لكن اوساطا سياسية قريبة من الطرفين تستبعد ان يتطور التباين اليوم الى توتير اكبر او ان يتحول الى ما كان عليه بين الطرفين في المرحلة الماضية حيث تضع الاوساط التجاذب الواقع في اطار التباين في موضوع القمة نافية كل ما يقال عن توافق بين الثنائي الشيعي للتصعيد ضد العهد.
القضية محورها القمة العربية الاقتصادية التنموية اذ يطالب رئيس المجلس نبيه بري بتأجيل القمة حتى لا تتحول الى قمة هزيلة فقد تناهى لرئيس المجلس معلومات بان المشاركة العربية ستكون خجولة ودون مستوى رؤساء الدول، ويعتبر احد نواب كتلة التحرير والتنمية ان لا استهداف او تصعيد ضد رئيس الجمهورية ومن المعيب تصوير الموقف بانه في هذا الاطار او موجه ضد العهد او لتعطيل التأليف.
وفق اوساط الكتلة فان المشاركة الهزيلة تفسيرها ان لبنان سيبدو في موقف ضعيف امام الضيوف العرب بعد توافر اجواء عن مقاطعة عربية فيما يعتبر المقربون من بعبدا ان «القمة الهزيلة» تكون عندما يتهرب لبنان من مسؤولياته ويظهر عاجزا عن القيام بواجب استضافة الاخوة العرب وهو قضى اشهرا بالتحضير لهذه القمة ولا يزمع التراجع عنها.
يؤكد المقربون من بعبدا ان لا نية لدى الرئاسة الاولى بالاصطدام مع اي فريق لكن على الآخرين تفهم الوضع والموقف الرسمي، فملاحظات رئيس المجلس قد تكون مشروعة في ما خص اختفاء الامام الصدر وملابسات القضية لكن دعوة ليبيا ليست خيارا لبنانيا صرفا بل من مهمات الجامعة العربية، وسبق للبنان ان استضاف وفدا ليبيا رفيع المستوى العام 2002 في القمة العربية الماضية.
وفيما تستمر التعبئة بين أمل والتيار على خلفية القمة العربية والدعوة الليبية مقرونة بعدم دعوة سوريا فان اوساط تكتل لبنان القوي تستغرب زج التيار واقحامه في الموضوع السوري فيما كان وزير الخارجية جبران باسيل من العاملين على خط التنسيق مع وزراء الخارجية العرب للضغط في هذا الاتجاه ليتضح ان القرار الاول والاخير يعود للجامعة العربية في انهاء مقاطعة سوريا او حيال دعوة ليبيا.
وفق اوساط التكتل فان لبنان يستضيف الدعوة لكن الجامعة العربية هي الداعي لها وبالتالي لا مسؤولية للدولة اللبنانية في موضوع الدعوة حتى يتم تحميلها تعطيل القمة، وفق الاوساط ايضا فان لبنان يخضع لقواعد الجامعة العربية ولا يمكن له ان يتفرد باي تفصيل بما معناه دعوة سوريا او ان يرفض ادراج ليبيا على لائحة الاشقاء العرب اذا ارتأوا ذلك، وتفسير ذلك ايضا لا يمكن للبنان ان يلغي وجود ليبيا في الجامعة العربية.
في هذه المعمعة السياسية فان حزب الله لا يبدو بعيدا عن موقف رئيس المجلس وقد شارك نواب حزب الله في اجتماع المجلس الاسلامي الشيعي بدلالة واضحة لتأييد حركة أمل رفض الحضور الليبي ورفض استثناء سوريا في القمة العربية، ووفق مقريبن من الثنائي فان ثمة مزايدات سياسية في موضوع دعوة سوريا كأن يوحي احد الاطراف بانه يريد مشاركة سوريا فيما لا تدل الافعال على نيات سليمة او على الاقل الاستعداد لخوض مواجهة من اجل اعادة سوريا، يشير الثنائي بوضوح الى رئيس التيار جبران باسيل بالحديث عن مزايدات سياسية فيما كان قبل فترة يدعو لاقامة لوحة جلاء لاحتلال الجيش السوري على صخور نهر الكلب".