أخبار عاجلة
الحل بعودة النازحين -
انقلاب سيارة على طريق المنصورية -

شك قتل آلاف الأميركيين بآخر ساعات الحرب الكبرى

في حدود الساعة الحادية عشرة من صباح يوم 11 نوفمبر 1918، سكتت أصوات المدافع على الجبهة الغربية معلنة نهاية الحرب العالمية الأولى، التي اندلعت عقب حادثة سراييفو، بعد أكثر من 4 سنوات من القتال، حيث سقط خلالها نحو 40 مليون شخص بين قتيل وجريح.

جاءت نهاية هذا النزاع العالمي عقب توقيع هدنة بين الحلفاء والإمبراطورية الألمانية، لتقع بذلك الأخيرة تحت رحمة الدول المنتصرة، وترضخ لشروطهم القاسية التي تجسّدت أساسا من خلال معاهدة فرساي.

لوحة تجسد حادثة سراييفو والتي اغتيل خلالها ولي عهد النمسا فرانز فرديناند لوحة تجسد حادثة سراييفو والتي اغتيل خلالها ولي عهد النمسا فرانز فرديناند

في الأثناء، وافقت البعثة الألمانية التي تزعمها ماتياس أرزبرغر (Matthias Erzberger) على بنود الهدنة عقب تلقيها أوامر من كبار المسؤولين الألمان بقبول أية شروط يحددها الحلفاء لإنهاء القتال. ووقعت الهدنة بشكل رسمي في حدود الساعة الخامسة صباحا يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918 قبل أن تدخل حيّز التنفيذ بشكل رسمي في تمام الساعة الحادية عشرة من نفس ذلك اليوم.

لوحة تجسد الجنرال بيرشنغ عند نزوله بفرنسا لوحة تجسد الجنرال بيرشنغ عند نزوله بفرنسا

وبفضل تقدم وسائل الاتصالات حينها، انتشر خبر نهاية الحرب العالمية الأولى بعد أقل من ساعة عن توقيعها نحو مختلف العواصم، لتشهد بذلك العديد من كبرى المدن احتفالات وفرحة غابت عنها منذ أكثر من 4 سنوات.

ففي لندن قرعت أجراس ساعة بيغ بن بعد غياب استمر سنوات، وفي نفس الوقت أضيئت شوارع باريس كما تهافت الناس على الشوارع للاحتفال بنهاية النزاع الذي أنهك بلدانهم واستنزف طاقاتهم.

حرب على الجبهة الغربية لم تنته

وبينما احتفل أهالي هذه المدن، تواصلت عمليات القتال بشكل عادي على الجبهة الغربية لحدود الساعة الحادية عشرة صباحا. فحتى بداية سريان مفعول الهدنة، سقط ما لا يقل عن 10 آلاف ضحية على الجبهة الغربية، كان ضمنهم نحو 3 آلاف جندي أميركي، حيث كانت الخسائر الأميركية حينها مرتفعة مقارنة ببقية الأطراف المتحاربة بسبب تهور الجنرال جون بيرشنغ (John J. Pershing) الذي فضّل شن هجوم خلال الساعات الأخيرة للحرب.

صورة للجنرال بيرشنغ وهو يمنح الأوسمة للجنود سنة 1919 صورة للجنرال بيرشنغ وهو يمنح الأوسمة للجنود سنة 1919

أثناء تلك الفترة، طالب الجنرال بيرشنغ بتلقين الدول المنهزمة درسا قاسيا، واعتبر بنود الهدنة مذّلة للحلفاء وتضحياتهم، وناعمة بالنسبة للألمان فساند على الفور فكرة شنّ هجوم أخير وقاس ضد القوات الألمانية لتكبيدها خسائر جسيمة على الرغم من درايته المطلقة بعملية توقيع الهدنة وقرب نهاية النزاع العالمي الذي أنهك البشرية على مدار 4 سنوات.

وبسبب ذلك، واصل الجنرال الأميركي إرسال جنوده بالآلاف لمهاجمة الخنادق والمدن القابعة تحت السيطرة الألمانية.

صورة للمبعوث الألماني للمفاوضات ماتياس أرزبرغر صورة للمبعوث الألماني للمفاوضات ماتياس أرزبرغر
شكوك بيرشنغ

خلال الليلة الفاصلة بين يومي 10 و11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، سقط 1100 جندي أميركي بين قتيل وجريح أثناء محاولتهم اجتياز نهر الميز (Meuse) وبينما كانوا ينتظرون بدء سريان الهدنة تمكّنت قوات الجنرال بيرشنغ من عبور النهر دون أن تتكبد أية خسائر بشرية تذكر.

صورة للجنرال الأميركي بيرشنغ صورة للجنرال الأميركي بيرشنغ

كما هاجمت القوات الأميركية التابعة لكتيبة المشاة 89 قرية ستيناي (Stenay) الفرنسية الواقعة قرب الحدود البلجيكية بهدف انتزاعها من الألمان، فتمكنت من تحقيق ذلك عقب معارك ضارية استمرت ساعات، وانتهت بمقتل 300 جندي أميركي.

في نفس الفترة، فقد الفيلق الخامس الأميركي ما يقارب ألفا من جنوده بين قتيل وجريح بسبب هذه العمليات العسكرية التي أمر بها الجنرال بيرشنغ بالساعات الأخيرة التي سبقت الهدنة. وأثناء اليوم الأخير من الحرب، قتل وأصيب ما لا يقل عن 3 آلاف جندي أميركي "مجاناً"، حيث كانت الحرب حينها محسومة لصالح الحلفاء.

جنود أميركيون داخل الخنادق بفرنسا جنود أميركيون داخل الخنادق بفرنسا

خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1919، مثل الجنرال بيرشنغ أمام لجنة أميركية للإدلاء بشهادته حول أحداث اليوم الأخير من الحرب وقد دافع عما حصل حينها، مؤكدا أنه شكك برفقة العديد من المسؤولين العسكريين الآخرين في نوايا الألمان وإمكانية استغلالهم للهدنة لكسب الوقت ونقل مزيد من الإمدادات نحو الجبهة من أجل شن هجمات أخرى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى