صراع أميركي - روسي حول أزمة ليبيا

برز خلاف أميركي- روسي بشأن كيفية إدارة الأزمة في ليبيا، بعدما أبدت واشنطن انزعاجها من حضور روسي متنامٍ في الصراع الليبي، بينما نفت روسيا، اليوم الأربعاء، المزاعم الأميركية، في خطوة قد ترفع من حدة التوتر بين البلدين، وتجعل من ليبيا مسرحاً جديداً للمواجهة بين أميركا وروسيا.

واليوم الأربعاء، وصف المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي، اتهامات الخارجية الأميركية لروسيا بزعزعة الاستقرار في ليبيا من خلال نشر شركات عسكرية خاصة هناك، أنها "أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة"، مشيراً إلى أنّه "لا يحق للكثير من الدول من الناحية الأخلاقية، الحديث عن زعزعة استقرار الوضع في ليبيا بعد أن دمروها بأفعالهم التي تنتهك القانون الدولي".

وجاء تصريح المتحدث باسم الكرملين، رداً على بيان الخارجية الأميركية الذي انتقد التدخل الروسي في الأزمة الليبية، حيث استنكرت واشنطن بشكل علني النشاط العسكري غير المسبوق لروسيا على الأراضي الليبية، وصعّدت نبرة الاحتجاج على موسكو، بعدما اتهم بيان للخارجية أمس الثلاثاء، تحدث عن لقاء بين المسؤولين الأميركيين والجنرال خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، موسكو باستغلال النزاع في ليبيا على حساب الشعب الليبي.

ويرى النائب البرلماني مصباح اوحيدة أن التحركات الأميركية السياسية المكثفة في ليبيا خلال الفترة الأخيرة، لها علاقة بالتدخلات الروسية والتنافس بينهما، معبراً عن أمله في أن تكون مؤشرا لعودة الإدارة الأميركية للأخذ بزمام المبادرة في الملف الليبي، بعدما استحوذت على إدارته الدول الأوروبية.

رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس الأميركي دونالد ترمب رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرئيس الأميركي دونالد ترمب

وأشار اوحيدة في تصريح لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إلى أن الولايات المتحدة لم يكن لديها التأثير الكافي في الأزمة الليبية، التي لم تكن من أولويات الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، واقتصر تدخلّ واشنطن على مراقبة النشاط الإرهابي ومكافحته، في حين كان الأوروبيون أكثر اهتماماً وتواجداً، نظراً لمشاكلهم المشتركة مع ليبيا فيما يخص الهجرة غير الشرعية والمصالح الاقتصادية.

وبعد ثورة 2011 التي أطاحت بنظام الزعيم معمر القذافي، تحركت روسيا في ليبيا وأقامت علاقات مع جميع الأطراف الليبية المتصارعة في البلاد، فإلى جانب دعمها لحفتر، استقطبت موسكو المسؤولين الليبيين في حكومة الوفاق الوطني، وكذلك أنصار النظام السابق، حيث أجرت هذه الأطراف زيارات متكررة إلى روسيا، حيث التقوا كبار المسؤولين هناك، في حين انسحبت الولايات المتحدة من المشهد منذ مقتل سفيرها كريستوفر ستيفنز في بنغازي عام 2012، واقتصر نشاطها على مكافحة الإرهاب وتنفيذ ضربات جويّة ضدّ الجماعات الإرهابية، ووجودها على بعض الجنود في طرابلس، قامت بإجلائهم عقب اندلاع الصراع العسكري على العاصمة طرابلس مطلع أبريل الماضي.

وفي هذا السياق، أكدّ النائب البرلماني علي التكبالي، أن واشنطن بعدما انسحبت وتركت المجال واسعاً للأوروبيين لحل المشكل الليبي، بدأت الآن ترى أنّ الآوان قد حان لحسم الأمر، خاصة بعد فشل دول الاتحادالأوروبي في إيجاد حلّ بسبب انحراف بعضها وتأييدهم للميليشيات المسلحة، مضيفاً أن التدخل والوجود الروسي كان سبباً لتسريع خطوات الأميركي.

قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قائد الجيش الليبي خليفة حفتر ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف

وأضاف لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت"، أن أسباب القلق الأميركي من التواجد الروسي في ليبيا مرده التنافس على النفوذ في ليبيا وفي العالم، حيث يعتبر كل بلد أن ليبيا من ضمن مناطق نفوذهما، موضحاً أن أميركا لا تبحث الحصول على مصالح واتفاقيات اقتصادية من ليبيا، بقدر ما يهمها حرمان الروس من مناطق نفوذ جديدة في العالم، ومنع عودتهم إلى ليبيا من جديد، بعد انتهاء تأثيرهم فيها عقب سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي.

وتأتي هذه المواجهة الأميركية الروسية في ليبيا، قبل أسابيع من استضافة العاصمة الألمانية برلين، مؤتمراً يجمع الأطراف الدولية المؤثرة في الملف الليبي، لبحث حل سياسي ينهي الصراع القائم في البلاد، سيكون لأميركا وروسيا حضور بارز فيه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق