إنتخابات 'المحررين'.. كيف تحقق النقابة طموح الصحافيين؟

إنتخابات 'المحررين'.. كيف تحقق النقابة طموح الصحافيين؟
إنتخابات 'المحررين'.. كيف تحقق النقابة طموح الصحافيين؟
المؤكد أنّ السنوات الثلاث الأخيرة التي تلت إنتخابات نقابة المحررين في العام 2015، كانت الأسوأ على مستوى الصحافة المكتوبة التي شهدت إنتكاسة طالت العديد من المؤسسات الإعلامية سواء على مستوى الإقفال أو تسريح العاملين فيها. مقاربة تُعد الأقرب من بين ملفات كثيرة، يُفترض بالعمل النقابي النهوض بها، وإلاّ فإلمطلوب إعادة البحث في مفهوم عمل النقابات، الذي لم يعد متلائماً مع المشاكل الجوهرية التي تعاني منها الصحافة، فكيف يُفترض بنقابة المحررين أن تحقق طموح المنتسبين وغير المنتسبين إليها؟

في مرحلة رصد دقيق لمسار الإنجازات التي قدمتها نقابة المحررين، نرى نتيجة واحدة: "لا شيء جدير بالذكر"، والنتيجة هي أن إعلاميين هم خارج النقابة، فيما المتطفلون على المهنة داخل جدولها، في ظاهرة لا تجدها إلاّ في نقابة المحررين. 
والنتيجة أيضاً إنسلاخ النقابة عن واقع الصحافة، فعلى رغم إضطلاع الصحافة بصناعة الحدث وتغيير مفاهيم الرأي العام وصولاً الى حد كونها "سلطة" قائمة بذاتها، فإنّ نقابة المحررين لم تكن فاعلة، مقارنة ببقية الحركات النقابية، كما نقابة المحامين على سبيل المثال، حيث يندفع الصحافيون ويسخّرون أقلامهم وشاشاتهم وهواءهم المباشر لتغطية الإنتخابات النقابية مثلاً، فيما نجد أن إعلاميين كُثراً غير معنيين بإنتخابات "المحررين"، وغير مبالين بوجود نقابة، ومعظمهم لا يجيد التفرقة بين "نقابة المحررين" ونقابة "الصحافة". 

"سكتت" النقابة مطولاً عن الإخفاقات، فيما تبقى الدعوة مفتوحة لمجلس نقابي جديد يقوم بأدوار إصلاحية، من خارج مسيرة المساوئ نفسها، أدوار لا تكون على مستوى وقياس الأحزاب التي نخرت بإنقساماتها السياسية الحادة الحركات العمالية بما فيها نقابة المحررين. نقابة يُفترض بها السعي إلى دمج جميع العاملين في المهنة، خصوصاً الإعلام الإلكتروني لما يشهده هذا القطاع من فوضى، سبيلاً الى كلمة موحدة لفرض القرارات التي يجب أن تؤخذ، وإلاّ فسيبقى الحال على ما هو عليه، نقابة "ضعيفة"، لا تدافع عن الحقوق المادية والمعنوية للعاملين فيها، إضافة الى تحسين ظروف العمل والمصالح المشتركة.

"أقصت" النقابة سابقاً أصوات بعض المعترضين حتى على سير العملية الإنتخابية، هؤلاء الذين إعترضوا "خفّت" حماستهم اليوم، كانوا ينتظرون وآخرين من النقابة "الكثير"، بما يترجم حجم "الخيبة" التي يعاني منها عدد كبير من العاملين في المهنة تجاه النقابة، وإن كانت النقمة مشتركة إلاّ أنّ عدداً منهم يحاول الحفاظ على موقعه داخل النقابة "في الجدول"، ومنهم من يضطر الى "تشغيل الواسطة" لتسديد المستحقات المالية، وآخرين ينتظرون "فتح الجدول" للإنتساب، طمعاً بوعود وزارية، لمشروع قانون يتضمن إنشاء صندوق تعاضدي وتقاعدي، فهل سينظر المجلس النقابي  الجديد في مشروع وزير الإعلام ملحم الرياشي الرامي الى تطوير قانون نقابة المحررين لتضم المحررين في الوسائل الإعلامية كافة ولتؤمّن أصول التعاقد وتأمين صندوق تعاضد وتقاعد؟.

وبغض النظر عن الأسماء ولوائح التحالفات والخلافات، على رغم أخذ هذا الجانب بعداً مهماً لدى المتنافسين، إلاّ انّ العنوان الأبرز يتمثل بالحاجة الحقيقية لأن تكون النقابة نموذجاً مثالياً، وليس ترجمة مشابهة لواقع الإعلام اليوم، بكل ما يحمله من إخفاقات، فتضطلع بدور المرجعية النقابية لا المرجعية الحزبية، بعيداً عن الواقع الحالي الذي يتخلله مفهوم المحسوبيات والزبائنية. المطلوب نقابة تلتفت الى حاجة الإعلام الحقيقية للنهضوم بالمجتمع وإغلاق منافذ "الهواء" على اللاعبين بأمن البلد من خلال السياسة الإعلامية المتبعة في التحريض والتجييش، كي تكون النقابة المرجع والقضاء، النموذج والرادع. 

وكان قد أُقفل نهار الجمعة المنصرم باب الترشيح لإنتخابات مجلس نقابة المحررين، التي ستجري بعد غد الخميس وبلغ عدد المرشحين 37 مرشحاً. الى ذلك أنجزت النقابة الجدول الإنتخابي للمنتسبين للاقتراع بموجبه، وهو يشمل الذين سددوا اشتراكاتهم وعددهم 727 زميلاً، وذلك وفقاً لأحكام النظام الداخلي لنقابة المحررين، وبذلك يكون النصاب القانوني للدورة الاولى 364 مقترعاً.
-زينب زعيتر-

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري “المستاء” يلتزم الصمت ولا يساجل الراعي

معلومات الكاتب