أخبار عاجلة

صرخة امرأة.. هل صُمم العالم لأجل الرجال؟

صرخة امرأة.. هل صُمم العالم لأجل الرجال؟
صرخة امرأة.. هل صُمم العالم لأجل الرجال؟

تطرح الصحافية البريطانية، كارولين كريادو بيريز (35 عاما)، في كتابها "النساء غير المرئيات"، وهو الكتاب الثاني لها كناشطة في مجال الحركة النسائية، قصة مدينة سويدية قررت في عام 2011 تقييم جميع سياساتها من حيث تأثيرها على النوع الاجتماعي.

وفي البدء، فإن السياسة قد تبدو بشكل عام وهي تنظر للمرأة والرجل بوجهة واحدة، لكن نظرة أعمق قد تكشف الكثير من الخلل، فأغلب النظم والسياسيات بما في ذلك التكنولوجيا تبدو كما لو أنها مصممة للذكور وليس للإناث.

أم وعاصفة ثلجية

وتحكي الصحافية صوفي ماكين في مقال نشرته بمجلة "نيوستيتسمان أميركا" كيف أنها عانت أثناء عبورها في الشارع بين المشاة أثناء عاصفة في نيويورك وكانت تصحب طفلتها الرضيعة معها، ولم يمنحها المارة أفضلية في العبور.

ويبدو تصميم الشوارع شأنا ذكوريا بحتا، فهل فكر المعماريون أو مخططو المدن في أن ثمة امرأة حاملا سيكون عليها أن تشق طريقها بين الرجال؟!

تلفت الكاتبة الانتباه إلى أن الرجال في الغالب يقودون السيارات، وأن النساء هن كذلك الأكثر عرضة للتنقل على القدمين، وأن السلطات أزاحت ومهدت أولا طريق النقل العام في حين تأخرت ممرات المشاة، وكن النساء هن المتضررات.

وتشير الأرقام إلى أن النساء هن الأكثر إصابة أثناء العواصف الثلجية لهذا السبب، ومع بدء الاهتمام بالأرصفة لتكون أكثر أمانا، كان عدد الذين يدخلون إلى المستشفى يقل كثيرا.

أمثلة صارخة

وترى صوفي ماكين "أن الأمثلة الصارخة على التحيز موجودة، والنساء يتعرضن للإهمال بشكل روتيني في الأبحاث وجمع البيانات، بحيث أن كل شيء تقريبا بات لا يلقي بالا لهذا الأمر، من التكنولوجيا إلى الأدوية ثم المدن التي نعيش فيها والقوانين والسياسات التي تحكم وجودنا، فهي مصممة بشكل أساسي مع وضع الرجال في الاعتبار".

وتبقى الملاحظات البسيطة جديرة أن تكشف الكثير، مثلا الهواتف الذكية بعضها صمم بحجم كبير يبدو غير مثالي لأيدي النساء، ويمضي الأمر إلى برامج وتطبيقات الصوت.

تصميم السيارات

وتلفت المجلة الانتباه إلى أنه مثلا عندما تقع حوادث مرورية فإن احتمال إصابة النساء بجروح خطيرة يصل إلى نسبة 47 في المئة أكثر من الرجال، ما يعطي مؤشرا إلى خلل في التصاميم المتعلقة بالسيارات وربما الطرق.

الإجابة الأكثر وضوحا أن المهندسين قاموا في الغالب باختبار سلامة السيارة باستخدام دمى على غرار "الرجل المتوسط"، والإصدار الأكثر شيوعا هنا يبلغ طوله 1.77 متر، ويزن 76 كلغ، وله نسب كتلة العضلات للذكور، بمعنى أن المرأة ليس لها من وجود.

وهناك ملاحظة جانبية مثيرة للدهشة والغضب تشير إليها ماكين، وهي أنه حتى اليوم لم نقم بعد بتطوير حزام أمان آمن للحوامل لاستخدامه، على الرغم من أن حوادث السيارات هي السبب الرئيسي لوفاة الجنين المرتبطة بصدمات الأم.

سترة الشرطيات

ثمة أمور أخرى عديدة، فغالبا ما تتعرض النساء لمزيج فظيع من الإزعاج اليومي والأخطار الخفية، على سبيل المثال فقد سبق أن شكا المئات من الشرطيات من ملابسهن الواقية غير المناسبة، التي صممت في الأساس لتناسب أجساد الرجال.

وبعض الأحزمة تترك كدمات والسترات تطعن ولا تضع أي مساحة للثدي وهي غير مريحة لدرجة أن بعض الضباط من النساء، طلبن إجراء جراحة فيزيائية أو تقليدية للثدي لمواصلة العمل.

وفي عام 1997، تعرضت ضابطة شرطة للطعن وقتلت أثناء ضربها بابًا مسطحًا بسبب الخلل في تصميم السترة.

فجوات في الطب

يبقى أيضا الإشارة إلى أن فجوة البيانات في المجال الطبي في المسألة النوعية تظل خطيرة كذلك، فالنساء أقل حضورا في التجارب السريرية، ما يعني تعرضهن لردود أفعال سلبية عند استخدام الأدوية أكثر من الرجال.

وليس من رصد واضح إلى الآن للآثار التي تنعكس على النساء والمترتبة عن عدد كبير من الأدوية الموجودة في الأسواق.

فمثلا تشير الكاتبة إلى أن هناك دواءً موصوفًا بشكل شائع لارتفاع ضغط الدم يقلل الوفيات الناجمة عن الأزمات القلبية بين الرجال ولكنه يزيدها عند النساء، كما أن احتمال إصابة المرأة بالخطأ تصل إلى 50 بالمئة عند تعرضها لأزمة قلبية.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى