أخبار عاجلة
أبي المنى: للدفاع عن المصالحة والعيش المشترك -
“المفوضية” تستجيب لطلب “الخارجية” ومهلة شهر -
“الحزب” يستهدف موقع الراهب -

هل لمقتل هذا العقيد في الجمارك علاقة بانفجار مرفأ بيروت؟

أحدهم في لبنان أمسك بأداة معدنية حادة مساء الثلاثاء، وسدد بها ضربات قاتلة على رأس عقيد متقاعد في جمارك مرفأ بيروت، وأجهز عليه وهو نائم في شقة العائلة ببلدة في "قضاء جبيل" بمحافظة جبل لبنان، اسمها "قرطبا" البعيدة 55 كيلومترا إلى الشمال عن بيروت، وما أن عثروا على منير أبو رجيلي جثة بلا حراك، ولا شيء تمت سرقته من الشقة، حتى أسرع الحيارى إلى مواقع التواصل ووسائل الاعلام المحلي، وتساءلوا: هل لمقتله علاقة بانفجار مرفأ بيروت قبل 4 أشهر؟

وكانت زوجة أبو رجيلي اتصلت به مرارا عبر الهاتف، ولم يجب، فقصدت ظهر أمس الأربعاء الى الشقة ووجدته مضرجا بلا حراك، وفقا لما نقلت صحيفة "النهار" المحلية عن النائب السابق فارس سعيد، وهو من "قرطبا" ووصف القتيل عبر الهاتف للصحيفة بأنه "كان مسؤول دائرة التهريب في مجلس الجمارك الأعلى، وإذا أرادت الدولة معرفة ما حصل معه، يمكنها ذلك خلال يومين إلى ثلاثة، ففي البلدة كاميرات مراقبة وشرطة بلدية وسرية قوى أمن داخلي، وإذا لم تعلن الدولة عن القاتل، فذلك يعني أنها تريد إخفاءه" كما قال.

"لم يكن له أعداء"

أما فضائية mtv اللبنانية، فورد في موقعها، أن شقة "قرطبا" هي بيت جبلي لعائلة القتيل المقيمة في بيروت، واليه صعد المتقاعد بمفرده "وعندما تأخر الوقت ولم يعد، اتصلت به زوجته ولم يجب، فلحقت به ووجدته جثة داخل المنزل" الذي وصل اليه عناصر جمع الأدلة الجنائية فيما بعد، وقاموا باللازم من التحقيقات، فيما قرأت "العربية.نت" تغريدات تويترية عدة حول مقتله، منها أنه "كان على اطلاع من خلال عمله على ضبط ومنع استيراد السلاح غير الشرعي" وهو ما نجده عنه بفيديو أدناه، كان لمقابلة تلفزيونية أجروها معه حين شارك قبل 6 سنوات في مؤتمر عن "مخاطر حيازة وانتشار الأسلحة الصغيرة والخفيفة" عقدوه في بيروت.

كما في "تويتر" تغريدات ملفتة للانتباه، كواحدة تذكر أن "الأسرار ماتت معه" وفي تغريدة غيرها أن أبو رجيلي، الذي يبدو أنه خمسيني العمر "لم يكن له أعداء" وأخرى ورد فيها أنه "كان نشطا وقت وصول شحنة نترت الأمونيوم الى مرفأ بيروت" أي مسؤولا فيه حين وصلت بنوفمبر 2013 شحنة وزنها 2750 طنا، وبقيت مخزنة في أحد العنابر، الى أن سببت في 4 أغسطس الماضي بثاني أكبر انفجار عرفه العالم بعد قنبلتي هيروشيما وناكازاكي في 1945 باليابان.

لهذا السبب بالذات، أبدى لبنانيون بالمئات قلقهم في مواقع التواصل من تمييع التحقيق، كما حدث مع زميل لأبو رجيلي، قضى قتيلا أيضا، وهو العقيد جوزيف سكاف الذي صدر تقريران متناقضان عن طبيبين شرعيين كلفتهما النيابة العامة الكشف على جثته، فأشار أحدهما إلى أن ما حدث له في مارس 2017 كان قضاء وقدرا، وبأن قدمه زلّت. أما الثاني فأكد أن هناك من رمى به من ارتفاع 3 امتار بسبب ظهور كدمات على رأسه، فقضى قتيلا بعمر 57 سنة. الا أنهم فتحوا ملفه بعد انفجار النترات، وربطوا مقتله بها، لعل وعسى يجدون خيطا ما.

وما أن همّ بالنزول حتى سقط قتيلا

وكان سكاف طلب في 2014 إبعاد النترات عن المرفأ ومراقبتها، وحذر من خطرها ومن امكانية انفجارها بأي لحظة، وهو ما ورد أيضا بتقرير نشرته "العربية.نت" بعد 3 أيام من انفجار المرفأ. أما سقوطه، أو "اسقاطه" من ذلك الارتفاع، فحدث حين عودته بالسيارة من سهرة في الخارج الى بيته في قرية "بيت الشعار" القريبة بقضاء المتن 16 كيلومتراً فقط من بيروت، ولما ركنها في مرآب العمارة المرتفع عن الأرض، وفتح بابها وهمّ بالنزول، هوى الى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

أبو رجيلي مع أبنائه قبل التقاعد، وصورة للعمارة حيث تقع الشقة الجبلية. أما الصورة الأخيرة، فهي للعقيد القتيل جوزيف سكاف

وقد تكون رسالة كتبها قبل 3 سنوات من تقاعده، هي السبب بمقتله، لأنه كان يعمل دائما في مكافحة التهريب، وآخر عمل له كان حين استلم في 2013 مهام رئاسة شعبة الجمارك بمطار بيروت الدولي، وبعدها بعام كتب الرسالة الى "مصلحة التدقيق والبحث عن التهريب" التابعة لوزارة المالية، وطلب إبعاد الباخرة المحمّلة على متنها أطنان "الأمونيوم" إلى خارج الرصيف 11 بمرفأ بيروت، ووضع حمولتها تحت الرقابة.

وربما كرر سكاف الطلب شفهيا فيما بعد أيضا مع دوائر أخرى بالدولة، وإلا لما طالب بإبعادها، وبدلا من أن يلبوا طلبه ويشكروه على همته، احتفظوا بها في ما هو أخطر، أي في عنبر بقيت فيه حتى انفجرت، وأدى انفجارها الى واحدة من كبرى النكبات: 204 قتلى و6500 مشوّه وجريح، مع تشريد 300 ألف، اضافة الى خسائر احتاروا بتقديرها نظرا لتشعبها، لكنها لا تقل عن 10 مليارات دولار.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى