتبط بأشكال التأليف الموسيقي، ويبحث في بدايات هذا التأليف، مثل المتتالية، التي تدعى بالعربية "النوبة"، وقد ظهرت إلى الوجود في العصر العباسي عندما كان المغنون والعازفون الذين يحضرون في ساعات معينة في أيام معينة يؤدون أدوارهم، كلٌّ حسب نوبته.

وعلى هذا النهج في التأصيل والمقارنة يعالج المؤلِّف أشكالاً موسيقية أخرى مثل السوناتا والكونشرتو والسيمفونية. ويبحث كذلك في فلسفة الآلات الموسيقية وعملها التي تتماشى كما يقول مع سحرها الحسي وما فوق الحسي. وهكذا يتعرَّف القارئ في سياق الكتاب على تفاصيل خاصة بتاريخ آلة العود، وهل هي آلة عربية أو شرقية أم لها أصول أو "هوية" أخرى، ويفهم كذلك تقنية عمل آلة البيانو التي يعدُّها المؤلِّف "أكبر إنجاز ثوري في تاريخ الموسيقى"، ويقارنها بآلة الكمان التي يعدُّها حسية، ويكتب عن ذلك: "أنا أشعر عندما أستمع إلى الكمان أنني هنا دائماً. أما عندما أستمع إلى البيانو فإنني أشعر أنني هناك".

**حقوق النشر محفوظة لمجلة القافلة، أرامكو السعودية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى