يتعرض التيار لحملات بأوجه متعددة، فهناك المعاناة التي يخوضها لانتزاع الثلث الضامن الذي يريده في الحكومة وثمة حملة اخرى لتشويه صورته تتهم وزراءه ومسؤوليه بالفساد والسعي الى السلطة، وبمراجعة سريعة للاحداث في الاسبوعين الماضيين تبين ان الحملة على التيار تركزت على عدة محاور:
- في بكركي اتهم رئيس التيار جبران باسيل بأنه يريد الثلث المعطل لمصلحة خاصة ولم يجد باسيل من يسانده في الدفاع عن التهمة التي اسندت اليه.
- في القمة العربية تعرض التيار الوطني الحر ورئاسة الجمهورية الى تهديد عالي النبرة بتعطيل القمة العربية قبل ان تتغير المعطيات بانسحاب الليبيين من القمة.
- قبل فترة ايضا تم تسيير تظاهرات على اثر فشل عملية تأليف الحكومة واتهام التيار بأانه يعرقل التأليف. وعليه فان الخلاف واقع بين باسيل وقوى سياسية اساسية، مع بنشعي الأمور غير مستقيمة ابدأ منذ الخلاف الرئاسي واذا كان فرنجية حيّد الى حد ما رئيس الجمهورية ميشال عون، فإن التعاون مع باسيل غير مطروح في أجندة المردة، وحتى الوضع ليس مثالياً مع الحليف المسيحي ايضاً في معراب، ومع عين التينة تشهد العلاقة طلعات ونزلات وهبات باردة وساخنة.
ثمة من يلقي اللوم على شخصية رئيس التيار الوطني الحر التي تستفز خصومه، فرئيس التيار الوطني الحر من اكثر السياسيين اثارة للجدل منذ اكثر من عشر سنوات عندما كانت الحكومات ترتبط بموضوع توزيره والفيتو عليه ، ولكن باسيل وفق عارفيه لم يستسلم لمحاولات تطويعه لانه كان مدعوماً من ميشال عون، ولم يتوقف باسيل، فخاض المفاوضات التي سبقت التسوية الرئاسية مع تيار المستقبل والمفاوضات التي ادت الى ولادة القانون الانتخابي النسبي وتقسيم الدوائر.
يجمع اخصام باسيل على اعتبار كل المسارات في التيار الوطني الحر مربوطة بشخصه، وان له الكلمة الفصل في مسارات سياسية كثيرة وان له الدور في تعطيل الحكومة راهنا، الامر لا ينفيه مقربون منه، ولكن صفات وشخصية باسيل ضمنت له الاستمرارية في رأيهم، فالتيار الوطني الحر صار يملك حصرية والكلمة الفصل في التعيينات وفي الوزارات التي يرأسها عونيون.
التيار الوطني الحر وفق العونيين كان على لائحة الاستهدافات في كل المراحل السياسية منذ كان يقاوم الاحتلال السوري لانه تيار سيادي وهو اليوم يتعرض لحملة اقوى بعدما صار يتصدر التركيبة اللبنانية الحاكمة، وعلى ما يتداول عونيون، فان التيار الوطني الحر كان في صدد اتخاذ خطوات وتموضع سياسي ووضع الامور في نصابها الصحيح وجرى تأجيل الخطوات الى ما بعد القمة.
يقول قريبون من التيار ان هناك قرارا بعدم المهادنة بعد اليوم والسكوت عن الاساءة والامور ستتخذ منحى تصعيديا في الايام المقبلة في حال فشل التوصل الى اتفاق حكومي، ولا تقابل اوساط التيار بكثير من الايجابية موقف رئيس المجلس نبيه بري الذي قام بالتفاتة مفاجئة تجاه رئيس التيار الوطني الحر ووصفه برجل الدولة، ففي قناعة العونيين ان الاساءة هذه المرة اتت من عين التينة لرئاسة الجمهورية فرئيس الجمهورية كان يتطلع الى قمة عربية تفيد اللبنانيين في اجواء افضل من تلك التي حصلت وبمردود سياسي يشجع على تسهيل ولادة الحكومة في المرحلة اللاحقة.
تؤكد اوساط التيار ايضا ان ما بعد القمة لا يشبه ما سبقها والتيار لن يقف مكتوف الايدي تجاه الحملة التي تستهدفه وتعرقل عمل الرئاسة وتسعى الى تفشيل العهد."
