أخبار عاجلة
انقلاب سيارة على طريق المنصورية -

لماذا أمر هتلر بخطف 400 ألف طفل بالقرن الماضي؟

مع بداية اجتياحهم الأراضي البولندية مطلع شهر أيلول/سبتمبر 1939، تفاجأ الجنود الألمان بتواجد عدد كبير من الأطفال البولنديين الذين تميّزوا بشعرهم الأصفر وعيونهم الزرقاء حيث تشابهت هذه الخاصيات بشكل واضح مع خاصيات "العرق الآري" الألماني الذي لطالما روّج له النازيون سابقا.

وأمام هذا الوضع، تساءل كثيرون حينها عن جدوى وحقيقة التصنيف العرقي العنصري الذي وضعه النازيون والذي صنّف البولنديين ضمن قائمة الأعراق الدنيئة التي يجب أن تستعبد لخدمة الألمان. ولتدارك الأمر، روّج أفراد الحزب النازي معلومات تحدّثوا من خلالها عن الأصول الألمانية لهؤلاء الأطفال، من أصحاب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء، الموجودين بالدول التي احتلوها ليشرّعوا لأنفسهم بذلك عملية خطف هؤلاء الأطفال ونقلهم لألمانيا.

صورة لأدولف هتلر وهو يصافح قائد قوات الأس أس هنريش هملر

وخلال شهر تشرين الأول/أكتوبر 1939، عيّن أدولف هتلر قائد فرق الأس أس (Schutzstaffel) هنريش هملر (Heinrich Himmler) على رأس مفوضية الرايخ لوحدة الأمة الألمانية، وقد أوكلت للأخير حينها مهمة توطين الشعب الألماني بالأراضي التي احتلت حديثا من قبل الجيش الألماني. ومع حلول شهر شباط/فبراير 1942، أمر أولريش غريفيلت (Ulrich Greifelt)، المسؤول بمفوضية الرايخ لوحدة الأمة الألمانية، بناء على أوامر من هملر ببدء عملية تحديد الأطفال البولنديين الحاملين لخاصيات العرق الآري وانتزاعهم من عائلاتهم بشتى السبل. وبينما اختطف البعض من المدارس والحدائق ودور اليتامى، خدع النازيون العديد من العائلات وسرقوا منهم أطفالهم عن طريق إيهامهم بوجود تهديد صحي وضرورة اصطحاب صغار السن بشكل مؤقت لمكان آمن للخضوع للفحوصات.

صورة ملونة لهنريش هملر

وعقب اختطافهم، يرسل الأطفال البولنديون نحو أماكن قرب مدينتي كاليش (Kalisz) ولودز (Lodz) للخضوع لجانب من الفحوصات الجسدية التي تضمنت لون العينين والشعر وطول الأنف ولون وسماكة الشفاه وحجم جمجمة الرأس، إضافة لنحو 60 خاصة أخرى. وقد هدفت هذه الفحوصات لتحديد مدى تطابق أوصاف الأطفال المختطفين مع خاصيات العرق الآري.

صورة لفتاة بولندية أعدمها النازيون بمعسكر أوشفيتز

وفي حال وصفهم بالآريين، يحصل الأطفال على أسماء ألمانية ووثائق ميلاد جديدة، فيرسل أولائك الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و6 سنوات نحو الحضانات في انتظار تبنيهم من قبل عائلات ألمانية بينما يرسل الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم الست سنوات نحو مدارس خصصت لتعليهم نمط حياة الألمان، بهدف طمس هويتهم البولندية. كما أجبروا على ارتداء ثياب زينت بشارة الصليب المعقوف النازي وحفظ أناشيد عسكرية ألمانية.

صورة لعدد من الأطفال داخل معسكر اعتقال نازي

وفي حال عدم تصنيفهم كآريين، يرسل هؤلاء الأطفال لمراكز العمل القسري والإبادة حيث يتحول العديد منهم لفئران تجارب بشرية.

بسبب صغر سنّهم، عانى هؤلاء الأطفال من ظروف نقلهم الصعبة على متن القطار، حيث فارق كثير منهم الحياة بسبب ذلك، فضلا عن ذلك خاطر عمّال السكك الحديدية البولنديون بحياتهم من أجل منحهم الطعام والماء خلسة طيلة فترة هذه الرحلات الشاقة.

صورة لأولف هتلر أثناء تحيته لقواته ببولندا

وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، خطف النازيون نحو 400 ألف طفل، من ضمنهم أكثر من 200 ألف طفل بولندي، من المناطق التي احتلوها. ومع نهاية النزاع العالمي، فقدت النسبة الكبرى من هؤلاء الأطفال عائلاتهم الحقيقية للأبد، فبينما واصل بعضهم حياته لدى العائلات التي تبنتهم اضطر البعض الآخر للبقاء بدور اليتامى أو العيش بالشوارع والتشرد.

رسالة تعود لعام 1943 أرسلت لعائلة ألمانية لدعوتها لتبني أحد الأطفال الآريين
صورة لأطفال بمعسكر أوشفيتز النازي
صورة فوتوغرافية لقائد فرق الأس أس هنريش هملر
صورة تجمع بين أدولف هتلر و هنريش هملر

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى