أخبار عاجلة
مكاري إلى الكويت لهذه الغاية -
عودة: هذه أسباب عدم انتخاب رئيس جمهورية! -
أضرار كبيرة بالمواسم بسبب عاصفة الربيع -
مَن يتآمر على لبنان؟ -
لماذا فشل الغرب في هزيمة الروس عسكرياً؟ -

يوم عثر على رئيس وزراء إيطاليا مقتولاً بصندوق سيارة

يوم 16 من شهر آذار/مارس 1978، اهتزت إيطاليا على وقع حادثة اختطاف السياسي البارز ألدو مورو (Aldo Moro) من قبل مجموعة الألوية الحمراء المسلحة، جاءت هذه الحادثة لتزيد من الغضب الشعبي ضد الحكومة الإيطالية ورجال الشرطة، حيث تزامنت عملية خطف ألدو مورو مع انتشار الجريمة المنظمة والاغتيالات وتجارة المخدرات التي تزعّمتها المافيا وسط غياب شبه تام للمسؤولين واتهامات لكبار القادة السياسيين بالتواطؤ مع رجال المافيا.

يصنّف ألدو مورو، المنتمي للتيار الديمقراطي المسيحي، على أنه واحد من أهم الوجوه السياسية بإيطاليا خلال الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية.

صورة التقطت عقب عملية اختطاف ألدو مورو بشارع فاني بروما
صورة لجثة ألدو مورو بصندوق السيارة
صورة لرئيس وزراء إيطاليا السابق ألدو مورو

وخلال مسيرته السياسية الحافلة، شغل الأخير مناصب وزارية عديدة فحصل ما بين عامي 1955 و1976 على حقائب الخارجية والتعليم والعدالة، كما عيّن مرتين رئيسا للوزراء كانت آخرها ما بين سنتي 1974 و1976.

إضافة لكل ذلك، لعب ألدو مورو، رفقة إنريكو برلينغوير (Enrico Berlinguer)، دورا هاما في بلوغ الاتفاق التاريخي بين الحزب الديمقراطي المسيحي والحزب الشيوعي الإيطالي خلال السبعينيات والذي جنّبت إيطاليا أزمة سياسية.

في الأثناء، ظهرت منظمة الألوية الحمراء (Red Brigades) ذات الميول اليسارية مطلع السبعينيات بإيطاليا، وانتهجت طريق ما عرف بالكفاح المسلح عن طريق عمليات الخطف والاغتيالات والتفجيرات والسطو على البنوك لإنشاء نظام ثوري بالبلاد.

فضلا عن ذلك، تأثرت الألوية الحمراء بالحركات اليسارية المسلحة التي لجأت لشن حروب عصابات بأميركا اللاتينية، كحركة فارك بكولومبيا، وحاولت ممارسة ضغوط على الحكومة لإجبارها على القبول بانسحاب إيطاليا من حلف شمال الأطلسي.

صورة للبابا بولس السادس
صورة لعلم الألوية الحمراء

بالتزامن مع تصويت البرلمان الإيطالي على منح الثقة لحكومة رئيس الوزراء جوليو أندريوتي، تعرض موكب ألدو مورو صباح يوم 16 من شهر آذار/مارس 1978 لهجوم مسلّح قاده عدد من أفراد الألوية الحمراء بشارع فاني (Fani) بالعاصمة روما. وقد أسفرت هذه العملية عن اختطاف السياسي الديمقراطي المسيحي البارز ألدو مورو ومقتل 5 من مرافقيه كان من ضمنهم اثنان من قوات الكارابينييري وثلاثة من رجال الشرطة.

أثارت هذه العملية ذهول الجميع، حيث طالت عمليات الخطف هذه المرة شخصية سياسية بارزة بالبلاد، فضلا عن ذلك وضع اختطاف ألدو مورو الاتفاق التاريخي على المحك، وهدد بتزايد وتيرة العنف بالبلاد.

وأعلنت الألوية الحمراء مسؤوليتها عن خطف ألدو مورو وهددت بمزيد من العمليات المسلحة بالبلاد، وطالبت خلال نفس الفترة بإخلاء سبيل عدد من منتسبيها المعتقلين بمدينة تورينو.

في الأثناء، تسببت هذه الحادثة بحالة فوضى في مبنى البرلمان الإيطالي، حيث أعلن بعض النواب أن البلاد في حالة حرب ضد الألوية الحمراء، وأكد البعض الآخر على ضرورة إعادة تطبيق قانون الإعدام وملاحقة أفراد العصابات الخارجة على القانون.

وبحسب بعض المحققين الإيطاليين، احتجزت الألوية الحمراء ألدو مورو بغرفة تحت الأرض قرب العاصمة روما، حيث ظلّ الأخير هناك فترة قاربت 55 يوما كتب خلالها عشرات الرسائل لعائلته وزملائه بالحزب الديمقراطي المسيحي والبابا بولس السادس، كما تعرض أيضا لمحاكمة وجيزة من قبل محكمة شكّلها أفراد الألوية الحمراء وعرفت بمحكمة الشعب.

يوم 9 أيار/مايو 1978، أقدم أفراد الألوية الحمراء على إعدام ألدو مورو، وخلال نفس ذلك اليوم عثرت الشرطة الإيطالية على جثة هذا السياسي البارز بالحزب الديمقراطي المسيحي ورئيس الوزراء السابق بصندوق سيارة من نوع رينو 4 (Renault 4) حمراء اللون بشارع مايكل أنجلو كايتاني (Michelangelo Caetani) عند المنطقة التاريخية بالعاصمة روما.

وأثناء الجنازة، فضّل الجميع احترام وصية ألدو مورو التي طالب من خلالها بعدم استدعاء أي من السياسيين.

لاحقا، باشرت السلطات الإيطالية عملية اعتقال عدد من كبار الناشطين الشيوعيين وعلى رأسهم الفيلسوف الماركسي أنطونيو نيغري (Antonio Negri)، كما شهدت البلاد بالتزامن مع ذلك موجة عداء للسياسيين الشيوعيين وصعودا هاما للتيار الديمقراطي المسيحي.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى