أخبار عاجلة

هكذا أضاعت رومانيا 120 طناً من مخزون ذهبها في روسيا

في خضم الحرب العالمية الأولى، وقعت العاصمة الرومانية بوخارست أواخر العام 1916 في قبضة جيوش الإمبراطوريات الوسطى لتجبر بذلك الحكومة الرومانية على الانتقال من العاصمة نحو مدينة ياسي (Iași) شرق البلاد، ناقلة معها أهم الممتلكات الموجودة بالخزينة.

صورة للقيصر الروسي نيقولا الثاني صورة للقيصر الروسي نيقولا الثاني

وخوفاً من إمكانية انتصار القوى الوسطى، درست الحكومة الرومانية فرضية نقل محتويات الخزينة نحو مكان آمن. وبادئ الأمر، اقترح البعض نقل ثروة البلاد نحو بنوك إنجلترا أو الدنمارك أو الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن رئيس الوزراء إيونيل بريتيانو (Ionel Brătianu) عارض ذلك مؤكداً على صعوبة نقل احتياطي البلاد من الذهب، المقدر بنحو 120 طناً من الذهب، براً بسبب هيمنة كل من ألمانيا والنمسا المجر على أوروبا الوسطى واستحالة نقله بحراً أمام التواجد المكثف للغواصات الألمانية ببحر الشمال.

صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين صورة للقائد السوفيتي جوزيف ستالين
نقل الذهب والتحف إلى روسيا

وأمام هذا الوضع، اقترح رئيس وزراء رومانيا نقل ثروة البلاد من الذهب نحو الإمبراطورية الروسية، مؤكداً على أن روسيا حليف جيد لبلاده ليوقع بذلك اتفاقية مع الجانب الروسي تعهّدت من خلالها سلطات الإمبراطورية الروسية بحفظ الذهب الروماني داخل الكرملين وإعادته لرومانيا حال نهاية الحرب العالمية الأولى.

صورة تعبيرية صورة تعبيرية

إلى ذلك، غادر منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر 1916 محطة ياسي قطار تكون من 21 عربة تواجدت بداخله 120 طناً من السبائك والقطع الذهبية. وقد رافق هذا القطار نحو 200 جندي لتأمين وصوله للروس.

صورة لرئيس الوزراء الروماني إيونيل بريتيانو صورة لرئيس الوزراء الروماني إيونيل بريتيانو

وبحلول شهر تموز/يوليو 1917، نقل قطار آخر، تزامناً مع تتالي هزائم الجيش الروماني، أعداداً كبيرة من القطع الأثرية واللوحات الفنية والمخطوطات العلمية نحو روسيا، حيث فضّل الرومانيون مرة أخرى نقل هذه الممتلكات القيمة نحو بلد حليف بدل وقوعها في يد القوى الوسطى.

لكن بداية من شهر شباط/فبراير 1917، شهدت روسيا سلسلة من الأحداث التاريخية التي جاءت لتنهي حكم القيصر نيقولا الثاني وتجسّد صعود البلشفيين وقيام الاتحاد السوفيتي عقب ثورة تشرين الأول/أكتوبر.

خريطة رومانيا سنة 1916 خريطة رومانيا سنة 1916
مصادرة "الأمانة"

ومع دخول القوات الرومانية منطقة بيسارابيا (Bessarabia) مطلع العام 1918، عمدت السلطات السوفيتية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع رومانيا وصادرت الممتلكات الرومانية الموجودة على أراضيها، والتي تضمنت أساساً نحو 120 طناً من الذهب، والقطع التاريخية.

صورة لإحدى فرق المدفعية الرومانية صورة لإحدى فرق المدفعية الرومانية

وطيلة العقود التالية، حاولت رومانيا استعادة ممتلكاتها من الاتحاد السوفيتي. فسنة 1922، كللت جهودها بالفشل أمام رفض المسؤولين السوفيت. لكن بحلول العام 1935، وافق جوزيف ستالين على إعادة جزء من الأرشيف الوطني للسلطات الرومانية. وبعدها بعقدين نجح الرومانيون في استعادة عدد هام من لوحاتهم الفنية وكنوزهم التاريخية.

جانب من القوات الرومانية خلال الحرب العالمية الأولى جانب من القوات الرومانية خلال الحرب العالمية الأولى

من جهة ثانية، رفض المسؤولون السوفييت إعادة كميات الذهب المقدرة بنحو 120 طناً لرومانيا. وعلى الرغم من انهيار الاتحاد السوفيتي مطلع تسعينيات القرن الماضي، حافظت روسيا على نفس الموقف حيث فشلت جهود رومانيا في استعادة ممتلكاتها التي فقدتها أثناء الحرب العالمية الأولى.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى