أخبار عاجلة
مقتل جنديين إسرائيليين على الحدود مع لبنان -
بو عاصي يدين عملية الطعن في التحويطة -

زيارة ظريف 'فقاعات اعلامية في الهواء' ولبنان الرسمي يتوحد على التحفظ عن المساعدات

زيارة ظريف 'فقاعات اعلامية في الهواء' ولبنان الرسمي يتوحد على التحفظ عن المساعدات
زيارة ظريف 'فقاعات اعلامية في الهواء' ولبنان الرسمي يتوحد على التحفظ عن المساعدات
يختتم وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف زيارته الرسمية بيروت اليوم، بعد أن كان يوم أمس شهد لقاءات واجتماعات مكثّفة بدأت مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وانتهت مع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، الاّ ان مصادر ديبلوماسية لبنانية كشفت لـ"اللواء" أن نتائج زيارة الوزير ظريف لبيروت، إقتصرت على الضجة الإعلامية، ولم تسفر عن تحقيق أي تقدم حقيقي في العلاقات بين بيروت وطهران.

لقاء عون ظريف: دعم ايراني على مستويات عديدة 
وعلمت "النهار" ان ظريف عرض في لقائه مع رئيس الجمهورية لمروحة واسعة من الخدمات والمساعدات الإيرانية للبنان، من الاقتصادية الى الاجتماعية الى الصحية، وصولاً الى العسكرية، متناولاً مجالات البناء والإعمار، والطاقة، والدفاع، والخبرات، والصحة. لكنه لم يخض في التفاصيل، وكذلك فعل رئيس الجمهورية مكتفياً بالتعبير عن الشكر لهذا الدعم. وحرص المسؤول الايراني على القول إن بلاده تراعي الخصوصية والمصلحة اللبنانيتين، وانه في الامكان دونما احراج تقديم مساعدات كالتي تقوم بين إيران والاتحاد الأوروبي بعيداً من اي محظورات، وفق الآلية المعتمدة مع عدد من الدول الصديقة لإيران. كما شدد على ان إيران تسعى الى أفضل العلاقات مع كل الأطياف اللبنانية وليس فقط مع طرف واحد أو فريق دون آخر. وجدد الدعوة المتكررة من الرئيس الايراني حسن روحاني للرئيس عون لزيارة إيران، وسمع في المقابل الشكر نفسه من غير الخوض في موعد.

واوضحت مصادر مطلعة لـ"اللواء" ان اللقاء الذي جمع الرئيس عون والوزير ظريف تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وقدم في خلاله الوزير الايراني التهنئة بتأليف الحكومة. وقالت انه لم يعرض تفاصيل عن مساعدة لبنان انما اكد استعداد بلاده لذلك على الأصعدة الاجتماعية والصحية والانمائية والكهربائية والعسكرية وكل ما يطلبه لبنان في هذا المجال.

وذكرت مصادر الرئاسة اللبنانية لـ"الحياة" أن ظريف شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على وقوف لبنان إلى جانب إيران في المحافل الدولية. كما تطرق البحث إلى الضغوط التي تتعرض لها ومنها مؤتمر وارسو الذي دعت إليه واشنطن لمواجهة إيران، فأبلغه عون أن لبنان لن يحضر المؤتمر. وتطرقت محادثات ظريف في بيروت إلى الوضع الإقليمي ولا سيما سورية، فأكد أن بلاده تؤيد الحل السياسي الوطني فيها.

ولفتت الى ان الوزير ظريف اوضح ان المسؤولين الايرانيين يدركون خصوصية الامر بالنظر الى الموقف من ايران وانما هناك رغبة في مساعدة لبنان كما لقيام افضل العلاقات بين البلدين. واكدت انه لم تعرض في المحادثات بين عون وظريف تفاصيل محددة عن مساعدات عسكرية ان لجهة ارسال دبابات وطائرات او  حتى في ملف الكهرباء الا ان الموقف اللبناني كان واضحا، لجهة ان أي قرار يتصل بقبول مساعدة من دولة أخرى يتطلب بحثاً في مجلس الوزراء لاتخاذ القرار.
اللقاء الأهم مع نصرالله
واشارت اوساط سياسية مقربة من حزب الله، لـ"الديار" الى ان اللقاء الاهم لظريف كان مع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حيث تم استعراض الملفات الجدية في المنطقة والتطورات الاقليمية في ضوء الاستحقاقات الداهمة التي تبدأ غدا في مؤتمر وارسو، وذلك بعيدا عن «كليشيهات» المجاملات اللبنانية التي انتهت اليها جولته على المسؤولين اللبنانيين، وكان اكثر الملفات حضورا بين الرجلين الاوضاع والتطورات في سوريا عشية انعقاد مؤتمر سوتشي الثلاثي بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيريه الايراني محمد جواد ظريف والتركي رجب طيب اردوغان والذي سيعقد يوم الخميس المقبل، حيث سيكون هذا الاجتماع مفصليا في تحديد طبيعة المرحلة المقبلة في سوريا وفي المنطقة، كما تم بحث ملفي اليمن والعراق، وقد جرى تقويم عميق للتطورات بتداعياتها ومخاطرها...

وقد شكر السيد نصرالله ظريف وقيادة الجمهورية ومسؤوليها وشعبها على كل ما قدمته للبنان وفلسطين وحركات المقاومة وشعوب المنطقة في مواجهة العدوان الصهيوني والإرهاب التكفيري... وقال إنّ «هذه المساندة أدت إلى صنع الانتصارات في أكثر من ساحة وميدان»، متمنياً أن تواصل الجمهورية الاسلامية دعمها واهتمامها بالرغم من كل المؤامرات والضغوط التي تتعرض لها.. من جهته، أكد ظريف موقف الجمهورية الاسلامية الثابت إلى جانب لبنان دولة وشعبا ومقاومة، وإستعدادها لتقديم كل أشكال المساعدة والتعاون في مختلف الملفات المطروحة..

لبنان يتحفظ
ولفتت صحيفة "اللواء" الى ان المسؤولين اللبنانيين أبلغوا الزائر الإيراني عدم إمكانية التعاون في مختلف القطاعات بين البلدين، تفادياً لوقوع لبنان في قبضة العقوبات الأميركية، حيث لا قدرة للاقتصاد اللبناني المتردي، على تحمل تداعيات مثل هذه الخطوة الخطرة.

اما بالنسبة الى قبول مساعدات أو هبات عسكرية من إيران، فذكرت معلومات "النهار" ان في ذلك استحالة انطلاقاً من ان كل الأسلحة في حوزة الجيش والأجهزة الأمنية هي غربية ولا يمكن ملاءمة السلاح الايراني معها.

وأشارت المصادر لـ"اللواء" أن الكلام عن مساعدات إيرانية في قطاع الكهرباء، ومشاريع البنية التحتية، وتوفير الأسلحة المتطورة للجيش اللبناني، بقي مجرد كلام غير قابل للتنفيذ، خاصة بالنسبة للتعاون العسكري، معتبرة أن النتائج السياسية لم تتجاوز التظاهرة الإعلامية، للإيحاء بأن لبنان يقع في دائرة النفوذ الإيراني في المنطقة، على خلفية الإنتخابات النيابية الأخيرة، وتجاهل وجود قوى سياسية رئيسية معارضة لمحاولات توريط لبنان مع المحور الإيراني بمواجهة التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة العربية.

وذكرت المصادر الرسمية لـ"اللواء" ان ظريف يتفهم موقف لبنان وانه طرح تقديم المساعدات "ضمن الاصول وبما لا يسبب حرجا او ضيقا للدولة اللبنانية بسبب العقوبات الاميركية المفروضة على ايران".

وحسب المعلومات، تحدث ظريف عن "آلية لتقديم المساعدات يمكن اعتمادها للبنان شبيهة بالآلية التي تعتمدها بعض الدول الاوروبية للتعاون الاقتصادي والتجاري مع ايران ولا تتعارض مع العقوبات الاميركية".

فظريف، اقترح بحسب "الأخبار" على المسؤولين اللبنانيين إجراء تعاملات تجارية بالعملة الوطنية، أي بالليرة اللبنانية! هذا الاقتراح الشديد الاهمية يعني، بصورة واضحة، أن التذرع بالعقوبات الأميركية لم يعد كافياً لتبرير عدم فتح آفاق جديدة امام الاقتصاد اللبناني. وبطبيعة الحال، فإن الدولة الإيرانية تريد تحقيق مصلحتها في أي تبادل تجاري مع لبنان، رغم صغر السوق اللبنانية. لكن المهم في الامر أن هذا الاقتراح يحقق مصلحة لبنانية كبرى، يكاد ينتفي معها وجود أي سلبية. ففتح باب الاستيراد بالليرة اللبنانية يؤدي، بالدرجة الاولى، إلى تعزيز قوة هذه العملة، وبالدرجة الثانية، يخفف العبء عن ميزان المدفوعات (الفارق بين العملة الصعبة التي تدخل لبنان وتلك التي تخرج منه ـــ وبدرجة أولى نتيجة تمويل الاستيراد). فلبنان الذي يستورد بنحو 20 مليار دولار سنوياً، بات، نتيجة عدم قدرته على التصدير بأكثر من 3.5 مليارات دولار، مدمناً على التحويلات من الخارج، لتمويل استيراده والحفاظ على سعر الصرف. كذلك فإن باب الاستيراد بالليرة يفتح باباً آخر، وهو التصدير، بسهولة، إلى إيران ذات السوق الكبير. وسبق لروسيا أيضاً أن اقترحت على لبنان تسديد ثمن مشتريات منها بالليرة اللبنانية، لتجنّب العقوبات. لكن الدولة اللبنانية لم تقْدِم حتى اليوم على أي خطوة من شأنها رفع مستوى التبادل التجاري مع دولتين قادرتين على خفض فاتورة الاستيراد بالعملة الصعبة، وتخفيف حدة الازمة المالية والاقتصادية التي يرزح تحتها لبنان (في مجال المحروقات وحده، يستورد لبنان بنحو 5 مليارات دولار، علماً بأن روسيا وإيران من كبار مصدّري النفط والغاز في العالم، وأن الاستيراد بالعملية المحلية كفيل بسد عجز ميزان المدفوعات).

وبحسب معلومات "الأخبار"، فقد أبلغ ظريف المسؤولين بأن "إيران مستعدّة للتعاون في جميع المجالات، ونحن لا نريد إحراج لبنان في أي أمر، لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً"، مؤكدّاً "تفهمنا لحساسية الأوضاع والتوازنات في لبنان". وقال ظريف للمسؤولين اللبنانيين: "يمكنكم أن تختاروا أي مجال لنتعاون فيه، وإذا كنتم لا تريدون التعاون، فنحن نتفهّم قراركم". وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "القوانين والقرارات الدولية لا تمنع أي دولة من التعاون مع ايران"، بل على العكس من ذلك، "هناك قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي تشجّع على التعاون التجاري والإقتصادي". أما الأهم في كلام ظريف فهو تأكيد أنه "يُمكن التعامل مع ايران تجارياً بالعملة الوطنية تماماً كما يجري مع تركيا وروسيا ودول أخرى، وهو أمر له ايجابياته لأنه يعزز العملة الوطنية ويرفع من مستوى الثقة بها".

زيارة ظريف "حركة بلا بركة"
في الموازاة، تقاطعت مصادر لبنانية رسمية على القول لـ"الحياة" إن ظريف حمل إلى لبنان رسالة تهنئة بقيام الحكومة الجديدة، واهتمام القيادة الإيرانية بالصداقة بين البلدين، لكنه لم يتطرق إلى تفاصيل استعدادات بلاده لمساعدة لبنان فيها، تاركا الأمر إلى رغبة الجانب اللبناني.

وأكدت المصادر لـ"الحياة" أن ظريف لم يأت على ذكر التفاصيل التي كان تردد قبل الزيارة الحديث عنها، مثل تزويد الجيش أنظمة دفاع جوية أو ما شابه من أسلحة، وبناء محطات كهرباء أو تزويده بها، أو بيعه أدوية، واكتفى بعرض عناوين بعض مجالات التعاون، استنادا إلى الاهتمام بدعمه ومساندة نهوضه الاقتصادي وتعافيه واستقراره.

هذه المعلومات تطابقت مع معلومات "الديار" عن ان ظريف لم يحمل معه اي ملف ناجز او "خطة عمل" حيال استعداد ايران لمساعدة لبنان في كافة المجالات، لان هذه الملفات ليست من اختصاصه، والبحث في هذه القضايا تحصل على مستوى البلدين من خلال الوزراء المختصين، لكن ما حمله الوزير الايراني موقف سياسي ايراني ثابت حيال استعداد الجمهورية الاسلامية لتقديم اي مساعدة تحتاجها السلطات والشعب اللبناني.

 واشنطن على الخط
وفي السياق نفسه، تكشف اوساط سياسية عبر "الديار" عن اتصال هاتفي تلقاه الرئيس الحريري من مساعد وزير الخارجية الاميركي دايفيد، وكان المسؤول الاميركي واضحا من خلال تأكيد تفهم بلاده لغياب لبنان عن مؤتمر وارسو، لكنه حذر من اي خطوة غير محسوبة اتجاه الايرانيين، وقد وعده الرئيس الحريري بعدم حصول اي تغيير في السياسة اللبنانية حيال الملفات الاقليمية، وجدد التأكيد على تفاهمه مع رئيس الجمهورية ميشال عون على "ابعاد" لبنان عن سياسة المحاور، وهو ما وعد بقوله صراحة للوزير الايراني في بيروت..

في المقابل، تشير اوساط سياسية مطلعة في 8 آذار الى ان الدخول العربي على خط المشاكسة في مواجهة زيارة ظريف بدأ مع رئيس الحكومة سعد الحريري حيث "نصحه" مسؤولون عرب بضرورة التنبه الى عدم الانجرار في مسايرة الضيف الايراني عشية مؤتمر وارسو ووضعوه في اجواء ارتفاع منسوب التوتر بين الخيج وطهران، ودعوه مجددا الى الاستمرار في التأكيد على سياسة النأي بالنفس، في مرحلة يتوقع الخليجيون ان تكون حافلة بالتطورات مع زيادة الضغوط على الايرانيين...

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق العلية: هذه مسؤولية وزارة الطاقة وكهرباء لبنان
التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب