كيف تؤثر الحرب التجارية على أسواق النفط؟

إن أكبر تأثير للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين على صناعة النفط العالمية هو تأثيرها على أسعار النفط، حيث تتزايد مخاوف الأسواق حيال الخلاف المطول الذى سيؤدى إلى تباطؤ النمو الاقتصادى العالمى مما سيؤثر سلبًا على معدلات الطلب على النفط التي ستتراجع تبعًا لهذا.

هبوط معدلات الطلب على شراء النفط سيتسبب في ضعف أسعار النفط مما سيقلل التدفق النقدى والأرباح لمنتجى النفط.

يعتقد بعض المحللين أن الحرب التجارية المتنامية بين الولايات المتحدة والصين وما يترتب عليها من معاناة ضعيفة للنمو الاقتصادى هي من بين تلك العوامل التي توازن مخاطر المعروض وتحد من أسعار تداول النفط في الأسواق العالمية.

إن التعريفات الجمركية التي تم فرضها وتنفيذها بالفعل باستثناء الجولة الأخيرة من رفع الولايات المتحدة التعريفات الجمركية على السلع الصينية بقيمة 200 مليار دولار والانتقام الصينى من السلع الأمريكية بقيمة 60 مليار دولار قد أثرت على نمو الطلب على النفط خلال هذا العام بما يتراوح من 150 إلى 200 ألف برميل يوميًا، حيث تشير بعض التوقعات إلى أن معدل الطلب على النفط خلال عام 2019 سينمو لتصل عند 1.2 مليون برميل يوميًا، على عكس ما كان متوقعًا قبل الحرب التجارية حيث تم التوقع بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا.

تنامى الحرب التجارية مقلق للاقتصاد الأمريكي

دائمًا ما يتم استخدام كلمة "لآجل غير مسمى" لوصف الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين بد أن قام الجانبان بزيادة الرسوم الجمركية والخطابات المكثفة التي تعكس أن واشنطن وبكين ليست لديها استعداد لتقديم أية تنازلات للتوصل إلى اتفاق.

وهذا الأمر مقلق بالنسبة للاقتصاد الأمريكي القوى الذى سجل نموًا بنسبة 3.2% في الربع الأول من هذا العام إلى جانب معدل بطالة بلغ 3.6% وهو أدنى مستوى منذ عام 1969، وهذا انجاز مهم بالنسبة للرئيس ترامب لكنه انجاز يخاطر بالإهدار إذا أساء فهم قيادة الصين.

وعلى الرغم من التأثير السلبى لتصاعد الحرب التجارية على أسعار النفط إلا أنها ارتفعت بسبب انقطاع الامدادات بشكل كبير في فنزويلا وإيران وعدم الاستقرار الجيوسياسى الذى يهدد سوق النفط بالتقليص، ولكن يمكن القول بأن النفط الخام سيكون أغلى بكثير إن لم يكن بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين سيكون بسبب المخاطر التجارية المتزايد التي ستوجه الاقتصاد العالمى إلى مرحلة ركود عميق.

وقالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية في أحدث تقرير لها عن التوقعات الاقتصادية إن تصعيد النزاعات التجارية ونقاط الضعف المالية الخطيرة يهدد بضعف نشاط جديد من خلال تقويض الاستثمار والثقة في جميع أنحاء العالم، وتتوقع المنظمة أن يصل نمو اجمالى الناتج المحلى العالمى عند 3.2% خلال هذا العام لينخفض من 3.5% في عام 2018، ومن المتوقع أن تتوسع التجارة العالمية بأبطأ معدل لها منذ عقد، والحرب التجارية تضر بالصناعات التحويلية وستؤدى إلى تعطيل سلاسل القيمة العالمية وتوليد قدر كبير من عدم اليقين.

ماذا تعنى صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والصين بالنسبة للنفط؟

من المؤكد أن الصفقة التجارية ستساعد على استقرار الأمور، حيث توجد العديد من الشكوك والتعقيدات الأخرى لكن حل النزاع بين الولايات المتحدة والصين سيؤدى إلى القضاء عامل مزعزع للاستقرار على الأقل.

قالت وكالة موديز وود إن أي صفقة تجارية ستزيل عبء النمو الاقتصادى العالمى الضعيف في الأسواق، وأضاف وود أن هذا سيوفر الدعم لأسعار النفط مما يؤدى إلى ارتفاع التدفق النقدى وأرباح الصناعة.

إن الجولات الجديدة من التعريفات الجمركية والتي يمكن أن تشمل التعريفات المباشرة المتعلقة بالنفط سيتم تجنبها من خلال صفقة تجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما ستساعد على تجنب المزيد من انخفاض نمو الطلب الناتج عن التعريفات المتبادلة التي تبلغ قيمتها 260 مليار دولار وتخفيف المعنويات لسعر النفط من جانب معدل الطلب.