أخبار عاجلة
عودة: هذه أسباب عدم انتخاب رئيس جمهورية! -
أضرار كبيرة بالمواسم بسبب عاصفة الربيع -
لماذا فشل الغرب في هزيمة الروس عسكرياً؟ -

نحّات ساهم في نجاح إنزال نورماندي ونهاية هتلر وأُعدم

منذ وقوعها في قبضة الألمان وتوقيعها على معاهدة كومبين يوم 22 يونيو 1940، شهدت فرنسا ظهور حركة مقاومة أخذت على عاتقها مهمة مواصلة القتال ضد الجيش الألماني وحكومة فيشي (Vichy) لتحرير البلاد بشكل كامل، حيث شنّ هؤلاء المقاومون هجمات ضد الجنود الألمان وكبّدوهم خسائر جسيمة وخرّبوا عددا من المنشآت التي استخدمها الألمان، كما نقلوا معلومات حساسة عن المواقع الألمانية للحلفاء.

جانب من القوات الأميركية قبل نزولها بشاطئ أوماها

ومن ضمن الأسماء البارزة بالمقاومة الفرنسية يبرز اسم روبرت دوين (Robert Douin)، فخلال فترة حساسة من تاريخ الحرب العالمية الثانية قدّم هذا المقاوم الفرنسي معلومات هامة عن الألمان، تمكّن بفضلها الحلفاء من قيادة عملية عسكرية تاريخية ساهمت في تحرير فرنسا وانهيار الرايخ الثالث (ألمانيا النازية).

رسم تخيلي لحادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند

وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، حظي روبرت دوين، المولود سنة 1891، بمسيرة حافلة ففي حدود العام 1912 التحق الأخير بالجيش الفرنسي ليعين في صفوف فيلق المشاة 36 بمدينة كاين (Caen)، ويشارك بذلك في الحرب العالمية الأولى التي اندلعت على إثر حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند يوم 28 يونيو 1914.

صورة لجثتي ولي عهد النمسا فرانز فرديناند وزوجته صوفي عقب نجاح عملية سراييفو

وشارك روبرت دوين في العديد من المعارك وأصيب لأكثر من مرة خلال الحرب، كانت أولها أواخر شهر أغسطس سنة 1914 في خضم معركة سانت كوينتين (Battle of St. Quentin) ضد الألمان بشمال فرنسا. وأثناء فترة الحرب، مارس روبرت دوين هواية الرسم وقدّم عددا من الرسوم، كما راسل إحدى الصحف المحلية الفرنسية بنورماندي ووصف الحياة اليومية بالخنادق وجبهات القتال.

رسم توضيحي للشواطئ التي نزل بها الحلفاء خلال انزال نورماندي

عقب نهاية الحرب العالمية الأولى، عمل روبرت دوين كأستاذ نحت بكلية الفنون الجميلة بكاين قبل أن يخلف والده راوول دوين كمدير لهذه الكلية. أيضا، حصل روبرت دوين على جوائز عديدة في النحت كانت أهمها سنة 1936 عقب نجاحه في نحت تمثال نصفي لماريان التي اعتبرت رمزا من رموز الحرية والعقل بفرنسا.

صورة لأحد المدافع العملاقة بجدار الأطلسي

ومع سقوط بلاده في قبضة الألمان، التحق روبرت دوين خلال شهر نوفمبر 1940 بالمقاومة الفرنسية وعمل في فرقة جيش المتطوعين التي أوكلت إليها مهمة جمع المعلومات عن مواقع الجيش الألماني وتحديد المصانع الفرنسية الداعمة لجهود الحرب الألمانية. وسنة 1942، التحق روبرت دوين بشبكة المعلومات Alliance وعيّن كقائد على مجموعة منطقة كاين، التي أخذت على عاتقها مهمة نقل معلومات حساسة للحلفاء، وأثناء فترة عمله لصالح المقاومة حصل مدير كلية الفنون الجميلة بكاين على لقب "قط الزباد" (Civette).

جانب من دفاعات جدار الأطلسي الألمانية

استغل روبرت دوين عمليات ترميم عدد من المواقع الأثرية بكاين وما جاورها ليتنقل قرب دفاعات جدار الأطلسي الألمانية بالمنطقة، وانتحل في أغلب الوقت صفة رسام وفنان ليتأمل تحصينات وأسلحة الألمان المطلة على الشواطئ، ويجمع بيانات الجيش الألماني قبل أن ينقلها لاحقا نحو لندن اعتمادا على جهاز إرسال خبّأه بجرس كنيسة سانت نيكولاس (Saint-Nicolas)، كما حدد أيضا بمساعدة ابنه مواقع الألمان على عدد من الخرائط التي أرسلها للمقاومة الفرنسية والتي تكفّلت بدورها بمهمة نقلها للحلفاء.

جانب من القوات البريطانية عند نزولها بشاطئ غولد

وبفضل ما قدّمه روبرت دوين، حصل الحلفاء على معلومات هامة حول دفاعات الجيش الألماني الممتدة على الشواطئ ما بين منطقتي أونفلور (Honfleur) وشيربورغ (Cherbourg)، حيث سهّلت كل هذه البيانات حول مواقع الألمان عملية إنزال نورماندي يوم 6 حزيران/يونيو 1944.

في الأثناء، تمكّنت الغيستابو الألمانية (الشرطة السرية الألمانية Gestapo) من القبض على روبرت دوين يوم 17 مارس 1944 بعد أن كشفت هويته الحقيقية. وعلى إثر ذلك، اقتيد الأخير نحو سجن كاين ليعذّب هنالك لأسابيع قبل أن يُعدم في النهاية رفقة العشرات من زملائه خلال نفس اليوم الذي جرى فيه إنزال نورماندي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى