أخبار عاجلة
أسعار المحروقات تنخفض -
“الحزب” يستهدف مواقع إسرائيلية -
أول تعليق ليبي على صور زنزانة هانيبال القذافي -

البابا فرنسيس والانتصار للتسامح والرحمة والمواطنة العالمية

البابا فرنسيس والانتصار للتسامح والرحمة والمواطنة العالمية
البابا فرنسيس والانتصار للتسامح والرحمة والمواطنة العالمية
قبيل وصوله إلى أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، غرّد البابا فرنسيس بأنه يذهب إلى هذا البلد "كأخ، كي نكتب معاً صفحة حوار، وللسير معاً على دروب السلام".

والواقع أن الزيارة التي يلاقيه فيها شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب، تكتسب أهمية استثنائية بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات لأكثر من سبب، ليس بسبب ارتفاع منسوب خطاب الشعبويات والعنصريات والتطرف في أكثر من مكان فحسب، بل لأنها تؤسّس لصفحة جديدة من العلاقات بين الدينين الأوسع انتشاراً في الأرض. فالبابا فرنسيس منذ توليه الكرسي الرسولي في العام 2013، يؤكد بمواقف وتصريحاته وحركته الدائبة أنه رجل السلام والحوار والعيش المشترك بين الأديان، وأنه رجل الصداقة للمسلمين، وأنه رجل الدفاع عن القضايا العادلة.


وفي هذا الإطار يشكل مؤتمر "الأخوة الإنسانية" الذي يشارك فيه البابا فرنسيس إلى جانب شيخ الأزهر ومجموعة من كبار علماء العالم الاسلامي ونحو 700 شخصية من كبار رجالات الأديان الأخرى في العالم من إنجيليين ويهود وبوذيين وهندوس تأكيد على رسالة إنسانية واحدة تتمثل بالسلام والحوار والعيش معاً في إطار المواطنة العالمية بروح من التسامح والتفاهم والتعاون.

ثم إن دولة الإمارات التي أعلنت العام 2019 عاماً للتسامح، تفخر بأن ملايين البشر من أتباع الديانات العالمية، من مئات الجنسيات يعيشون على أرضها بسلام وحرية، ويمارسون عباداتهم بيسر وفي معابد وكنائس أقامتها الدولة أو ساعدت في إقامتها. وفي الإمارات مؤسستان كبريان للحوار والتواصل بين الأديان ومكافحة التطرف هما: مجلس حكماء المسلمين (الذي يراسه شيخ الأزهر) ومنتدى تعزيز السلم، كذلك تبذل الإمارات جهوداً كبرى على المستوى العالمي لمكافحة الفقر والأمية والأمراض، والمساهمة بحل النزاعات الداخلية ونشر السلام. بهذه الخطوة، تكون الإمارات قد نقلت التسامح من فكرة إلى رسالة، ومن رسالة إلى سياسة عامة في الدولة في الإعلام والمناهج التربوية، وهي كانت أنشأت وزارة للتسامح في حكومتها الاتحادية.

والواقع أن إحياء قيمة التسامح باتت مطلوبة، ليس من المسلمين فحسب، بل من بقية الأديان العالمية، لمواجهة وباء التطرف والإرهاب والاسلاموفوبيا والظلم اللاحق بعشرات الملايين من البشر، ومن بينهم مسلمون في الصين وبورما على سبيل المثال، ولحث الأنظمة والكيانات العالمية على الالتزام بالمواثيق والعهود والاتفاقيات التي تحترم الإنسان وحرياته العامة ومن بينها حرية الدين والمعتقد. وهنا يسجل للإمارات أنها أطلقت مساراً، وطنياً وثقافياً وفكرياً وتربوياً، لترسيخ سياسات الوسطية والاعتدال والإقبال على العالم بانفتاح وتعاون، وهذه القيم إذا ما اقترنت مع سياسات تنموية صحيحة ومواطنة كاملة، أمّنت للإنسان الرفاهية والرعاية والأمن الاجتماعي والمشركة الفعالة، وكان من نتيجتها الاستقرار والتقدم والازدهار.   

يذكر للبابا فرنسيس أنه كان اعتبر في العام 2016 الإسلام ديانة للرحمة والمعروف، وجعل ذلك العام عاماً للرحمة، ومن بعده العام 2017 عاماً لمكافحة الفقر، والعام 2018 عاماً للضيافة وحقوق المهاجرين واللاجئين، وقبل الإمارات زار حواضر في العالم الإسلامي كفلسطين والأردن في العام 2014، ومصر في 2017، والآن الإمارات ومن بعدها المغرب في آذار المقبل، وفي كل ذلك، يحلّ ضيفاً كبيراً على العالم الاسلامي، لتعزيز رسالة السلام والتعاون والتضامن ونصرة المظلومين وصناعة الغد الأفضل.

العالم يضجّ بالظلم وغياب المعايير وافتقاد القيم، وأمامنا خياران لا ثالث لهما، العيش المشترك والتسامح والرحمة والتعاون، أو التطرف والقتل واغتصاب الحقوق.. وأغلب الظن أن لا مجال للانحياز في معركة الانتصار للقيم الإنسانية الكبرى.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب