أخبار عاجلة
لا مهرجانات هذا العام في بيت الدين! -
الجميل: هناك قرار سياسي بخطف لبنان وسيادته -
ريفي: الأزمات لا تُحل إلا بمنطق الدولة -
حادث سير مروّع على طريق درعون -

يوم أصبحت "مهرة" رقيباً بالجيش وتحولت لبطلة في أميركا

على مر التاريخ، دوّنت العديد من الحيوانات أسماءها بأحرف من ذهب بفضل أعمال بطولية قامت بها أثناء فترات الحروب. وإضافة للدب البولندي فويتك (Wojtek) وبطل الحرب العالمية الأولى الكندي الماعز بيل (Bill) والكلب البريطاني ستوبي (Stubby) والحمامة شير آمي (Cher Ami) التي أنقذت حياة مئات الجنود الأميركيين بالحرب العالمية الأولى، برزت خلال الحرب الكورية شخصية أنثى الحصان ريكلس (Reckless) حيث قادت الأخيرة عملية بطولية كسبت على إثرها شهرة كبيرة.

وقد حلّت أنثى الحصان المنغولي ريكلس بالجيش الأميركي خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1952 عقب شرائها مقابل 250 دولارا من قبل الملازم إريك بادرسون (Eric Pedersen ) من عند مسؤول بأحد إسطبلات عاصمة كوريا الجنوبية سيول اضطر لبيعها بسبب أدائها الضعيف بالسباقات وحاجته الماسة للمال من أجل شراء رجل اصطناعية لشقيقته.

نصب تذكاري لأنثى الحصان ريكلس
صورة لريكلس قبيل نقلها نحو القاعدة العسكرية بكاليفورنيا

والتحقت ريكلس بفرقة المدفعية المضادة للدبابات التابعة لفوج المارينز الخامس المنضوي تحت أوامر فيلق المارينز الأميركي الأول فدرّبت على نقل العتاد العسكري على ظهرها لمسافات طويلة وبرعت في ذلك لتكسب لاحقا مكانة هامة لدى رفاقها بالفرقة العسكرية. في الأثناء، سمح لريكلس بالتنقل بكل حرية بالمعسكر والنوم داخل الخيام أثناء الليالي الباردة، كما اتجهت لمقاسمة الجنود طعامهم فأكلت كل ما قدّم لها كالبيض المسلوق ورقائق البطاطس وشربت كميات من الكوكاكولا والمشروبات الكحولية.

شاركت ريكلس في العديد من المعارك بالحرب الكورية فنقلت المؤن والعتاد العسكري لزملائها ولعبت دورا هاما في إنقاذ حياة العديد من الجنود المصابين عن طريق إجلائهم من ساحات المعارك، كما نجحت في حفظ طرق ومسالك الإمدادات فأصبحت بذلك قادرة على التنقل بمفردها أثناء نقلها للمؤن دون الحاجة لمرافق.

صورة لريكلس في خضم أحد الاستعراضات العسكرية
صورة لأنثى الحصان ريكلس خلال نقلها للمعدات العسكرية
صورة لريكلس رفقة أحد الجنود المسؤولين على تدريبها

وعرفت أنثى الحصان ريكلس أهم لحظات خدمتها العسكرية، التي استمرت تسعة أشهر، خلال المعركة من أجل النقطة الأمامية فيجاس (Vegas) أواخر شهر آذار/مارس 1953 والتي قاتلت في خضمها القوات الأميركية الجنود الصينيين. فخلال يوم واحد من هذه المعركة، قامت ريكلس بنحو 51 رحلة فردية لتزويد الخطوط الأمامية بالمعدات العسكرية معرضة بذلك حياتها للخطر فتنقلت بين حقول الأرز واجتازت المنحدرات لتنقل لرفاقها ما يقدر بنحو 9000 رطل من العتاد العسكري وأصيبت مرتين برصاص الصينيين.

بفضل تضحيتها، حصلت ريكلس سنة 1953 على رتبة عريف ونالت بعدها بسنة واحدة، بعد نهاية الحرب، ترقية لتصبح يوم 10 نيسان/أبريل 1954 رقيبا بالجيش الأميركي كما وشّحت خلال الفترة التالية بالعديد من الميداليات والأوسمة. وخلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 1954، عبرت هذه البطلة المحيط الهادئ لتستقر بمعسكر بندلتون (Camp Pendleton) بكاليفورنيا أين أقبل عدد كبير من الصحافيين لمتابعة أخبارها وتصويرها.

صورة للكلب ستوبي
صورة للدب فويتك رفقة زملائه بالفرقة العسكرية
صورة للحمامة المحنطة شير آمي

توفيت ريكلس يوم 13 أيار/مايو 1968 فعاودت قصص بطولاتها في خضم الحرب الكورية الظهور مجددا حيث لقي خبر وفاتها تغطية إعلامية هامة بالولايات المتحدة الأميركية وغزت صورها صفحات أهم المجلات والصحف. كما حصلت الأخيرة على جنازة عسكرية ووضعت لها لوحة تكريمية بمعسكر بندلتون وشيّد على شرفها خلال السنوات الماضية نصب تذكارية عدّة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى