أخبار عاجلة
“الحزب” يستهدف ثكنة زبدين -
تفاؤل بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في نيسان -
“الحزب” يستهدف آليات إسرائيلية -

لماذا قتلت إيطاليا 15 ألف إثيوبي بالكيماوي؟

خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر لقيت الحملة العسكرية الإيطالية على إثيوبيا فشلاً ذريعاً وبناء على ذلك حافظت الأخيرة على استقلالها لفترة قاربت الأربعة عقود.

لكن مع صعود الفاشيين بإيطاليا سعى الدوتشي (Duce) الإيطالي بينيتو موسوليني (Benito Mussolini) لإعادة إحياء أمجاد الإمبراطورية الرومانية سابقا عن طريق حملات توسعية بالبلقان وأفريقيا فضلا عن ذلك خطط الأخير لمحو عار الهزيمة التي تلقتها بلاده أواخر القرن التاسع عشر بإثيوبيا فما كان منه إلا أن انتظر اللحظة المناسبة ليأمر بعمل عسكري ضدها.

صورة للدوتشي بينيتو موسوليني في الوسط إلى جانب عدد من العسكريين الإيطاليين

وخلال منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وجد بينيتو موسوليني ضالته فعلى إثر مناوشات حدودية بين القوات الإثيوبية والقوات الإيطالية المتمركزة بالصومال الإيطالي اندلعت حرب طاحنة لم تتردد إيطاليا خلالها في استخدام الأسلحة المحرمة دوليا لإخضاع إثيوبيا وطرد إمبراطورها هايله سيلاسي (Haile Selassie I) من البلاد.

وعقب فشل جميع جهود التسوية الدولية باشرت إيطاليا يوم الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر سنة 1935 عملية اجتياح إثيوبيا انطلاقا من أراضي مستعمراتها بكل من إريتريا والصومال فضلا عن ذلك أوكل موسوليني مهمة إخضاع إثيوبيا لجملة من كبار العسكريين كان أبرزهم بييترو بادوليو (Pietro Badoglio) ورودولفو غراتسياني (Rodolfo Graziani).

صورة للدوتشي الإيطالي بينيتو موسوليني

مع بداية العمليات العسكرية واجهت إيطاليا مقاومة شرسة من القوات الإثيوبية التي افتقرت للتدريب العسكري والانضباط فضلا عن ذلك تمكن الجنود الإثيوبيون، ذوي التسليح الرديء، من إلحاق خسائر بشرية فادحة بالإيطاليين خاصة خلال ما عرف بهجوم أعياد الميلاد ما بين أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر سنة 1935 ومنتصف يناير 1936. وأمام هذا الوضع السيئ تخوفت إيطاليا من هزيمة مشابهة لتلك التي تعرضت إليها أواخر القرن التاسع عشر كما عاش الدوتشي بينيتو موسوليني على هاجس انهيار أطماعه التوسعية بأفريقيا وتدهور مكانة إيطاليا العالمية في حال فشل الحملة على إثيوبيا.

بالتزامن مع ذلك، اتجهت إيطاليا لحسم العملية العسكرية بإثيوبيا في أسرع وقت فما كان منها إلا أن وافقت على اعتماد برنامج جديد يقتضي استخدام القصف المدفعي والجوي المكثف إضافة إلى السلاح الكيماوي.

صورة للجنرال الإيطالي رودولفو غراتسياني

وفي الأثناء، استغل الإيطاليون حادثة التنكيل بجثث عدد من ضحاياهم، مثل الطيّار تيتو مينيتي (Tito Minniti) والذي تم قطع رأسه ويديه، ليباشروا بعملية استخدام غاز الخردل ضد الإثيوبيين. وخلال تلك الفترة، أعجب الجنرال الإيطالي بييترو بادوليو بشكل كبير بالسلاح الكيماوي والذي كان قادرا على تدمير جيش بأكمله خلال فترة وجيزة، وبناء على ذلك باشر الأخير باستخدام غاز الخردل بشكل مكثف فضلا عن ذلك لم يتردد رودولفو غراتسياني في اعتماد إجراء مماثل ضد الإثيوبيين.

صورة لملك إيطاليا فكتور إيمانويل الثالث صورة للجنرال الإيطالي بييترو بادوليو

وفي الأثناء تنكرت إيطاليا، من خلال استخدامها لغاز الخردل لما جاء في معاهدة جنيف لسنة 1925 والتي تقضي بحظر الاستعمال الحربي للسلاح الكيماوي. ولتجنب مزيد من الأزمات الدولية نفى المسؤولون الإيطاليون استخدامهم لغاز الخردل مؤكدين على اعتماد الجيش الإيطالي على نسخة مطورة من الغاز المسيل للدموع فقط. وبالتزامن مع ذلك عمد سلاح الجو الإيطالي لأكثر من مرة إلى استهداف سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر لمنعها من بلوغ المناطق التي تعرضت للهجمات الكيماوية.

يوم الخامس من شهر أيار/مايو سنة 1936، فر الإمبراطور الإثيوبي هايله سلاسي من البلاد عقب دخول القوات الإيطالية للعاصمة أديس أبابا وبناء على ذلك أعلن بينيتو موسوليني سقوط إثيوبيا في قبضة إيطاليا ونصّب الملك الإيطالي فكتور إيمانويل الثالث (Victor Emmanuel III )إمبراطورا عليها. في غضون ذلك لعب السلاح الكيماوي والذي أدى لانهيار الروح المعنوية للجنود الإثيوبيين، دورا حاسما في سقوط إثيوبيا وبناء على التقارير السوفيتية لتلك الفترة تسبب غاز الخردل في مقتل حوالي 15 ألف إثيوبي بينما قدمت مصادر أخرى أرقاما مختلفة تجاوزت أحيانا 50 ألف قتيل.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى