أخبار عاجلة
طريق القدس لا تمر بعكار -
“الحزب” يستهدف مواقع إسرائيلية -
أول تعليق ليبي على صور زنزانة هانيبال القذافي -

قائد خطفه جنوده فخسر حرباً وظهرت الصين!

مطلع ثلاثينيات القرن الماضي، كانت الأطماع التوسعية لليابان جلية للعالم أجمع، فعقب حادثة موكدين (Mukden) خلال شهر أيلول/سبتمبر 1931، اجتاح الجيش الياباني منطقة منشوريا الصينية ليضمها لممتلكاته، ويعلن قيام الدولة الدمية المعروفة بمانشوكو على أراضيها.

صورة للقائد القومي الصيني تشانغ كاي شيك

في عام 1932، اشتبك الصينيون مرات عديدة مع اليابانيين عند منطقة شنغهاي، لتعيش الصين مرة أخرى على وقع هاجس إمكانية قيام اليابان بحملة عسكرية توسعية ثانية ضدها.

صورة للمسؤول الشيوعي تشيان لاي

ومع تعاظم النزعة الاستعمارية اليابانية بالمنطقة، انهمكت الصين في حرب أهلية مزّقت البلاد، حيث خاضت قوات القائد القومي تشانغ كاي شيك (Chiang Kai-shek) حربا شرسة ضد الشيوعيين، وقد سهّلت هذه الحرب الأهلية الصينية مهمة اليابانيين الذين استغلوا الفرصة ليتدخلوا دون أن يواجهوا مقاومة كبيرة.

صورة للقائد الشيوعي ماو تسي تونغ مؤسس جمهورية الصين الشعبية

في الأثناء، كرّس القائد القومي تشانغ كاي شيك كل جهوده للقضاء على الشيوعيين، مفضلا إرسال المزيد من القوات لمواجهتهم متجاهلا بذلك التواجد الياباني بالصين.

صورة للجنرال الصيني القومي تشانغ زوليانغ

بحسب عدد من محللي تلك الفترة، وجّه تشانغ كاي شيك اهتمامه للشيوعيين بسبب إدراكه مدى خطورة التقدم التكنولوجي العسكري الياباني، وعدم قدرة جنوده على مواجهتهم، كما تخوف القائد القومي الصيني من إمكانية تحالف الشيوعيين مع اليابان أو استغلالهم لحرب موسعة ضد اليابانيين لكسب مزيد من الأراضي.

منتصف الثلاثينيات، أثار موقف تشانغ كاي شيك المؤيد للحرب ضد الشيوعيين وتجاهل التدخلات اليابانية غضب الكثير من الصينيين، حيث ارتفعت بالبلاد الأصوات المطالبة بوقف الحرب الأهلية وتوقيع هدنة والاتحاد لمواجهة أطماع اليابان التوسعية بالبلاد.

صورة لجنود يابانيين عقب التدخل بمنشوريا سنة 1931

تدريجياً، انتشرت هذه التوجهات بين أتباع الحزب القومي المعروف بالكومينتانغ (Kuomintang) وامتدت لتشمل المقربين من تشانغ كاي شيك.

وبينما وافق الشيوعيون بقيادة ماو تسي تونغ على تشكيل جبهة وطنية لمواجهة اليابان، رفض تشانغ كاي شيك، الذي كان متفوقاً بشكل كبير بالحرب الأهلية، مدّ يده للشيوعيين ليثير بذلك غضب عدد من كبار جنرالاته وعلى رأسهم تشانغ زوليانغ (Zhang Xueliang) قائد قوات شمال الصين ويانغ هوتشنغ (Yang Hucheng) قائد القوات المرابطة قرب منطقة تشيان (Xi'an) حيث نظّم الاثنان خطّة غريبة لإقناع تشانغ كاي شيك بإنهاء الانقسام الداخلي.

صورة لجنود يابانيين أثناء احتفالهم بالنصر في الصين

يوم 12 كانون الأول/ديسمبر 1936، حلّ تشانغ كاي شيك بمنطقة تشيان (Xi’an) لزيارة قواته وإعداد خطة جديدة لشن حملة عسكرية على الشيوعيين. وفور وصوله، اعتقل القائد القومي الصيني رفقة عدد من مساعديه من قبل قوات الجنرالين تشانغ ويانغ الذين طالباه بإنهاء الحرب الأهلية وبدء مفاوضات مع ماو تسي تونغ لإنشاء جبهة موحدة ضد اليابان.

وعقب اعتقاله من قبل قواته، اقتيد تشانغ كاي شيك نحو مكان مجهول حيث التحق به المسؤول الشيوعي تشيان لاي (Zhou Enlai) ليجبر بذلك القائد القومي على التفاوض مع الشيوعيين لوقف الحرب الأهلية. وبعد مضي نحو أسبوعين على حادثة خطفه، رضخ تشانغ كاي شيك لمطالب قواته لتظهر على إثر ذلك الجبهة الموحدة التي قاتلت ضد الوجود الياباني لحدود العام 1945.

صورة تجمع بين الجنرالين تشانغ زوليانغ ويانغ هوتشنغ

عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، تجددت بداية من سنة 1946 معارك الحرب الأهلية الصينية لتنتهي بعد بضعة سنوات بانتصار الشيوعيين وظهور جمهورية الصين الشعبية وفرار القوميين برفقة تشانغ كاي شيك نحو تايوان.

في الأثناء، نال الجنرالان يانغ هوتشنغ وتشانغ زوليانغ عقابا قاسيا فبينما أعدم الأول برفقة زوجته وأطفاله، فيما قضى الثاني نحو 50 عاما في السجن.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى