أخبار عاجلة

طعام فاسد تسبب بمذبحة.. و1000 إضراب في روسيا

منذ مطلع القرن العشرين، عاشت الإمبراطورية الروسية على وقع العديد من الاحتجاجات العمالية والاجتماعية التي هددت النظام القيصري بالبلاد ومهدت لقيام ثورة شباط/فبراير 1917 وأسفرت عن تنازل القيصر نيقولا الثاني عن العرش. فتزامنا مع الهزيمة الروسية المذلة ضد اليابان بحرب 1904 – 1905، عمدت قوات القيصر خلال شهر يناير/يناير 1905 لقتل عدد من المحتجين السلميين الذين تظاهروا قرب قصر الشتاء بسانت بطرسبرغ مثيرة بذلك حالة من الاحتقان والغضب بين المواطنين الروس.

صورة للقيصر نيقولا الثاني

صورة للقيصر نيقولا الثاني

وعام 1912، عاشت روسيا على وقع حادثة مشابهة أججت الغضب في صفوف قطاع العمال، حيث لجأ الجيش القيصري لاستخدام القوة ضد معتصمي مناجم الذهب بمنطقة لينا (Lena) بسيبيريا، متسببة بذلك في ظهور إضرابات واعتصامات عمت كامل أرجاء الإمبراطورية.

ظروف عمل قاسية

وتعود أطوار حادثة مناجم لينا للعام 1912. فخلال تلك الفترة، حققت مؤسسة مناجم ذهب لينا الواقعة على ضفاف نهر لينا على مقربة من قرية بودايبو (Bodaïbo) بجنوب شرق روسيا أرباحا سنوية تجاوزت 7 ملايين روبل روسي على حساب عمالها الذين واجهوا ظروف عمل قاسية وحصلوا في المقابل على أجور زهيدة كانت بالكاد تكفي لسد رمقهم.

صورة للوزير سيرغي ويت

صورة للوزير سيرغي ويت

وبناء على تقارير تلك الفترة، اضطر العمال بمناجم ذهب لينا للعمل لأكثر من 15 ساعة يوميا متحملين الروائح الكريهة والغازات المنبعثة من داخل المناجم. فضلا عن ذلك، شهدت هذه المناجم عددا كبيرا من الحوادث المميتة أدت لوفاة العشرات سنويا. وقد نال هؤلاء العمال أجورا اقتطعت نسبة هامة منها على شكل ضرائب وخطايا مالية واستغل ما تبقى منها لشراء قصاصات الطعام من مخازن المؤسسة. في الأثناء، كانت هذه المؤسسة مملوكة لعدد من المستثمرين البريطانيين والروس. ومن ضمن المستثمرين الروس، برز أساسا اسما الوزير السابق سيرغي ويت (Sergei Witte) والإمبراطورة الروسية السابقة، وزوجة القيصر السابق ألكسندر الثالث، ماريا فيودوروفنا (Maria Fyodorovna).

جانب من ضحايا مذبحة لينا

جانب من ضحايا مذبحة لينا

يوم 13 آذار/مارس 1912، اندلعت احتجاجات محدودة بمنجم الذهب أندريفسكي (Andreyevsky) المملوك لهذه المؤسسة حيث عمد العمال للتظاهر احتجاجا على منحهم وجبات طعام تكونت من اللحم الفاسد.

وبعد أيام، تطورت هذه الاحتجاجات لتتحول لإضرابات جذبت الآلاف من عمال مناجم لينا. وقد طالب العمال حينها بتحسين ظروف عملهم وتحديد ساعات العمال بثماني ساعات يوميا وزيادة أجورهم بنسبة 30 بالمئة، وتوفير وجبات طعام صحية وطازجة لهم. وقد جاءت هذه المطالب لتصطدم برفض قاطع من مسؤولي المؤسسة.

صورة لعدد من جنود القيصر

صورة لعدد من جنود القيصر

مذبحة وإضرابات

وأمام تصاعد الاحتجاجات، أرسل النظام القيصري الجيش نحو منطقة بودايبو لإنهاء الأزمة. ومع حلولهم على عين المكان، عمد جنود القيصر يوم 17 نيسان/أبريل 1912 لاعتقال قادة الإضراب أملا في إنهائه. وخلال المساء، نظم نحو 2500 عامل مظاهرة وحاولوا التوجه نحو مقر مسؤولي مناجم لينا بناديجدنسكي (Nadezhdinsky) احتجاجا على الاعتقالات التعسفية ليقابلوا في طريقهم بجنود القيصر الذين فتحوا النار تجاههم متسببين في وفاة نحو 270 منهم وإصابة 250 آخرين.

جانب من جيش القيصر

2 صور جانب من جيش القيصر

جانب من جيش القيصر

جانب من جيش القيصر

صورة لاحتجاجات بسانت بطرسبرغ

صورة لاحتجاجات بسانت بطرسبرغ

أثارت حادثة مقتل عمال مناجم لينا حالة من الغضب وتسببت في إضرابات، شارك بها حوالي 300 ألف عامل، استمرت لأشهر بروسيا.

فخلال شهر نيسان/أبريل وحده شهدت البلاد 700 إضراب، ويوم 1 أيار/مايو سجلت البلاد ألف إضراب بجهة سانت بطرسبرغ وحدها. وبناء على ما نقله الشيوعيون لاحقا، شارك بإضرابات غرة أيار/مايو ما يزيد عن 300 ألف عامل. بحلول شهر آب/أغسطس تراجعت حدة الاحتجاجات تزامنا مع مغادرة نحو 9 آلاف عامل، رفقة عائلاتهم، مناجم ذهب لينا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى