أخبار عاجلة
تفاؤل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في نيسان -
“الحزب” يستهدف آليات إسرائيلية -

بعد 39 عاماً… ترمب يثأر!

بعد 39 عاماً… ترمب يثأر!
بعد 39 عاماً… ترمب يثأر!

 

بدأت امس، الأحد 4 تشرين الثاني الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران، وذلك بعد أن انسحبت إدارة ترمب من الاتفاق النووي في أيار الماضي، وطبقت حزمة أولى في آب الماضي، وها هي تطلق حزمة عقوباتها الثانية، التي تستهدف الصادرات النفطية الإيرانية بهدف خفضها إلى الصفر، لتحقيق مزيد من الضغط على النظام الإيراني، ومنعه من استخدام موارده في زعزعة استقرار المنطقة والعالم.

ويرى بعض المراقبين أن اختيار مواعيد تطبيق العقوبات هو اختيار عشوائي، مستشهداً بتاريخ الانسحاب من الاتفاق في أيار، وكذلك تاريخ بدء تطبيق الجولة الأولى في آب.

لكن آخرين يرون، رغم ما سبق من حجج، أن اختيار تاريخ بدء تطبيق الجولة الثانية، على الأقل، ليس صدفة على الإطلاق، خاصة إذا ما تم الالتفات إلى تغريدة مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، أمس الأحد، عبر “تويتر”، حيث قال: “اليوم يصادف الذكرى التاسعة والثلاثين لاقتحام السفارة الأميركية في طهران، عندما تم احتجاز أكثر من 50 من زملائنا كرهائن. واستمرت شجاعتهم وعزيمتهم على مدى 444 يوماً في الأسر، ونحن الآن نؤكد على التزامنا بإجبار إيران على التخلي الدائم عن أنشطتها الخارجة عن القانون”.

 

في مثل هذا اليوم من عام 1979، أي مع الأيام الأولى لانطلاق الثورة الإيرانية على الشاه، انطلق مجموعة من الشباب الإيرانيين المتحمسين لحركة الخميني، واقتحموا السفارة الأميركية في طهران، واحتجزوا أكثر من خمسين دبلوماسيًا أميركيًا داخل مقر السفارة، في احتجاز استمر 444 يومًا، بدأ يوم 4 تشرين الثاني 1979، وانتهى يوم 20 كانون الثاني 1981.

وفي حين تعارض جميع المواثيق الدولية ما قام به الطلاب المتشددون في بداية الثورة الإيرانية باقتحام السفارة الأميركية، بارك قادة الحرس الثوري ذكرى اقتحام السفارة في ندوات خطابية تزامنت مع بدء الجولة الثانية من العقوبات الأميركية اليوم الأحد.

 

ويرى كثير من المحللين أن احتلال السفارة الأميركية في الرابع من تشرين الثاني، قبل أربعين عامًا، كان العامل الرئيسي في إشعال الأزمة بين واشنطن وطهران، تلك الأزمة التي استمرت طوال أربعة عقود مضت، وقد استفاد من هذه الأزمة وسخرها لصالحه تيار متشدد، مدعوم من المرشد الأعلى في إيران لمواصلة الحكم وتقسيم المجتمع الإيراني إلى موال للولي الفقيه ومشاريعه السياسية، وغير موال للنظام، بل عدو له أحياناً.

ولقد كان الزلزال الذي سببته عملية احتجاز الرهائن الدبلوماسيين الأميركيين في أميركا بنفس الشدة التي كانت له في إيران. فقد خسر الديمقراطيون الانتخابات الرئاسية أمام الجمهوريين، بسبب عدم تمكنهم من تحرير الرهائن، وتم إطلاق سراح الرهائن في نفس اليوم الذي أدى فيه رونالد ريغان اليمين الرئاسية.

 

وكان إطلاق سراح الرهائن هو البداية فقط، لكن الجدار العالي من انعدام الثقة بين طهران وواشنطن الذي تكون بأثر هذا الحادث لم يهدم، وجاءت العقوبات واحدة تلو الأخرى. حتى عندما جلس وزيرا الخارجية محمد جواد ظريف، وجون كيري، اللذان التقيا على طاولة المفاوضات بين عامي 2013 و2015، للتوصل إلى اتفاق نووي، كان هذا التاريخ الطويل من التوتر والتشاؤم عائقًا أمام التوصل إلى نقطة تجعل فتح السفارات وبناء العلاقات الطبيعية بين البلدين ممكنة.

والمثير في قضية إعادة العقوبات، وتحديدا في تاريخ بداية الجولة الثانية منها، أنها تصادف بالتاريخ الإيراني يوم 13 من شهر “آبان”. وهو الرقم الذي ينظر إليه كثيرون في العالم ومنهم الإيرانيون بوصفه رمزا للتشاؤم، وهو ما أشارت له صحف إيرانية.

 

فهل تريد الإدارة الأميركية أن تقول لنظام الولي الفقيه إن هذه الجولة من العقوبات ستكون نذير شؤم على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أم أن إدارة ترمب تبعث برسالة الولي الفقيه بأنها لم تنس ما حدث لدبلوماسييها حتى وإن مرت أربعون سنة، وحكم نظام الولي الفقيه مرشد بعد مرشد؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى واشنطن تعترف: الحرب الأوكرانية مفيدة للاقتصاد الأمريكي

معلومات الكاتب