أخبار عاجلة

عندما يتظاهر 'التيار البرتقالي' ضد نفسه!

عندما يتظاهر 'التيار البرتقالي' ضد نفسه!
عندما يتظاهر 'التيار البرتقالي' ضد نفسه!
على رغم الشعارات التي رفعت والهتافات التي أطلقت لم أفهم حقيقة خلفية التظاهرة، التي قام بها محازبو وأنصار "التيار الوطني الحر" أمام مصرف لبنان.

هل المقصود معرفة لائحة أسماء الأشخاص الذين قاموا بتهريب أموالهم إلى الخارج أم المقصود رأس الحاكم؟

فإذا كان القصد من وراء هذه التظاهرة السبب الأول فإنه كان في إستطاعة نواب "التيار" تقديم إقتراح قانون أمام مجلس النواب، وهذا الأمر يدخل في صلب مهامهم التشريعية والرقابية، للحصول على ما يريدون معرفته من دون النزول إلى الشارع المفتوح أمام الجميع من أجل الضغط على السلطة لتحقيق الحدّ الأدنى من المطالب الشعبية، وقد بُحّ صوت المنتفضين وهم يطالبون بالعيش الكريم وبرغيف الخبز وبمحاسبة الذين يتسبّبون بتجويع الناس.


لقد كان حرّي بـ"العونيين" الإنضمام إلى المنتفضين في الشوارع وضمّ صوتهم إلى أصواتهم، وبذلك يكون الصوت أقوى ويصل إلى آذان أهل السلطة أسرع، على رغم أنهم جزء من هذه السلطة، أقله منذ ثلاث سنوات، إن لم نقل أكثر.

أما إذا كان المقصود من هذه التظاهرة النيل من حاكم مصرف لبنان ومحاولة تحميله مسؤولية الأزمة المالية برّمتها، مع العلم أن التمديد لحاكميته معروف المصدر، فإن صدى الهتافات التي أطلقت بالأمس من أمام مصرف لبنان قد إرتدّ إلى أصحابه، أو بطريقة أخرى، ولو لم يتقصدّ المتظاهرون ذلك، كان المستهدَف من كل هذا الصخب من إقترح التمديد لسلامة لولاية أخرى.

بالطبع لم يكن المتظاهرون يعرفون أن كل سهم يطلقونه على سلامه إنما يوجهونه في إتجاه من مدّد له خلافًا لرأي آخر داخل "التيار"، الذي كان يريد تعيين شخص آخر من داخله، كالوزير السابق منصور بطيش مثلًا.

مع أن رئيس "التيار" النائب جبران باسيل لم يكن مشاركًا في تظاهرة الأمس، فإن بصماته كانت واضحة في كل كلمة قيلت فيها، وفي كل هتاف وفي كل شعار رُفع. وهو أراد أن يقول إنه موجود على الأرض، وإن لم يعد موجودًا داخل جدران مجلس الوزراء في شكل مباشر، تمامًا كما كان حاضرًا عندما وقعت حادثة قبرشمون عندما أصرّ على دخول الجبل من بوابته الخلفية.

بطبيعة الحال لم يفهم كثيرون لماذا أراد النائب باسيل القيام بهذه الحركة، على رغم أن معظمهم يتوافق في الرؤية القائلة بأن رئيس "التيار البرتقالي" يريد أن يثبت وجوده، والتأكيد أن نجمه لم يأفل وأنه قادر على التحرّك في أي مكان وفي أي زمان، مع التسليم بأن إختيارالمناسبة لم يكن موفقًا كثيرًا، خصوصًا أن الضغط الذي مورس على سلامة لم يخلُ في الخلفية المستترة من الضغط على من هو أعلى مقامًا من الحاكم، الذي لا يمكنه التصرّف من خارج سياق القوانين المعمول بها ومن غير الغطاء السياسي المطلوب لكل خطوة من خطواته، مع العلم أن النائب باسيل كان مشاركًا، وبفاعلية، في هذه القرارات من خلاله شخصيًا ومن خلال وزرائه، الذين تولوا المسؤولية منذ العام 2009 حتى اليوم.

فهل أدرك "العونيون"، الذين تظاهروا بالأمس، أنهم كانوا يتظاهرون ضد أنفسهم وضد رئيسهم ورئيس رئيسهم؟

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مذكرة تعاون بين "إرادة" ووزارة البيئة: حماية الثروة المائية ومليون شجرة في 10 سنوات
التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب