أخبار عاجلة

"لجام التوبيخ".. عقاب قديم أجبر المرأة على السكوت

خلال العصور الوسطى، شهد العالم ظهور العديد من وسائل التعذيب المرعبة التي لم يتردد المحققون في استخدامها لانتزاع الاعترافات من المتهمين. بالتالي، كان من العادي أن يتعرض كل من اتهم بالهرطقة، أو ممارسة السحر، أو التعامل مع الشيطان، أو التآمر والخيانة للتعذيب باستخدام آلات فريدة من نوعها كالمخلعة، وشوكة الهراطقة، ومقلاع الثدي، وكاسر الأصابع، وعجلة كاثرين، والإجاصة، والحمار الإسباني.

صورة لنوع من أنواع لجام التوبيخ

وبفترة غابت خلالها حقوق المرأة وتميزت بهيمنة الرجل على المجتمع، حظيت النساء بمكانة متدنية، حيث صنّفت على أنها أداة بيد الأب قبل أن تتحول بعد زواجها لأداة بيد زوجها.

مورست ضد المرأة العديد من أشكال العنف، واقتصر دورها الأساسي على الإنجاب ورعاية الأطفال.

لوحة تجسد عملية استخدام عجلة الكسر المعروفة بعجلة كاثرين

إلى ذلك، ظهرت خلال تلك الفترة العديد من الآلات الغريبة لتعذيب واضطهاد المرأة، فإضافة لما يعرف بالحزام، انتشر استخدام ما لقّبه كثيرون بلجام التوبيخ، أو لجام التأنيب والذي اعتبر أداة تعذيب قاسية استخدمت لإهانة فئة من النساء على يد المجتمع.

رسم تخيلي يجسد استخدام أحد الرجال للجام التوبيخ ضد زوجته

يرجح المؤرخون ظهور ما يعرف بلجام التوبيخ خلال العصور الوسطى، وقد كانت هذه الأداة عبارة عن كمّامة أو قفص حديدي صمم ليطابق شكله شكل رأس الإنسان، ويحتوي لجام التوبيخ على قطعة مصنوعة من الحديد عند مستوى الفم تستقر على لسان المذنب لتضغط عليه وتمنعه من الكلام.

صورة للجام توبيخ من القرن السابع عشر موجود حاليا بأحد متاحف بريطانيا

وما إن توضع أداة التعذيب هذه على رأس الإنسان ويغلق القفل الموجود بالخلف حتى تبدأ معاناته مع آلام بالرأس والفك وسيلان كثيف باللعاب، ويبقى على هذه الحالة لساعات أو بضعة أيام كعقاب له على ما ارتكبه.

تمت تسمية آلة التعذيب هذه باللجام نسبة لشكلها المتطابق مع لجام الحصان، وقد جاء أول ذكر لاستخدامها بإسكتلندا عام 1567، حيث استخدمت أحيانا لمعاقبة المتهمات بممارسة السحر.

صورة للجام توبيخ استخدم بالقرن 18 وموجود حاليا بأحد متاحف برلين

في الأثناء، اعتمد لجام التوبيخ أساسا لمعاقبة النساء المتهمات بممارسة سلوكيات معادية للمجتمع، كافتعال المشاكل مع الجيران، واستخدام كلمات بذيئة والتشهير بالآخرين وقذفهم أثناء الحوارات.

وخلال واحدة من أولى القصص عن استخدام آلة التعذيب هذه، اتهمت عام 1656 امرأة تدعى دوروثي وو (Dorothy Waugh)، عرفت بانتمائها لمجموعة دينية سميت بالكويكرز (Quaker)، بالهرطقة، وقذف عمدة قرية كارلايل (Carlisle) القريبة من الحدود الأسكتلندية، حصلت حينها على حكم بإجبارها على ارتداء لجام التوبيخ لساعات عديدة عقابا لها.

صورة لآلة التعذيب المعروفة بشوكة الهراطقة

وسجل لجام التوبيخ ظهوره بإنجلترا منذ مطلع القرن السابع عشر قبل أن يتراجع استخدامه بشكل واضح مع نهاية القرن.

وقد لجأ العديد من الرجال لمعاقبة زوجاتهم بهذه الآلة سواء عند ظهور خلافات عائلية أو عند تنصتهم على حوارات تبث النميمة والخلافات وتكون الزوجة طرفا فيها.

وأحيانا، لجأ الكثير من الرجال لإهانة زوجاتهم بشكل علني وعلى مرأى من الجميع، فبعد وضع لجام التوبيخ على رأسها يعمد الرجل لربط حبل أو سلسلة حديدية إلى رقبة زوجته ليتجول بها بالأسواق ووسط المدينة.

صورة لعملية استخدام لجام التوبيخ ضد العبيد الأفارقة بالقارة الأميركية

بداية من أواخر القرن السابع عشر، تراجع استخدام لجام التوبيخ بكل من إنجلترا وأسكتلندا.

في المقابل، عبرت هذه الآلة الغريبة المحيط الأطلسي لتستخدم ضد العبيد الأفارقة بالقارة الأميركية، خاصة بولاية فرجينيا لمنعهم من الحديث والتحضير لتمرد محتمل.

رسم تخيلي يجسد امرأة عقب استخدام لجام التوبيخ ضدها

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى