أخبار عاجلة
المفاوضات مع هوكشتاين قطعت شوطًا كبيرًا -
بلدات جنوبية تحت القصف -

.. .وغابت فراشة الصحافة المكتوبة

.. .وغابت فراشة الصحافة المكتوبة
.. .وغابت فراشة الصحافة المكتوبة
غابت فراشة الصحافة المكتوبة، مي منسى (عبد الساتر)، قبل أن تشهد على غياب الصحافة بمفهومها التقليدي، وقبل أن تبكي على أقلام تتكسرّ، الواحد تلو الآخر، فأبكانا رحيلها، وهي التي كانت ما بينها وبين الحياة  قصة عشق متبادلة.

غابت الفراشة، وهي التي كانت تتنقل من زهرة إلى زهرة، لتنتقي ما فيها من جمال وروعة وتحوّلها إلى كلمات لم تكن يومًا إلاّ إنعكاسًا لرّقة قلّ نظيرها. فكانت تكتب لا بحبر أسود، بل بحبر يشبه كل الألوان، لأنها كانت تكتب بشغف المرأة الحالمة المتكئة على وسادة الأيام، بحلوها ومرّها، فكانت تزيد على الأيام الحلوة حلاوة وتسكب ما في نفسها على الأيام المرّة لتصبح أقل مرورة، وتحاول أن تقرّبها من صورتها لتجعل منها نسخة طبق الأصل عنها.


غابت الفراشة من دون أن تسمح لوهج النار أن تحرق أجنحتها، لأنها أستعارت من الأرز أجنحة مكنّنتها من الإقتراب إلى نور الشمس، وهي التي، وإن مشت على الأرض، كانت تحّلق عاليًا، وتنظر إلى الاشياء من فوق فتراها أصغر من صغيرة، وهذا ما جعلها في قمة التواضع، الذي اصبح في عالمنا اليوم عملة نادرة، لا يعرف قيمتها إلاّ من كانت طينته كطينة، التي نودّع اليوم، وهي وإن غابت بالجسد باقية في البال والوجدان ما دام مكتوب للطيبة أن تبقى حكمًا بين الجنة والنار.

فلمثل أمثالك قال يومًا ملك التاريخ، الذي لا قبله قبلُ، ولا بعده بعدُ "طوبى لأنقياء القلوب فإن لهم ملكوت السماء".

ثمانون من السنين كانت كافية لتصنع منك أرجوحة للزمن الجميل، وقصيدة لم تخطر على بال شاعر ملهم بعد، لتترك لمن أنت بجواره اليوم فسحة من فسحات التهليل والتعظيم.

فراشة الزمن الجميل تحرّرت اليوم من ضعف الجسد لتبقى نسمة النسمات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى ترجيح الخيار الرئاسي الثالث يتصدر جدول أعمال “الخماسية”

معلومات الكاتب