لطالما أخذ الصراع السياسي بين الزعامتين الجنبلاطية واليزبكية والسباق على النفوذ ضمن طائفة الموحدين الدروز، أشكالاً متعددة عبر التاريخ. ومن الأوجه القديمة للصراع، والتي ولّدت انقساماً ضمن الموحدين، تعدد مشايخ العقل، فكان كل فريق يدعم شيخه الخاص.
وبحسب القانون 1962 كان يُنتخب شيخا عقل من أبناء الطائفة، فكان هناك شيخ يزبكي وآخر جنبلاطي. مع وفاة الشيخ رشيد حمادة (يزبكي) العام 1970، لم يبق إلّا الشيخ محمد أبو شقرا (جنبلاطي) في سدة مشيخة العقل، واتفق آنذاك مؤسس الحزب «التقدمي الإشتراكي» كمال جنبلاط والمير مجيد ارسلان على ان تبقى مشيخة العقل موحدة مع الشيخ أبو شقرا إلى أن توفي في العام 1991. بعده تولّى المنصب قائم مقام شيخ العقل الشيخ بهجت غيث، وبقي إلى حين صدور القانون الجديد الذي نظّم شؤون الطائفة.
بعد الانتخابات النيابية في العام 2005، وبنتيجة المقاعد التي حصدها رئيس "اللقاء الديموقراطي" آنذاك وليد جنبلاط والزعامة الدرزية التي تكرّست له، وسقوط غريمه التقليدي رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان، قدّم مشروع قانون الى المجلس النيابي، ينظّم شؤون طائفة الموحدين الدروز، ويحدد وجود مجلس مذهبي ينتخب شيخ عقل الطائفة، وقد أبصر القانون النور العام 2006، وتشكل المجلس المذهبي وتمّ انتخاب الشيخ نعيم حسن، ومنذ ذلك الحين قاطع ارسلان المجلس.
في هذا الإطار، يؤكّد رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ سامي ابي المنى "ان لا مشكلة مع اسم الشيخ الغريب الذي دعي إلى القمة بغير وجه حق، إنما المشكلة في الكيدية السياسية وبمبدأ العودة إلى الوراء".
ويذكّر أبي المنى أنّ تسمية "الغريب كشيخ عقل جاءت على أثر اجتماع عقده ارسلان في خلده كنوع من الاعتراض على القانون 2006 الذي نظّم شؤون الطائفة، وقد استبق عملية انتخابنا للشيخ حسن، وهذا الامر مخالف للقانون، مشيراً إلى انّ كل من «يحاول إبراز الشيخ الغريب يكرّس الانقسام والازدواجية".
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا.