أخبار عاجلة

برشوة وكهنة.. تسبب رجل في حرب وغيّر نظام أثينا بأكمله

مع وفاة طاغية أثينا بيسيستراتوس (Peisistratos) عام 527 قبل الميلاد، اعتلى ابنه الأكبر هيبياس (Hippias) العرش ليدير بقبضة من حديد شؤون المدينة لفترة قاربت من 17 عاماً وانتهت بعزله بطريقة غريبة لعبت خلالها الرشوة والطقوس الدينية دوراً هاماً وساهمت في ظهور ديمقراطية أثينا.

ومع حصوله على مقاليد الحكم، عفا هيبياس عن عدد من العائلات المنفية خارج أثينا وسمح لأفرادها بالعودة. كما اتجه لكسب إعجاب شعبه عن طريق تشييد عدد من المباني الهامة، حيث أمر بترميم الجانب الغربي من ساحة أغورا التي صنّفت حينها كمركز تجاري واقتصادي وديني وإداري بالمدينة. ولجأ أيضاً لبناء معبد للإله زيوس (Zeus). وخلافاً لوالده بيسيستراتوس، أولى هيبياس اهتماماً كبيراً للآلهة أثينا (Athena Polias) آلهة الحرب والقوة والحكمة وحامية المدينة، فباشر بإعادة ترميم وإصلاح معبدها عند هضبة الأكروبوليس (Acropolis).

تمثال يجسد الإله زيوس لدى الإغريقيين
تمثال يجسد الآلهة أثينا
لوحة تجسد معبد أثينا
موضوع يهمك
?

عثروا في قبو بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي، على ما أعاد ذاكرة الفرنسيين إلى زمن بائس ومؤلم عاشه أجدادهم، وهو تمثال لهتلر الذي...
تمثال لهتلر عثروا عليه في قبو بمقر مجلس الشيوخ الفرنسي الأخيرة

عقب حادثة اغتيال شقيقه وشريكه بالحكم هيبارخوس (Hipparchus) على يد العشيقين هارموديوس (Harmodius) وأرستوجياتين (Aristogeiton)، تغيّرت سياسة هيبياس بشكل كامل حيث أصيب الأخير بجنون العظمة وأصبح يشك في نوايا كل المحيطين به، فلجأ بسبب ذلك لمعاقبة كل من تحوم بعضه الشكوك. تدريجياً، ارتفع عدد ضحايا الطاغية هيبياس حيث أعدم كثيرون ونفي عدد كبير من سكان أثينا خارجها، وقد أسفر ذلك عن تزايد الغضب الشعبي على سياسة هيبياس.

ومن ضمن الذين طردهم هيبياس، شخص يدعى كليسثنيس (Cleisthenes) لقبّه المؤرخون بـ"أب ديمقراطية أثينا". حال ترحيله من المدينة، اتجه هذا الأخير لتدبير مؤامرة بمساعدة عدد من رفاقه ومناصريه لإنهاء حكم الطاغية هيبياس، فخطط بادئ الأمر لغزو أثينا بجيش يتكون من المنفيين إلا أنه تراجع عن الفكرة بسبب إدراكه لمدى قوة جيش هيبياس المسلّح بشكل جيد.
وأمام هذا الوضع، لجأ كليسثنيس لمدينة أسبرطة (Sparta)، المنافسة الرئيسية لأثينا، صاحبة أقوى جيوش بلاد الإغريق والتي تميّز سكانها بشدة تديّنهم.

تمثال نصفي معاصر لكليسثنيس

وللحصول على دعم الأسبرطيين، اتجه المنفيون وعلى رأسهم كليسثنيس لتقديم رشوة لكهنة بيثيا (Pythia)، التي اعتبرت الوسيط الروحي وكاهنة الإله أبولو، بمعبد أبولو في دلفي. وعلى مدار قرون، قدّم هذا المعبد العديد من النبوءات للإغريقيين الذين قدّسوه واحترموا العاملين به ولجؤوا إليه لتفسير أحلامهم والتنبؤ بالمستقبل.

لوحة تجسد عددا من الزائرين لبيثيا بمعبد دلفي
صورة لموقع معبد أبولو بدلفي
لوحة تخيلية لبيثيا بدلفي
لوحة زيتية ليوجين ديلاكروا تجسد استشارة أحد الإغريقيين لبرثيا

بفضل رشوة كليسثنيس ورفاقه، حاد المعبد عن مهمته واتخذ دوراً سياسياً روّج من خلاله معلومات كاذبة، فكلما حلّ واحد من أهالي أسبرطة به قدّم له نفس الإجابة "حرّروا أثينا". وخلال الفترة التالية، لبّت أسبرطة نداء كهنة المعبد فهاجم ملكها كليومينس الأول (Cleomenes) في حدود عام 510 قبل الميلاد أثينا وطرد الطاغية هيبياس منها قبل أن ينسحب تاركاً زمام الأمور للقضاة والمشرّعين الأثينيين لتبدأ على إثر ذلك ديمقراطية أثينا في الظهور.

لوحة تجسد عددا من جنود أسبرطة عقب سحقهم للفرس
رسم تخيلي على جرّة يجسد عملية اغتيال هيبارخوس

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى