أخبار عاجلة
عودة: هذه أسباب عدم انتخاب رئيس جمهورية! -
أضرار كبيرة بالمواسم بسبب عاصفة الربيع -
مَن يتآمر على لبنان؟ -
لماذا فشل الغرب في هزيمة الروس عسكرياً؟ -

السعودية من لبنان:'اللبيب من الاشارة يفهم'

السعودية من لبنان:'اللبيب من الاشارة يفهم'
السعودية من لبنان:'اللبيب من الاشارة يفهم'
قد تكون صورة الوضع المعيشي والاقتصادي والاجتماعي الحالي الذي يئن منه المواطن اللبناني هي الاكثر تعبيراً عن معنى المصلحة الوطنية الحقيقية التي حلّ صوتها اليوم الصوت الاعلى بين الأصوات الاخرى المنادية في العلن لتحقيقها، فيما الباطن ليس سوى دعوات مصلحية صرف، خاصة بأبواق مذهبية طائفية. 

امام هذا الواقع ، جاءت صحوة القوة السياسية "المتأخرة" مصحوبة بدعوات الانفتاح على الشريك الآخر في الوطن والعمل سوياَ للنهوض به، بمثابة بريق أمل للبنانيين بغد افضل، الا أن بريق الأمل هذا ما زال محاطاَ بكثير من الهواجس والقلق لسبيين رئيسيين: الاول، فشل التجارب السابقة، والسبب الثاني صورة التوازنات الداخلية الحالية ومدى امكانية صمودها واستمراريتها من دون اختلال امام التحديات الخارجية في ظل الظروف الاقليمية والدولية التي تلف المنطقة. 

قد يرى البعض ان الذهاب في الآمال بعيداً فيه ضرب من الجنون لا سيما ان لبنان لم يكن يوما خارجاَ عن المجهر الخارجي بكافة مسمياته، والأمس القريب خير برهان على ذلك بما شهدته خطوطه الجوية من اقبال دبلوماسي تصدر مشهده زيارة الموفدين السعودي والايراني، وما حملته كل من الزيارتين من مؤشرات  تجاوزت في مضامينها جغرافية لبنان الصغيرة الى جغرافية سياسة المنطقة . 

ومن ابرز تلك المؤشرات هو ان القرار اللبناني مازال خارج قرار المصادرة الايرانية عبر حليفه "حزب الله"، وان كان مشهد التركيبة السياسية داخل مجلس النواب والحكومة يرجح كفة فريق على فريق آخر، فالمعطيات الخارجية تشير الى حالة من الانكماش للكلمة الايرانية في سوريا لصالح اللاعب الروسي، الذي استطاع في السنوات الاخيرة من بناء حائط زجاجي ليس في سوريا فحسب بل ايضا في المنطقة بما فيها لبنان ويصعب على اللاعب الايراني اختراقه في ظل عقوبات اميركية اضافية تسعى الى تضييق الخناق عليه شيئاً فشيئاً. في المقابل نرى اللاعب الايراني يتخذ منحى جديدا من التعاطي مع المجريات تجلى ابرزها في الايجابية التي ابداها مؤخرا تجاه الرياض واعلانه استعداده التفاوض معها، بما يوحي بطبخة روسية - ايرانية يجري اعدادها في هذا الاتجاه لا يستبعد أن يكون طبقها الرئيسي بمكونات لبنانية -سورية في محاولة للالتفاف على طموحات اللاعب الاميركي في المنطقة.

بكل حال، قد يخالف البعض وجهة النظر هذه، الا أنه اذا ما تم تحديد الاداء السياسي المطلوب من جميع القوى السياسية اللبنانية في هذه المرحلة نجد أن المحافظة على الاستقرار الامني و اعتماد هندسة سياسية خارجية نظيفة قوامها النأي بالنفس وتنفيذ خطة اصلاحات داخلية جاذبة للاستثمارات والمشاريع الموعودة هي المعايير الاساسية التي يمكن البناء عليها لتحقيق النهوض الفعلي، وهذا كله يبقى محكوماً بمدى مناعة القوى الداخلية وتجنب الانحراف نحو الخارج عبر حرف التوازنات الداخلية، الامر الذي يضع الواقع اللبناني امام تحديات جديدة خالية من أي ضمانات.             

(ميرفت ملحم ـ  محام بالاستئناف)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب