مقولة 'إسمع تفرح جرّب تحزن'... هل أصبحت من الماضي؟

مقولة 'إسمع تفرح جرّب تحزن'... هل أصبحت من الماضي؟
مقولة 'إسمع تفرح جرّب تحزن'... هل أصبحت من الماضي؟
في أول يوم عمل لحكومة "العهد الأولى، بعد الصورة التذكارية، وجلسة تشكيل لجنة صياغة البيان الوزاري، وبعد الكلام السياسي الذي قاله كل من رئيسي الجمهورية والحكومة في الجلسة الحكومية والشرح المفصّل للوزير جبران باسيل لا بدّ من تسجيل الملاحظات التالية:

أولًا: الرئيس ميشال عون قال "أمامنا تحديات كثيرة علينا مواجهتها متحدين والظروف لا تسمح لنا بإضاعة الوقت". 

أما الرئيس سعد الحريري، فقال: "هناك قرارات صعبة في كل المجالات يجب أن نتخذها". 

وهذا يعني أن جميع المسؤولين يعون حجم الضرر، الذي اصاب لبنان من جرّاء تأخير تأليف الحكومة، وهم مستعجلون على إتخاذ أكبر قدر من القرارات، وفي وقت قياسي، بدءًا بتسريع إنجاز البيان الوزاري وتقدم الحكومة بطلب ثقة مجلس النواب، وذلك من أجل التعويض عمّا فات اللبنانيين من هدر للوقت والفرص، في محاولة سريعة للبدء بوضع الخطط في الوزارات المعنية، التي سيكون لها ترجمة فورية لمقررات مؤتمر "سيدر"، مما يعني أن البلد مقبل على مرحلة أفضل من السابق، أقله في مجال الإستثمارات الخارجية والداخلية، التي من شأنها أن تحفز النمو وإيجاد فرص عمل جديدة، وبالأخص لقطاع الشباب في مجالات كثيرة.

ثانيًا: إستنادًا إلى ما تقدّم، فأن مقولة "إسمع تفرح جرّب تحزن"، يؤمل بأن تكون قد أصبحت من الماضي، لأن ما ينتظره اللبنانيون من هذه الحكومة لا يقبل الإستمرار في سياسة المناكفات وتسجيل النقاط، كل من موقعه، بإعتبار أن المسؤولية جماعية، إلاّ أن ذلك لا يعني "البصم على العميانة" على كل شاردة وواردة، بحجة أن وضع البلاد الإقتصادي لا يحتمل المزيد من المماحكات. فالنقاش داخل مجلس الوزراء حق من حقوق الجميع توصلًا إلى قناعات مشتركة، وذلك خشية الوقوع في المطبات، وذلك من أجل أن تأتي مقررات مجلس الوزراء نتيجة توافق جميع الأفرقاء، الذين يتحمّلون مسؤولية الإنقاذ بالقدر ذاته، الذي يتحمله كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

ثالثًا: يبدو من خلال ما يعلن من مواقف أن ثمة إجماعًا لدى جميع الأفرقاء على أن يكون موضوع مكافحة الفساد شاملًا، بدءًا من داخل كل فريق، ليصار إلى تعميمه على مستوى الوطن، وهذا ما يتطلب تفعيل أجهزة الرقابة والمحاسبة ورفع غطاء الحماية عن كل مخالف، أيًّا يكن موقعه، بدءًا من المواقع العليا، بإعتبار أن شطف الدرج يبدأ من فوق وليس العكس.

رابعًا: يتبيّن من خلال النوايا الظاهرة أن كل فريق يسعى من خلال وزرائه إلى إثبات وجوده من خلال ما يمكن أن يحققوه من إنجازات داخل وزارتهم، بإعتبار أن الشعب، الذي أنتظر طويلًا، قد أصبحت لديه القدرة على التمييز بين من ينتج وبين من يعرقل، وهو بات جاهزًا أكثر من أي وقت مضى على المحاسبة وعلى وضع النقاط على الحروف، وهو لم يعد قادرًا على الوقوف على الحياد، وهو الذي يملك سلطة الإقتراع، خصوصًا أن ثمة من يقول أن هذه الحكومة هي حكومة الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة على كل مستوياتها.

خامسًا: وبالتوازي مع نوايا الجميع بدفع عجلة العمل إلى الأمام، وعلى رغم أن ثمة قضايا خلافية كبيرة بين اللبنانيين، كعلاقة لبنان مع سوريا، وتأمين عودة آمنة للنازحين السوريين، والتوافق على إستراتيجية دفاعية، فإن ثمة قناعة مشتركة بترك الأمور إلى أوقاتها، والإنصراف إلى معالجة أمور الناس الحياتية، بإعتبارها أولوية، على أهمية القضايا الكبرى، التي يمكن أن تعالج في إطار من العمل الجماعي، خصوصًا بعدما اصبحت أهداف الجميع واضحة وكذلك خياراتها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب