أخبار عاجلة
حادث سير مروّع على طريق درعون -

يوم استمع ترمب لشرح من الملك سلمان عن القهوة وفنجانها

للقهوة يوم عالمي بدأ منذ 4 أعوام، احتفلت به بعض الدول أمس في 29 سبتمبر، وتحييه غيرها غداً بأول أكتوبر، فيما تنفرد الأكثر زراعة وإنتاجاً وتصديراً للبن في العالم، وهي البرازيل، بإحيائه في 24 مايو كل عام. إلا أن شعوب الأرض مجمعة تقريباً، بأن جرعة من المشروب الذي استمدت اسمه بمعظم لغاتها من "قهوة" العربية، تكفي ليشعر مرتشفها بتيقظ سريع، مرفق بانتعاش رومانسي الطابع، يسببه للإنسان ثالث سائل يستهلكه بعد الماء والشاي.

أما صاحب القهوة الدائم، أي الفنجان، فله تقاليده لدى العرب، وقام الملك سلمان بن عبد العزيز بشرح أهمها لضيف شهير زار السعودية ليومين قبل عامين، فأخبر الرئيس الذي يمكنه هز العالم بتصريح صغير، عن كيفية التعامل مع الفنجان حين ينتهي من ارتشاف ما فيه، ومنه سبب هز العربي للفنجان، وهو ما نجد تفاصيله في فيديو إخباري من "العربية" معروض أدناه ليوم وصل دونالد ترمب في 20 مايو 2017 إلى مطار الملك خالد في العاصمة الرياض، فاستقبله العاهل السعودي في استراحة تناول فيها فنجان قهوة قدموه له، وملخص الشرح الملكي كان مما قل ودل: هز الضيف للفنجان يعني أنه انتهى منه ولا يرغب بآخر.


من أين جاء تقليد الهز، وما القهوة، وما المثير في مشروب يستهلك منه العالم 600 مليار سنوياً، أي أكثر من مليار و640 مليوناً من الفناجين كل يوم، بحسب ما تؤكده أفضل المعاهد العلمية المتخصصة بالبن والقهوة في العالم، وهي بالبرازيل التي حمل إليها مهاجرون فرنسيون أول نبتة، غرسها في 1727 أحدهم اسمه Francisco de Melo Palheta في ولاية "بارا" المجاورة بأقصى الشمال البرازيلي لفنزويلا، ثم أصبحت الأكثر استهلاكاً للبن بين الدول، وأكثرها زراعة له وإنتاجاً منه وتصديراً، ففيها حالياً أكثر من 310 آلاف مزرعة، مساحتها تزيد عن 27 ألف كيلومتر مربع، مكتظة بحوالي 100 مليون شجرة، تنتج مليونين و700 ألف طن متري كمعدل سنوياً، أي تقريباً 34% من بن العالم، تليها فيتنام وكولومبيا.

أما هز الفنجال، أو "الفنجان" شعبياً، فتقليد معروف لسكان دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى اليمن وبعض أنحاء العراق بشكل خاص، ولسببه روايات كثيرة، لا أحد لديه ما يؤكد أياً منها سوى أنها من التواتر، مع ميل إلى أن الأكثر ترجيحاً بينها، وفق ما تستنتجه "العربية.نت" مما طالعته في الإنترنت متفرقاً، هي عادة قديمة عن استخدام المضيف لشخص أصم وأبكم ليقدم القهوة لضيوفه "كي لا يسمع ما يدور في المجالس من حديث وينقله للآخرين" لذلك كان الهز حركة للأصم بأن الضيف اكتفى بما ارتشفه من أول فنجان. كما هناك رواية، ملخصها أن الضيف الذي لا يجد من اللياقة أن يقول: "لا أرغب بفنجان آخر" لمستضيفه، أو لمن يقدم إليه القهوة نيابة عن المستضيف، يستعيض عن العبارة المحرجة بهز الفنجان كعلامة عن عدم رغبته بآخر.

هل للكلمة أصل فارسي؟

وللقهوة التي جاء اسمها من فعل "قها" الدال على فعل الإقلال من الشهية، جذور قديمة في التاريخ، تجمع معظم الدراسات بشأنها أن جماعة معروفة باسم Oromo في إثيوبيا، ومعناه القوة بلغتها المحلية، هي من اكتشف أحد أفرادها الأثر المنعش للبن قبل 500 عام، وكان راعياً لقطيع من الغنم، لاحظ أن عنز قطيعه يقفز بنشاط ويتسلق الصخور بسرعة أكبر كلما اقتات من حبوب الشجيرات، وحين أكل هو منها ليعرف السبب، شعر أيضاً بحيوية وانتعاش سريعين، وهي رواية خالية من دليل. مع ذلك تعتمدها مراكز الدراسات عن البن في البرازيل، الدولة التي يعمل في حقل البن فيها أكثر من 3 ملايين و700 ألف، يمتهنون كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالحبوب، بدءاً من غرس النبتة لتعطي الثمار بعد 5 سنوات، وانتهاء بالإنتاج والتصدير.


إلا أن أكثر من دليل متوافر لدى المعاهد الباحثة في شأن البن وما ينتج عنه من سائل بعد تحميصه وطحنه وغليه، يشير إلى أن أصل القهوة وارتشافها كمشروب ساخن، ظهر في منتصف القرن 15 باليمن، ومنه انطلقت سفن تجارة وتصدير البن إلى أوروبا وبقية العالم الذي عرف كلمة Coffee المنتشرة إنجليزياً فيه مع café الفرنسية، من تعرفه إلى كلمة Kahve التركية زمن العثمانيين الذين استمدوها بدورهم من "قهوة" العربية. أما عن "فنجان" التي تحولت إلى "فنجال" بالفصحى، فقرأت "العربية.نت" بسيرة هذا الوعاء الصغير، والمصنوع إجمالا من السيراميك، ما ذكره موقع "منتديات أهل السنة في العراق" ولكن من دون مصدر، وهو أن الكلمة أصلها Pangan بالفارسية القديمة، وهذه أيضاً بلا دليل.

وقبل أن يبصر "اليوم العالمي للقهوة" النور، بحيث بدأ إحياؤه في أول أكتوبر 2015 بقرار من "المنظمة العالمية للقهوة" التي تأسست في 1963 بلندن، غازل الشاعر الفللسطيني محمود درويش، الراحل في 2008 بعمر 67 سنة، هذا المشروب الدافئ، وعبّر بأبيات دافئة منه أيضاً عن ارتباطه الوثيق به، وقال: "القهوة لا تُشرب على عجل.. القهوة أخت الوقت تُحْتَسى على مهل. القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات" جاعلاً من القهوة صديقة وحبيبة، تثير الرغبة في الدردشات بين مرتشفيها، فتتوالد معها الذكريات، وكم يحن الواحد منا لفنجان قهوة صنعتها له والدته بيديها في يوم لا ينساه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى