أخبار عاجلة

ما أهداف أردوغان من تضخيم دور قواته في قطر؟

أفادت صحيفة تركية نقلاً عن خبراء أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقصد تضخيم دور قوات بلاده المتواجدة بقطر، لدوافع مالية لا صلة لها بالشؤون الدفاعية والأمنية.

واعتبر خبراء في المجالين أن هامش التحرّك المتاح لتلك القوات محدود جدّا في منطقة بالغة الحساسية للولايات المتّحدة التي تحتفظ في قطر بإحدى أهم قواعدها العسكرية خارج مجالها؛ قاعدة العديد التي تؤوي عددا كبيرا من الجنود والعتاد المتطوّر.

وصرح أردوغان الخميس بأن الوجود العسكري لبلاده في قطر يخدم الاستقرار والسلام في منطقة الخليج.

ويصف الخبراء وفق ذات المصدر الوجود العسكري التركي في قطر بالرمزي بغض النظر عن حجمه، ويعتبرون أنّ دوره لا يمكن أن يتعدّى الجانب "النفسي" المتمثّل في توفير الطمأنينة للأسرة الحاكمة غير المعرّضة في حقيقة الأمر لأي تهديد جدّي من أي طرف.

دافع مالي مباشر

بيد أن مطّلعين على الشؤون الخليجية يؤكّدون وجود دافع مالي مباشر وراء إرسال تركيا لجنودها إلى قطر حيث يفتح بابا إضافيا أمام أنقرة للوصول إلى أموال الغاز القطري.

ويربط هؤلاء حديث أردوغان عن القوات التركية في الخليج بالأزمة المالية المتفاقمة لبلاده، حيث سجّلت الليرة التركية الخميس مستوى قياسيا جديدا في الانخفاض أمام الدولار الأميركي (7.9169 ليرة للدولار الواحد)، وسط استمرار تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة والتي تشارك فيها تركيا بكثافة.

يذكر أن تركيا وقطر تربطهما اتفاقية للتعاون العسكري تمت بموجبها إقامة قاعدة عسكرية تركية على الأراضي القطرية وتنفيذ تدريبات مشتركة.

وتنص الاتفاقية على تشكيل آلية من أجل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات التدريب العسكري، والصناعة الدفاعية، والمناورات المشتركة، وتمركز القوات المتبادل بين الجانبين.

وتسعى أنقرة للحفاظ على العلاقة الأمنية والدفاعية مع الدوحة على الرغم من تشكيك أغلب الخبراء الأمنيين والعسكريين في جدواها بالنظر إلى تواضع القدرات القطرية في هذا المجال.

ويشار إلى أن قائد القوات التركية القطرية المشتركة بالدوحة بيبرس آيغون بحث الخميس مع مسؤولين عسكريين قطريين، تعزيز التعاون والتدريبات المشتركة.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع القطرية بأن آيغون التقى بشكل منفصل مع كل من رئيس هيئة التدريب بالجيش القطري جاسم أحمد المهندي، وقائد معهد اللغات بالجيش حسن عبدالله العبدالله.

وناقش آيغون والمهندي المواضيع المتعلقة بالتمارين والتدريبات المشتركة بين الجانبين وسبل تعزيزها وتطويرها، بحسب المصدر ذاته.

وصرح أردوغان لصحيفة ذا بينينسولا القطرية، الناطقة بالإنجليزية، على هامش زيارة قام بها الأربعاء إلى الدوحة، أنّ هناك علاقات استراتيجية واسعة بين البلدين تمتد من الاقتصاد إلى الصناعة والدفاع والأمن والاستثمار والطاقة.

وذكر أنّ تركيا توفر للمستثمرين القطريين فرصا جذابة في مجالات كثيرة مثل العقارات والمال والتكنولوجيا والدفاع والاتصالات.

تشكيك في تكافؤ فرص الاستفادة

وكثيرا ما يشكّك المراقبون في تكافؤ فرص الاستفادة من العلاقات المتنامية بسرعة بين أنقرة والدوحة، إذ يرون أن الكفّة راجحة بشكل كامل للجانب التركي.

ونوه أردوغان بارتفاع صادرات بلاده لقطر بنحو 10 في المئة خلال العام الماضي، مشيرا إلى وجود 500 شركة تركية تعمل في قطر حاليا. وأكد أن شركات المقاولات التركية فقط تولت تنفيذ مشاريع في قطر تقدر قيمتها الإجمالية بنحو 18.5 مليار دولار.

وترى تركيا في نهائيات كأس العالم التي تستعد قطر لاحتضانها بعد نحو عامين فرصة اقتصادية هامة يتعين اغتنامها. وشدّد الرئيس التركي على أن البلدين سيعمقان التعاون بينهما من خلال المشاريع المشتركة قبيل مونديال 2022، مضيفا "يتطلب كأس العالم عملا تحضيريا كبيرا على نطاق واسع، بدءا من الأمن وحتى التنظيم، وليس فقط من حيث استثمارات البنية التحتية".

كما أكد أن المشاريع المشتركة في المجالات العسكرية والأمنية والصناعات الدفاعية، تشكل العمود الفقري للعلاقات بين تركيا وقطر.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى أوكرانيا تلاحق الصحفيين لإخفاء الحقائق