ربما، السيدتان أرادتا وضع الصورة في ذاكرة الهاتف، ربما، الأبناء من محبي "الحكيم"، والصورة هي لهم، للتأكيد على أنّهما التقياه وللتباهي، ربما، وربما، وربما لم تكن إلا صورة "لا معنى لها" وستحذف بعد دقائق، ولكنّ هذا لايهم..
لأنّ أحدهم قرر توثيق تلك اللحظة، من دون أن يسألهما، أو يستأذن، ومن دون أن يلحظ أنّ السيدتين ليستا نائبتين ولا وزيرتين ولا من أيّ مجتمع إلا "المجتمع المعتر"، وأنّهما مواطنتان لا يحق للعدسات أن تترصدهما، ولا يحق لأي طرف أن يتداول الصورة التي جمعتهما بـ"الحكيم" على مواقع التواصل الاجتماعي!
انتهى حفل "الواجهة البحرية"، ذهب "الحكيم" تاركاً عشرات الصور خلفه، والسيدتان كذلك رحلتا وفي ذاكرة الهاتف بعض اللقطات.
في المقابل كانت صورة واحدة من كلّ هذا الحدث تتداول، بين المدعي، والتافه، وبين "المتفلسف"، الذين لا يفهمون من الحرية الشخصية إلا قشورها، هي صورة السيدتين المسلمتين المحجبتين مع الزعيم المسيحي!
هذه الصورة ارتبطت بتعليقات، أقلّها صبّ في خانة "التنمر"، فيما أكثرها تمادى نحو الهتك، والتجريح... لتظهر النفوس أسوأ ما فيها بحق ضحيتين.
أجل، السيدتان تحولّتا إلى ضحيتين، فيما ملتقطو الصور من دون وجه حق، هم مسرّبوها، وقبلهم، وبعدهم، أولئك الذي يسمحون لأنفسهم بنشرها على صفحاتهم والتعليق عليها وإطلاق الأحكام..
هزلت، حقاً هزلت!