يوم أمطر الألمان لندن بـ 100 ألف قنبلة.. رفض تشرشل الاستسلام 

عقب نجاحهم في إخضاع فرنسا وإجبارها على توقيع معاهدة استسلامها يوم 22 حزيران/يونيو 1940، سعى الألمان لشنّ حملة عسكرية ضد بريطانيا لإجبارها على الجلوس لطاولة المفاوضات، فمع تقدم الحرب فضّل القائد النازي أدولف هتلر عقد صلح مع البريطانيين للتفرغ للاتحاد السوفيتي.

صورة للقائد النازي أدولف هتلر
صورة تجمع بين قائد سلاح الجو غورينغ وأدولف هتلر

ومع فشله في الهيمنة على المجال الجوي البريطاني خلال معركة بريطانيا، تلقى سلاح الجو الألماني المعروف بـ"اللوفتفافه" (Luftwaffe) يوم 6 أيلول/سبتمبر 1940 أوامر من أدولف هتلر والرايخ مارشال هرمان غورينغ، قائد سلاح الجو، بشن غارات ليلية مكثفة على العاصمة لندن وعدد من المدن البريطانية الأخرى ضمن ما عرف بعملية بليتز (Blitz).

صورة لقائد سلاح الجو الألماني هرمان غورينغ

واستمرت هذه العملية ما بين شهري أيلول/سبتمبر 1940 وأيار/مايو 1941، وشهدت أواخر كانون الأول/ديسمبر 1940 واحدة من أسوأ عمليات القصف التي عرفها التاريخ متسببة في ظهور مصطلح حريق لندن الكبير الثاني، حيث حلّت الطائرات الألمانية فوق مدينة الضباب لتخرّب مساحة تجاوزت تلك التي دمّرها حريق لندن عام 1666.

وخلال الليلة الفاصلة بين يومي 29 و30 كانون الأول/ديسمبر 1940، حلّت أكثر من 135 قاذفة قنابل ألمانية فوق العاصمة البريطانية لندن لتلقي بنحو 100 ألف قنبلة، كان من ضمنها 120 طنا من المواد المتفجرة و22 ألف قنبلة حارقة، على مناطق مختلفة منها، استمر هذا القصف المدمر لساعات، حيث بدأ في حدود الساعة السادسة والربع مساء وتواصل لحدود الساعة العاشرة ليلا.

صورة لطائرة ألمانية من نوع ماسرشميت بي أف 110
صورة لطائرات ألمانية خلال احدى الطلعات الجوية

في الأثناء، تلقت لندن ضربة قاسية، حيث خرّبت العديد من الطرقات الرئيسية بشكل كامل كما استهدف الألمان خطوط الاتصال ومحطات القطار والجسور التي تمر فوق نهر التايمز، ومركز الهاتف بشارع فاراداي، وقد أسفر ذلك عن مقتل 160 بريطاني وإصابة أكثر من 250 آخرين، فارق العديد منهم الحياة خلال الأيام التالية عقب تدهور حالاتهم الصحية.

صورة لعدد من أهالي لندن عقب القصف الألماني
صورة لجانب من الخراب الذي تسبب فيه القصف الألماني
صورة تجسد الدمار الذي تسبب فيه الألمان بلندن

كما تعرض عدد من المناطق إلى كثير من الدمار بسبب القصف الألماني، ففي حي المدينة المعروف أيضا بالميل المربع (Square Mile)، دمّر الألمان 31 موقعا أثريا و19 كنيسة كان من ضمنها 9 أسسها السير كريستوفر ورن (Sir Christopher Wren) ، كما خرّب شارع Paternoster Row الثقافي بشكل كامل وأتلف معه ما يزيد عن 5 ملايين كتاب ومجلد.

خلال عملية القصف، اعتمدت الطائرات الألمانية على القنابل الحارقة، حيث جهزت كل طائرة بنحو 200 قنبلة حارقة صغيرة وبسبب ذلك اندلع بلندن ما يزيد عن 1500 حريق.

صورة للسير كريستوفر ورن

وبالتزامن مع ذلك، عانى رجال المطافئ من مصاعب جمة لإخماد الحرائق، حيث استهدف الألمان شبكة توزيع المياه الرئيسية بالمدينة، كما عجز أعوان الحماية عن الحصول على مياه التايمز بسبب انخفاض منسوبه، ولجأوا للتزود بالمياه من المدن القريبة.

أيضا، تزايدت حدّة الحرائق بلندن وتطلب إخماد بعضها أياما بسبب الرياح القوية وتركيز الألمان لقصفهم على مناطق معينة.

في الأثناء، اقتربت ألسنة اللهب من كاتدرائية القديس بولس التاريخية عقب سقوط عدد من القنابل الحارقة قربها. وأمام هذا الوضع، تدخل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل وطالب بإنقاذ هذا المعلم التاريخي مقابل أي ثمن لتتحرك على إثر ذلك فرقة مطافئ خاصة تمكنت من تأمين وإنقاذ المكان.

صورة لرئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل

عقب القصف، تهافت العديد من المتطوعين البريطانيين لمساعدة رجال المطافئ في إطفاء الحرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأشياء الثمينة.
وعلى الرغم من الخسائر المادية الجسيمة التي تسبب فيها القصف الألماني، رفض رئيس الوزراء تشرشل الاستسلام والرضوخ لمطالب هتلر، مفضلا مواصلة القتال.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى